صدى الشعب – ليندا المواجدة
أكد الدكتور أشرف الراعي أن التربية الإعلامية والمعلوماتية أصبحت أداة أساسية لحماية الطلبة من مخاطر التضليل والتنمر الإلكتروني في ظل الثورة الرقمية المتسارعة، مشيراً إلى أن بناء ثقافة رقمية واعية في المدارس يمثل اليوم خط الدفاع الأول نحو تعليم آمن ومسؤول في العصر الرقمي.
وقال الراعي في حديثه لـ«صدى الشعب» إن العالم يحيي في أول خميس من شهر تشرين الثاني من كل عام اليوم الدولي لمناهضة العنف والتنمر في المدارس، بما في ذلك التنمر الإلكتروني، وهي مناسبة أعلنتها منظمة اليونسكو عام 2019 لتسليط الضوء على التحديات التي تواجه الطلبة في البيئات التعليمية الواقعية والافتراضية.
وأوضح أن العنف المدرسي أصبح أحد أبرز العوائق أمام تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، المتعلق بتوفير تعليم جيد وشامل وآمن للجميع. ووفقاً لإحصاءات اليونسكو (2023) فإن أكثر من 30% من طلاب العالم، أي ما يقارب 246 مليون طفل ومراهق، يتعرضون سنوياً لأشكال من العنف أو التنمر داخل المدارس، في حين يعاني واحد من كل خمسة طلاب من التنمر الإلكتروني، بحسب تقرير اليونيسف (2023).
وأشار إلى أن 58% من الفتيات والشابات يتعرضن للتحرش أو الإساءة عبر الإنترنت، وفق دراسة الأمم المتحدة للمرأة (UN Women)، ما يعكس الحاجة الملحّة إلى تعزيز الحماية النفسية والتقنية داخل الفضاءات التعليمية والرقمية.
وبيّن الراعي أن الفجوة التنفيذية بين السياسات والواقع لا تزال التحدي الأكبر في مكافحة العنف المدرسي، إذ لا تتجاوز نسبة الدول التي اعتمدت تشريعات شاملة لمكافحة العنف في المدارس 16% فقط.
وأضاف أن شعار اليونسكو لهذا العام كن ذكياً على الشاشة: لنتعلم كيف نكون آمنين في العصر الرقمي يؤكد أن الثقافة الرقمية والتربية الإعلامية تمثلان أداة أساسية لتعزيز الأمان السيبراني لدى الأطفال والمراهقين.
وفيما يتعلق بالواقع العربي، أوضح الراعي أن قضايا الأمن السيبراني التربوي ما تزال في بداياتها، بسبب ضعف البنية التحتية التقنية ونقص الوعي المجتمعي، لكنه أشار في المقابل إلى مبادرات واعدة تمثلت في إدراج التربية الرقمية ضمن المناهج المدرسية وتنظيم حملات توعوية تستهدف أولياء الأمور والمعلمين حول سلوكيات الإنترنت الآمنة.
وشدّد الراعي على أن تحقيق التعليم الآمن لا يتم عبر التشريعات وحدها، بل من خلال بناء ثقافة رقمية وقائية تشمل الأسرة والمدرسة والمجتمع، ودمج مفاهيم مثل الأمان السيبراني، والتفكير النقدي، والاحترام المتبادل في المناهج الدراسية.
وختم الراعي حديثه قائلاً: التعليم الآمن في العصر الرقمي لم يعد ترفاً تربوياً، بل هو حقّ أساسي من حقوق الطفل وضمانة لمستقبل تُبنى فيه المعرفة على الأمان، والذكاء على القيم، والتكنولوجيا على المسؤولية الإنسانية .






