صدى الشعب – كتبت رولا حبش
و أنا أتابع بالأمس حفل افتتاح المتحف المصري الكبير، أصابني ذهول حقيقي من روعة التنظيم وعظمة الحدث، من تلك الدقة في التفاصيل، ومن الفخامة التي تحكي عن احترامٍ عميق للحضارة والإنسان.
كان المشهد ساحراً، مهيباً، وكأنه عودة للزمن الجميل الذي صاغ أولى ملامح الوعي البشري، وحضور جلالة الملكة رانيا العبد الله برفقة الأميرة سلمى أضفى على الأمسية لمسة ملوكية راقية تعبّر عن رُقيّ الأردن وحضوره الدائم في المحافل العالمية، فكان حضورهما أنيقاً، مهيباً وجميلاً .
لكن ما جعلني أتأمل أكثر هو جوهر هذا المتحف نفسه، فهو ليس مجرد مبنى ضخم يحتضن قطعاً أثرية، بل رسالة حيّة تقول إن الحضارات القديمة لم تكن بدائية كما نتصور، بل كانت متطورة بروحها وفكرها ووعيها.
نحن اليوم نفاخر بتقنياتنا، بينما هم عرفوا أسرار الكون دون أجهزة، وبنوا بعقولهم ومشاعرهم ما نعجز نحن عن تفسيره رغم كل علمنا.
المتحف المصري الكبير يذكّرنا أن التقدّم لا يُقاس فقط بالتكنولوجيا، بل بقدرة الإنسان على أن يفهم ذاته، وعلى أن يعيش بتناغم مع الحياة والطبيعة والسماء.
كان هذا الافتتاح أكثر من حدث ثقافي، كان لحظة صمت أمام عظمة الإنسان، وإشراقة فخرٍ عربي تقول إن الحضارات القديمة لا تموت… بل تنتظر من يراها بعينٍ تعرف قيمتها.






