2025-12-06 | 12:21 صباحًا
صحيفة صدى الشعب
  • الرئيسية
  • محليات
  • عربي دولي
  • جامعات
  • اقتصاد
  • الرياضة
  • تكنولوجيا
  • أخبار الفن
  • صحة و جمال
  • وظائف
  • تلفزيون صدى الشعب
  • عدد اليوم
    • الصفحات الكاملة لصحيفة صدى الشعب PDF
No Result
View All Result
صدى الشعب
Home كتاب وأراء

خطاب العرش .. وخارطة طريق المستقبل

الإثنين, 27 أكتوبر 2025, 10:43

صدى الشعب – كتب: فيصل تايه

في خطابه السامي خلال افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين ، لم يكتف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين بإلقاء كلمات رسمية، بل قدّم خريطة استراتيجية للرؤية الوطنية المستقبلية، تتجاوز حدود الخطاب التقليدي لتصبح نموذجاً للتوجيه والإلهام لكل المؤسسات والمواطنين على حد سواء ، وتعكس رؤية ملكية ثاقبة وعمق إدراكي نادر للمشهد الوطني والإقليمي ، اذ ان جملة البداية التي شدد فيها جلالته على أن “المرحلة المقبلة طويلة والطريق أمام الوطن ليس سهلاً” لم تكن مجرد عبارة تحفيزية، بل هي تنبيه استراتيجي يعكس وعياً تاماً بحجم التحديات الوطنية والإقليمية والدولية، ويضع مسؤولية كبيرة على عاتق الجميع من أجل بناء وطن قوي ومتماسك ومستقر.

وفي هذا السياق ، خاطب جلالته الأردنيين بعبارة مؤثرة قال فيها “يتساءل بعضكم كيف يشعر الملك؟ أيقلق الملك؟ نعم ، أقلق الملك، لكن لا أخاف إلا الله، ولا أهاب شيئاً، وفي ظهري أردني” ، تلك كلمات اعتزاز قوية جسدت لحظة إنسانية عميقة اظهرت جانباً من صدق القيادة وشفافيتها، وتعكس أن القلق لدى القائد ليس ضعفاً، بل شعور وطني نابع من المسؤولية تجاه الشعب والمستقبل، كما أنها تؤكد الثقة المتبادلة بين القيادة والشعب، والثبات أمام كل الظروف والتحديات

وحين قال جلالته : “هنا، رجال مصنع الحسين، درعاً مهيباً”، استخدم لغة رمزية مزدوجة وعميقة ، فهي أولاً تمثل القدرة العسكرية والأمنية الصلبة كحامية للوطن، وثانياً تمثل روح الانتماء والتفاني لدى الشباب الأردني، هذا الجيل الذي هو ركيزة المستقبل وصمام أمان الوطن ، فالمصطلح “مصنع الحسين” ليس مجرد استعارة بل رمز لتنشئة جيل متكامل من القيم الوطنية والشجاعة والمسؤولية والالتزام الأخلاقي، جيل قادر على حماية الوطن وقيادته نحو الريادة والتميز في كل المجالات.

تكرار جلالة الملك لعبارة “مهما تعاظمت الأحداث واشتدت” يعكس فهمه العميق للطبيعة المتقلبة للتحديات الإقليمية والدولية، ويؤكد أن الأردن دولة صامدة، راسخة في قيمها، قوية في إرادتها، ومؤسساتها تعمل بروح الانتماء والوفاء ، حيث هذه الصياغة ليست مجرد طمأنة للشعب ، بل رسالة واضحة للعالم بأن الأردن صامد بمبادئه وثوابته، ومصمم على حماية أمنه واستقراره وتحقيق تطلعات أبنائه.

وعندما أشار جلالة الملك إلى الشباب قائلاً : “الشباب الأردني، وأولهم الحسين، ابني وابنكم، جند لهذا الوطن”، كان يركز على تهيئة البيئة المناسبة للشباب لقيادة التحول الوطني في مختلف المجالات ، لذلك فإن كلمات جلالته حملت أبعاداً متعددة ومعان عميقة ، فالشخصية جاءت لربط القيادة بالجيل الجديد، والرمزية لتمثيل الشباب كقوة صلبة وحامية للوطن، والتربوية لتأكيد أن الانتماء الوطني ليس شعارات فقط، بل ممارسة يومية ومسؤولية حقيقية لكل مواطن ، كل كلمة هنا تمثل بوصلة تربوية واستراتيجية، تزرع قيم الولاء والانتماء والتفاني في النفوس، وتؤكد أن الشباب هم عماد المستقبل وقادة الإنجازات الوطنية القادمة.

كما أبرز الخطاب بعداً اجتماعياً قوياً، إذ أكد جلالة الملك أن المواطن والمؤسسات الوطنية هما محور أي خطة إصلاح، وهو ما يظهر أن القيادة لا تعمل بمعزل عن المجتمع المدني ، بل تعتبر المواطن شريكاً أساسياً وفاعلاً في صناعة القرار الوطني وصون الوطن وحمايته ، فهذا التوجه يعكس رؤية شاملة للإصلاح الوطني، حيث يلتقي البعد المؤسسي مع البعد الشعبي لضمان أن تكون النتائج ملموسة ومؤثرة، وتعكس مسؤولية جماعية مشتركة في كل تفاصيل البناء الوطني ، في حين شدد جلالته على أن الإصلاح الوطني يشمل مسارات متعددة، سياسية واقتصادية وإدارية، وأن تطوير القطاع العام وجذب الاستثمارات وخلق فرص العمل هما جزء لا يتجزأ من تعزيز التنمية المستدامة وتحسين مستوى المعيشة لكل المواطنين ، وهذا يؤكد أن الرؤية الملكية للإصلاح لا تقتصر على الجانب التشريعي، بل تمتد لتشمل الإدارة والخدمات التي تلامس حياة المواطن اليومية

من الناحية الإقليمية والدولية، شدد جلالة الملك على الثوابت الوطنية في دعم حقوق الشعب الفلسطيني وربطها بالعمل العملي لدعم صمود الشعب الفلسطيني، وهي صياغة تعكس قدرة القيادة على الموازنة بين المبادئ الوطنية الراسخة ومتطلبات الواقع الإقليمي المعقد، مع إبراز الدور الأردني كقوة استقرار ومسؤولية تاريخية في المنطقة ، مؤكداً جلالته على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، باعتبارها حقاً تاريخياً ودينياً للأردن، ما يعكس التزام المملكة الثابت بدعم السلام والاستقرار الإقليمي وحماية الهوية الدينية والتاريخية للمدينة المقدسة.

إن قراءة خطاب العرش بهذا العمق تكشف عن براعة اختيار الكلمات والعبارات ودقتها في إيصال الرسائل المتعددة، وتوضح أن كل جملة لها هدف مزدوج ، في تعزيز الانتماء الوطني وفي تهيئة المؤسسات والمواطنين للمسؤولية المشتركة ، مع وضع الأردن في موقع الريادة والقدرة على مواجهة تحديات المستقبل بثقة وحكمة.

من وجهة نظري فان الخطاب لم يكن مجرد كلمات رسمية، بل خارطة طريق ذهنية واستراتيجية لكل أردني يريد أن يفهم دوره في حماية الوطن وبناء مستقبله، ذلك لضمان مستقبل مستدام لكل الأردنيين ، ويظهر كيف يمكن للقيم الوطنية والشباب الواعي والمسؤول أن يشكلوا قوة حقيقية وصمام أمان للوطن .

وفي سياق التحديث الشامل، شدد جلالته على أهمية تطوير التعليم ليواكب المستجدات العصرية ، ما يستلزم تحولاً جذرياً يتمحور حول إعداد جيل يمتلك أدوات المستقبل ، من مناهج تعزز التفكير النقدي والابتكار، ومعلم مؤهل وداعم للتغيير، وربط فعال ومباشر بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل المحلي والعالمي المتجدد ، ​لذا، يجب أن تتضافر الجهود الوطنية، لضمان أن يكون التعليم في الأردن قاطرة التنمية، ورافعة رئيسية للنمو الاقتصادي، ومصنعاً للكفاءات التي ستحمل راية الأردن إلى الأمام في مختلف المجالات، وبما يحقق الرؤية الملكية الشاملة للتحديث.

اما تحسين قطاع الصحة، فمن الواضح ان جلالته اراد أن يكون ضمن أولويات التنفيذ العملي للإصلاح الإداري ، وكواقع يلمسه المواطن في المستشفيات والمراكز الصحية والخدمات الوقائية والعلاجية ، ذلك تاكيد أن الصحة ليست مجرد قطاع خدمي، بل مؤشر على عدالة الدولة وفاعلية مؤسساتها.

اما فيما يتعلق بتعزيز البنية التحتية لقطاع النقل، فالمقصود ان ننظر الى هذا القطاع كمؤشر حضاري وتنموي، لا كقطاع خدمي ثانوي ، وبذلك فان تحسين النقل يعني تحسين جودة الحياة، وتعزيز الاقتصاد، وتمكين المواطن من الوصول إلى فرصه بسهولة وكرامة.

وأخيراً ، فإن خطاب العرش السامي لهذا العام يجمع بين القوة والوضوح والحكمة، ويضع الأردن على طريق التحديث والإصلاح والتنمية المستدامة، ويظهر التزام القيادة بالمسؤولية الوطنية من جميع زواياها، مع دعوة واضحة للمؤسسات والمواطنين للعمل بإرادة جماعية وجهد متكامل، ليظل الأردن كما أراده جلالته دولة الإنجاز والكرامة والريادة في المنطقة، ويضمن أن يكون كل مواطن وشاب أردني جندياً ملتزماً في حماية وطنه وصونه وحفظ قيمه ومكتسباته الوطنية.

وهكذا، يبقى خطاب العرش السامي بوصلة وطنية ترشد الأردنيين جميعاً نحو مستقبل أكثر إشراقاً، أساسه العمل والإيمان والولاء والانتماء.

والله ولي التوفيق

ShareTweetSendShare

أخبار أخرى

كتاب وأراء

السوار الإلكتروني في القضايا الشرعية .. خطوة تُضعف العدالة الأسرية

الجمعة, 5 ديسمبر 2025, 15:15
كتاب وأراء

البيت الذي كان أماناً .. يتحوّل فجأة إلى مال مشاع

الخميس, 4 ديسمبر 2025, 20:39
كتاب وأراء

الضمان الاجتماعي فرصة لحوار وطني يعيد تقييم الأولويات

الأربعاء, 3 ديسمبر 2025, 23:56
كتاب وأراء

قانون النفقة الأردني بضع قروش مقابل أربعة شهور سجن

الأربعاء, 3 ديسمبر 2025, 23:28
كتاب وأراء

الوجه الأخر للزواج

الأربعاء, 3 ديسمبر 2025, 23:11
كتاب وأراء

التعديل المرتقب والاستثمار في مستقبل الدولة

الأربعاء, 3 ديسمبر 2025, 14:51
  • سياسة الخصوصية
  • من نحن
  • اعلن لدينا
  • اتصل بنا

© 2023 جميع الحقوق محفوظة لصحيفة صدى الشعب الاردنية اليومية

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • محليات
  • عربي دولي
  • جامعات
  • اقتصاد
  • الرياضة
  • تكنولوجيا
  • أخبار الفن
  • صحة و جمال
  • وظائف
  • تلفزيون صدى الشعب
  • عدد اليوم
    • الصفحات الكاملة لصحيفة صدى الشعب PDF

© 2023 جميع الحقوق محفوظة لصحيفة صدى الشعب الاردنية اليومية