صدى الشعب – كتب محمد علي الزعبي
حين تتطاير بعض الكلمات في فضاء الحديث العام، وتُلقى الأحكام جزافًا على الرجال الكبار، ندرك أن المشكلة ليست في الرجال بل في عيونٍ لم تعرف قدرهم، وفي عقولٍ لم تفرّق بعد بين من يملك الاسم وبين من صنع الفعل، ولعلّ ما أُثير بين الحين والآخر عن نسب معالي المهندس جمال الصرايرة، هو أبعد ما يكون عن جوهر الحقيقة، وأقرب إلى زوابع صغيرة في وجه جبلٍ راسخ من العطاء والانتماء.
جمال الصرايرة ليس رجلًا يقاس بنسبٍ أو عائلة، بل يُقاس بتاريخ من العمل والإنصاف والإنجاز الوطني، فمنذ بداياته في خدمة الدولة الأردنية، ظلّ وفيًّا لبوصلته الأولى: الأردن أولًا، والمواطن دائمًا في القلب، في حديثه صدقٌ نادر، وفي مواقفه رجولة هادئة لا تبحث عن الضوء، بل تصنعه حيثما يكون.
ولمن لا يعرف جمال الصرايرة عن قرب، فليعلم أنه من أولئك الرجال الذين يجلس إليهم المواطن البسيط دون موعد، فيجد صدرًا مفتوحًا ووجهًا بشوشًا وحديثًا لا يتعالى، عُرف بالعدل في القول، وبالتواضع في الممارسة، وبالحنكة في الموقف. رجل لا يميز بين ابن عشيرة كبيرة أو شاب من قرية نائية، لأنه يرى في الأردنيين شركاء وطن لا رعايا مكاتب.
محاولات الإساءة — بقصد أو بجهل — لا تنال من قامةٍ وطنيةٍ كالصرايرة، لأنها تصطدم بجدار من الاحترام الذي بناه على مدار عقود، في كل موقعٍ تولاه، وفي كل مسؤوليةٍ أداها بضميرٍ يقظٍ وانتماءٍ صادق، وكم من رجلٍ يُختبر عند المفاصل الصعبة، فينجح بالصمت والحكمة لا بالردّ ولا بالصخب.
جمال الصرايرة باقٍ في ذاكرة الأردنيين بما ترك من بصمات في قطاعات الاقتصاد والطاقة والتنمية، وبما غرس من أخلاقٍ في معادلة القيادة والخدمة العامة، لم يكن يومًا صاحب شعار، بل صاحب أثر، ومن يعرفه يدرك أن النسب الأسمى هو نسب الموقف والمروءة والوفاء للوطن والملك، وأن الأسماء تبقى لأن أصحابها صنعوا ما يستحق أن يُروى لا ما يُقال.
ولذا، فإن من يحاولون التشويش على رجلٍ من طراز جمال الصرايرة، إنما يختبرون ذاكرتنا الوطنية، فيخسرون أمام رجلٍ لم يخذل الأردن يومًا، ولم يبدّل انتماءه، ولم يتأخر عن واجبٍ أو موقفٍ شريف،..
فهو — ببساطة — ابن الوطن كلّه، لا يحتاج إلى نسبٍ يعرّفه، بل إلى ذاكرةٍ تعرف من هو…






