ليندا المواجدة – صدى الشعب
قال العين فاضل محمد الحمود إن خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين، هو خطابٌ للتاريخ امتشق فيه جلالته سيف الكلمة وخاطب الأمة بلسان الحكمة، كما عهدناه بفكره الذي لا ينضب وعزيمته التي لا تتعب.
وأضاف الحمود أن جلالته قال في مستهل خطابه: “أقف أمامكم كما هو عهدنا في كل عام في ذات المكان الذي شهد بداية العهد لخدمة هذا الوطن”، وهي رسالة واضحة بقدسية المكان وهيبته، فمجلس الأمة هو بيت التشريع والرقابة لخدمة الأردنيين جميعًا.
وأشار إلى أن قول جلالته: “هذا الوطن الذي كان قدره أن يولد في قلب الأزمات، والتي لم تكن يوماً استثناء في مسيرته، بل كانت رفيقته منذ البدايات”، يعكس إيمان الملك بأن الأزمات تصنع العزائم وتقود إلى التحدي والتجاوز، مؤكدًا أن الأردن العظيم اشتد عوده وتجاوز العقبات بفضل إيمان الأردنيين والأردنيات بربهم ووطنهم، فكان دائمًا حامي الحمى ومشرع الأبواب لكل من طرق بابه بسلام، منتصرًا للضعيف ومُلبيًا لنداء المستغيث.
وبيّن الحمود أن علاقة جلالة الملك بشعبه علاقة الأب بأبنائه، قائمة على الحب الصادق والعطاء والإيمان بوجوب الوقوف مع الوطن والانحياز له، مشيرًا إلى ما قاله جلالته: “يتساءل بعضكم كيف يشعر الملك؟ أيقلق الملك؟ نعم، يقلق الملك لكنه لا يخاف إلا الله ولا يهاب شيئاً، وفي ظهره أردني”، وهي عبارة أجمع الأردنيون على عمقها ودلالتها، إذ تجسد الثقة المتبادلة بين القائد وشعبه رغم الظروف التي تمر بها المنطقة.
وأكد أن نهج الصراحة في حديث جلالة الملك كان واضحًا، واضعًا الجميع أمام مسؤولياتهم، فالأردن لا يملك رفاهية الوقت أو التراخي، بل عليه مواصلة تطوير القطاع العام والنهوض بالنظامين التعليمي والصحي وقطاع النقل، ومتابعة مسارات التحديث الاقتصادي والإصلاح السياسي، لتعزيز العمل الحزبي النيابي المكرّس لخدمة الوطن.
وأضاف الحمود أن جلالته شدد في خطابه على أن “هنا رجال مصنع الحسين درعاً مهيباً، فهذه الأرض المباركة ولّادة الأحرار، والشباب الأردني وأولهم الحسين، ابني وابنكم، جند لهذا الوطن”، وهي رسالة فخر واعتزاز بالشباب الأردني وبدور ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.
وأوضح أن الملك انطلق كعادته نحو القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، حيث أشار إلى الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدًا أن الأردن سيبقى إلى جانب الأشقاء بكل إمكانياته، في وقفة الأخ مع أخيه، مستذكرًا ما قدمه الأردن من مساعدات إنسانية وإغاثية ومعركة دبلوماسية أثمرت في كسر الحصار وتعزيز الاعتراف بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وفق حل الدولتين، واعتراف دول عدة بالدولة الفلسطينية.
وختم الحمود حديثه لـ”صدى الشعب” بالقول إن هذا هو الأردن العظيم بقيادته الهاشمية الحكيمة، وجيشه العربي المصطفوي، وأجهزته الأمنية الساهرة، وشعبه المخلص، الذي لا يهاب الظروف ولا يعرف الخوف، تعوّد على العطاء وبُني على الوفاء، فكان رسالة السلام ووسطية الإسلام.
وأضاف: “كيف لا ونحن من آل هاشم الكرام الذين كرّسوا حياتهم لخدمة الأمتين العربية والإسلامية، ووجب علينا أن نفاخر بجلالة الملك الذي كان لنا ومنا وبنا زعيمًا وقائدًا وجنديًا وأبًا”






