‏ربا زيدان تبرز في كتاب “Routledge” العالمي بدراسة نوعية عن تفاعل الجمهور العربي مع الأخبار‏

‏عمّان – صدى الشعب
‏سطع اسم الدكتورة ربا زيدان في الفضاء الأكاديمي الدولي بعد مشاركتها المتميزة في الكتاب الصادر حديثًا عن دار النشر العالمية Routledge بعنوان “Media Engagement: Connecting with Audiences in Media Markets” (التفاعل الإعلامي: التواصل مع الجماهير في أسواق الإعلام)، والذي يُعد من أبرز الإصدارات البحثية الحديثة في دراسة العلاقة بين الإعلام والجمهور في العصر الرقمي.
‏
‏قدّمت زيدان في فصلها المعنون “ما وراء الشاشة: أنماط التفاعل والانفصال عن الأخبار في الأردن والسعودية” دراسة نوعية معمّقة استندت إلى 72 مقابلة ميدانية أُجريت في الأردن والمملكة العربية السعودية، لتكشف من خلالها عن أنماط استهلاك الأخبار لدى الجمهور العربي، وتفاصيل التفاعل والانفصال عنها، إضافة إلى أثر العوامل الاجتماعية والثقافية في تشكيل تلك العلاقة المعقّدة بين المتلقي والمحتوى الإعلامي.
‏
‏وأوضحت زيدان أن التفاعل مع الأخبار لا يقتصر على المتابعة النشطة أو الدائمة، بل يشمل أيضًا ما وصفته بـ “التجنب الواعي” و”التعرّض العرضي” للمحتوى، وهي مفاهيم تعبّر عن وعي متزايد لدى الجمهور العربي في كيفية التعامل مع الكم الهائل من الأخبار اليومية، واعتبرت أن هذا الوعي يعكس سعيًا من المتلقين إلى تحقيق توازن صحي بين البقاء على اطلاع من جهة، وتجنّب الإرهاق المعرفي والنفسي من جهة أخرى.
‏
‏وفي سياق بحثها، تعمقت زيدان في مفهوم جديد أطلقت عليه اسم ” الحمية الإخبارية “لتصف به الطريقة التي يصوغ من خلالها الأفراد علاقتهم الخاصة مع الإعلام، وفقًا لعوامل متعددة تشمل الوقت والمزاج والاحتياجات المعرفية لكل فرد ،هذا المفهوم بحسب محرّري الكتاب، مثّل إضافة نوعية متميزة في فهم سلوك الجمهور المعاصر، إذ وصفوا عملها بأنه “واحد من أكثر الفصول عمقًا وإنسانية” ضمن الكتاب.
‏
‏ويمتاز أسلوب الدكتورة ربا زيدان بقدرته على الدمج بين الدقة الأكاديمية والتحليل الإنساني القريب من نبض الناس، ما أضفى على دراستها طابعًا مميزًا جعلها تحظى باهتمام الباحثين وصُنّاع القرار في حقل الإعلام، وقد أسهمت رؤيتها البحثية في فتح نافذة جديدة لفهم الجمهور العربي، ووضع التجربة الإعلامية المحلية في إطار النقاش الأكاديمي العالمي بأسلوب علمي رصين.
‏
‏ويُعد هذا الإنجاز تأكيدًا لمكانة زيدان كإحدى الباحثات العربيات الشابات البارزات اللواتي استطعن نقل صوت المنطقة إلى المنصات البحثية العالمية، ومساهمتهن الفاعلة في إعادة تعريف العلاقة بين الإعلام والجمهور من منظور علمي حديث يوازن بين التقنية والإنسانية.
‏
‏وبإسهامها العلمي هذا، ترسّخ الدكتورة ربا زيدان حضورها في المشهد الأكاديمي الدولي، ممثلةً نموذجًا للباحث العربي القادر على تقديم المعرفة من منطلق محلي بروح عالمية، وتأكيد أن الفكر العربي قادر على أن يكون شريكًا فاعلًا في صياغة مستقبل الدراسات الإعلامية في العالم.
‏