صدى الشعب – عبد الرحمن البلاونه
نظّمت مديرية ثقافة الزرقاء، بالتعاون مع مديرية ثقافة الكرك، الخميس، مسارًا ثقافياً سياحياً إلى مدينة الكرك، بهدف تعزيز جسور التبادل الثقافي وتوثيق الروابط الثقافية بين محافظات المملكة، من خلال الأنشطة الفنية والأدبية المتنوعة، والاطلاع على المقومات التاريخية والسياحية التي تزخر بها المحافظة، بمشاركة مدير ثقافة الزرقاء، محمد الزعبي، ورئيس مجلس المحافظة، المهندس جمال أبو عيد، وعدد من ممثلي الهيئات الثقافية والشبابية والأدباء، بمحافظة الزرقاء.
ويأتي هذا المسار ضمن الخطة السنوية التي تنفذها مديرية ثقافة الزرقاء، لتعزيز التواصل الثقافي بين المحافظات الأردنية، ونقل التجارب، وتطويرها والسعي لتطبيقها.
واستهل المشاركون جولتهم بزيارة مركز الحسن الثقافي (مديرية ثقافة الكرك) وكان في الاستقبال مستشار الأمين العام لوزارة الثقافة، رأفت البيايضة، مندوباً عن مديرة ثقافة الكرك، عروبة الشمايلة.
وبين البيايضة أن هذه المسارات تهدف إلى الاطلاع على التجربة التنموية والمشاريع الثقافية، وتعزز التواصل بين المحافظات، وكشف أن اخر المشاريع التي قامت مديرية ثقافة الكرك بتنفيذها بدعم من مجلس محافظة الكرك، هي اطلالة على القلعة، وأشار إلى أقدم مدرسة، وهي مدرسة الكرك الإعدادية، التي تقع بالقرب من القلعة، وبنيت في زمن الحكم العثماني.
وجال المشاركون في أروقة وقاعات المركز، وقدم البيايضة نبذة عن المركز، وعرضا للسردية التاريخية لمدينة الكرك، التي تعبّر عن تاريخ المدينة وحضارتها العريقة، وما تمثله من إرث إنساني وثقافي، كذلك اطلعوا على أبرز الأنشطة والفعاليات التي يحتضنها المركز، ودوره الريادي في تنشيط الحركة الثقافية بمحافظة الكرك، وأوضح البيايضة أن مدرسة الكرك الإعدادية هي أقدم مدرسة في المملكة بنيت في زمن الحكم العثماني.
وتضمّنت الزيارة على معرض الفنون التشكيلية المتنوعة، لطلبة معهد التدريب التابع لمديرية ثقافة الزرقاء، ضم أعمالاً إبداعية تناولت موضوعات الهوية والجمال والبيئة بأساليب فنية معاصرة، كذلك تم عرضا لفيلمين وثائقيين على مسرح مركز الحسن الثقافي، تناول الأول وهو من انتاج مديرية ثقافة الزرقاء، نبذة عن تاريخ محافظة الزرقاء، ومشاهد ثقافية واجتماعية، إضافة إلى تطورها التاريخي والحضري.
أما الفيلم الثاني، قدّمته مديرية ثقافة الكرك، وتناول جوانب من البيئة المحلية والقيم الوطنية، مسلطًا الضوء على الإرث الثقافي والتاريخي الذي تزخر به المحافظة، وقدّمت فرقة “مسايا” للفلكلور الشعبي عروضًا تراثية ودبكات شعبية، على وقع أغاني وطنية أدخلت الفرح في قلوب الحضور.
وقام المشاركون بزيارة قلعة الكرك التاريخية، والأسواق القديمة وسط المدينة، كما طّلعوا على تجربة بيت المزار التراثي (جمعية ربوع الجعفرية الخيرية) في لواء المزار الجنوبي، الذي يعكس ملامح الحياة الشعبية القديمة ويحافظ على مكونات الموروث المحلي الأصيل، وزيارة متحف الحياة الشعبية، ومتحف قلعة الكرك، وكذلك اشتمل المسار على زيارة إلى مقامات وأضرحة الصحابة الكرام، قادة معركة مؤتة رضي الله عنهم، الصحابي الجليل جعفر بن ابي طالب، والصحابي الجليل زيد بن حارثة.
وأكد الزعبي أن هذه اللقاءات تجسّد رؤية وزارة الثقافة في ترسيخ مفهوم الشراكة الثقافية بين المحافظات، للاطلاع على التجربة التنموية والمشاريع الثقافية، وتعزيز قيم الانتماء والهوية الوطنية من خلال الفنون والإبداع، وأهمية نقل هذه المبادرات على مستوى مدن المملكة، موضحاً أنه سيتم نقل تجربة السردية من الكرك إلى الزرقاء، والعمل على اعدادها في العام المقبل.
وأشار إلى إن التبادل الثقافي بين الزرقاء والكرك ليس مجرد فعالية، بل هو رسالة وطنية تعبّر عن عمق الانتماء وثراء المشهد الثقافي الأردني وتؤكد أن الثقافة هي الطريق الأسمى لتعزيز الهوية، وترسيخ الوحدة، وبناء جسورٍ من الفهم والانتماء بين محافظات الوطن، وأشار إلى أن الزرقاء، مدينة الجُند العسكر، لم تكن يومًا مجرد مدينةٍ للسواعد القوية والعزائم الصلبة فقط، بل كانت مدينةً للعقول النيّرة والقلوب المبدعة، ففيها تتلاقى الأصالة بالحداثة، ويزدهر التنوع الثقافي والاجتماعي في مشهدٍ يعكس صورة الأردن الكبير بتعدده ووحدته، بتاريخه العريق ومستقبله المشرق.
وفي ختام الزيارة، أشاد المشاركون بهذه المبادرة وأبدوا اعجابهم بتنظيمها وبما اطلعوا عليه من فعاليات أدخلت البهجة والسرور بما شاهدوه من عبق التاريخ إلى أنفسهم، وقدموا شكرهم للقائمين على مديرية ثقافة الكرك لحفاوة وحسن الاستقبال وكرم الضيافة العربية الأصيلة.








