صدى الشعب – كتبت د.دانييلا القرعان
تعلمون أن السوشال ميديا تلعب دوراً بارزاً في الإعلان عن جرائم القتل وأحياناً صوت وصورة من مكان الحدث فور وقوعه من قبل عشاق التصوير والاكشن، وكثيراً ما كانت السلطات تعلن عن حظر التداول في قضية X أو قضية Y بسبب كثرة الشائعات عن ذات الجريمة، كون ذلك قد يعتبر اعاقة في سير التحقيقات.
برأيي أن عدد الجرائم منذ عقود (هي هي) من حيث نسبتها لعدد السكان، لكن بعضها يكون دموياً، وربما بسبب المخدرات والفقر والبطالة صرنا نرى قسوة في بعض الجرائم لدرجة لم نعتد عليه في مجتمعنا الأردني، وحسب أخر احصائية معلنة تم تسجيل 86 جريمة قتل في الأردن خلال عام 2024، بلغ معدل كشفها حوالي 99٪، ويقول تقرير جمعية معهد تضامن النساء الأردني بأن جرائم القتل الأسرية في النصف الأول من عام 2025 زادت حوالي 20٪ مقارنة مع النصف الأول من 2024 إذ بلغت 12 جريمة أسرية بها 15 ضحية خلال أول 6 أشهر من 2025، مقابل 10 جرائم و12 ضحية في نفس الفترة من 2024، علماً أنه سبق في عام 2024 أن تم تسجيل 25 جريمة و32 ضحية مقارنة مع 27 جريمة و25 ضحية في عام 2023.
تظهر الاحصائيات أن عدد الجرائم تراجع لكن عدد الضحايا ارتفع، ما يدل على أن حالات قد تكون أعنف أو متعددة الضحايا، بشكل عام تم خلال السنوات الخمس الأخيرة تسجيل 260 جريمة قتل عمد و252 جريمة قتل مع سبق الإصرار، أي جريمة واحدة كل يوم ونصف، والسؤال الذي يطرح نفسه، هل هناك زيادة كبيرة أم يبدو الأمر أكبر مما هو عليه؟ الإجابة نعم هناك ارتفاع حقيقي في بعض أنواع الجرائم العنيفة، خصوصاً الشروع بالقتل والمنازعات الأسرية، لكنها زيادة ليست هائلة أو ثابتة إنما هو الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي اللذان يركزا على الحوادث العنيفة والنادرة، مما يجعلها تظهر بمظهر من “الرعب اليومي” بالرغم من أن الواقع الإحصائي ليس بنفس الدرجة من التفاقم في جميع الحالات.
وعليه نعترف، بأن هناك زيادة واقعية في بعض الجرائم وجرائم القتل الأسري وفق إحصائيات السنوات الأخيرة لكن هذا لا يعني أن كل ما يُشاع على السوشال ميديا هو دقيق أو يعكس الحجم الكامل؛ فبعض الحوادث تظهر كبيرة وبشعة، يتفاعل الناس معها مما يضخم الانطباع أن “جرائم القتل ازدادت كثيرًا”، وبالواقع أن بعض الجرائم ارتفعت بسبب ارتفاع عدد السكان لكن بذات النسبة تقريباً، وما زالت تحت السيطرة إلى حد كبير من الناحية الأمنية، خاصة مع القدرة العالية في الكشف عن الجرائم حسب تصريحات المسؤولين، مما يجعلنا نقول أننا جداً بخير، بإذن الله تعالى وهمة نشامى العين الساهرة.
