صدى الشعب -ليندا المواجدة
أكد الدكتور هايل ودعان الدعجة، النائب السابق وأستاذ العلوم السياسية أن منظومة التحديث بمساراتها الثلاثة – الإدارية والاقتصادية والسياسية – تشكل برنامج إصلاح وطني يحظى باهتمام جلالة الملك، الذي يحث مؤسسات الدولة على ترجمة هذه المنظومة على أرض الواقع، بوصفها الوسيلة الديمقراطية الكفيلة بالارتقاء بأداء المؤسسات إلى مستويات متقدمة وطموحة.
وأشار الدعجة إلى الجهود الرسمية التي تهدف إلى إنضاج هذا المشروع الإصلاحي، من خلال إنجاز التشريعات الناظمة للمسار السياسي، ممثلة بقوانين الانتخاب والأحزاب والإدارة المحلية، إضافة إلى المسار الاقتصادي ورؤية التحديث الاقتصادي التي شملت العديد من الورش والاجتماعات القطاعية بمشاركة واسعة من المختصين، بهدف إطلاق إمكانات الاقتصاد الوطني ورفع معدلات النمو.
وأوضح الدعجة أن الفترة الزمنية القصيرة التي تلت مخرجات المنظومة أثرت على قدرة الأحزاب الناشئة على تفعيل دورها، ما انعكس سلبًا على أدائها تحت القبة، خصوصًا عند محاولة تعويض خسارتها في الانتخابات على أساس القوائم الحزبية، بضم بعض نواب القوائم المحلية إلى الكتل النيابية الحزبية التي شكلتها.
ورغم كثرة الورش والاجتماعات الاقتصادية، أشار الدعجة إلى أن المواطن لم يشعر بعد بنتائج هذه الجهود، كما أن مجلس النواب لم يكن حاضرًا بالشكل الكافي في المشهد الاقتصادي ولم يقم بدوره الرقابي الكامل على رؤية التحديث الاقتصادي.
وحول خطاب العرش المرتقب لافتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة، توقع الدعجة أن يركز جلالة الملك على القضايا الداخلية والخارجية الهامة، مؤكدًا أهمية المضي قدمًا في تنفيذ منظومة التحديث بمساراتها الثلاثة، وتسليط الضوء على المؤسسة العسكرية والأمنية وتهيئتها للتعامل مع أي تحديات، إضافة إلى الاهتمام بتمكين المرأة والشباب، وتعزيز العمل البرلماني المؤسسي والتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، وتحسين أداء الإدارة العامة وتقديم خدمات نوعية للمواطنين.
كما أكد الدعجة أن خطاب العرش سيعيد التأكيد على ثوابت الدولة الأردنية تجاه القضية الفلسطينية، بما في ذلك إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس، وحل الدولتين وفق المبادرة العربية والقرارات الدولية، إضافة إلى دور الأردن في مواجهة العدوان الإسرائيلي في غزة ومنع التهجير وضمان إدخال المساعدات الإنسانية، وكذلك جهود الدبلوماسية الأردنية في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية وبناء المستوطنات ومحاولات الضم، مع التأكيد على أهمية الوصاية الهاشمية في القدس والحفاظ على وضعها التاريخي والديني والقانوني






