نسبة اشغال فنادق البتراء ترتفع الى 30%
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
قال رئيس جمعية فنادق البترا، سميح النوافلة، إن القطاع الفندقي في المدينة الوردية يشهد حراكاً محدوداً مع عودة ما يقارب عشرة فنادق إلى العمل، بعد فترة إغلاق طويلة طالت أكثر من 30 فندقاً خلال العامين ، نتيجة لتداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي ألقت بظلالها الثقيلة على حركة السياحة الخارجية إلى المملكة.
وأوضح النوافلة، خلال حديثه لـ”صدى الشعب”، أن توقف العمليات العسكرية لفترات قصيرة لم يبدد مخاوف السياح، مشيراً إلى أن الجمعية أجرت خلال اليومين الماضيين تواصلاً مباشراً مع أصحاب الفنادق المغلقة، حيث تجاوب بعضهم، بينما لم يرد آخرون على الاتصالات.
وبيّن أن عدد الفنادق التي بدأت بتأهيل مرافقها والاستعداد لإعادة التشغيل بلغ نحو عشرة، مضيفاً أن هذه الخطوة تأتي على أمل تحسن الأوضاع السياحية وعودة النشاط تدريجياً، لا سيما أن إغلاق غالبية الفنادق جاء بعد توقف شبه كامل للسياحة الخارجية، التي تُعد المصدر الرئيس للحركة السياحية في البترا.
وأضاف أن برنامج “أردننا جنة”، رغم أهميته، لا يغطي سوى عدد محدود من الفنادق في البترا، مشيراً إلى أن المدينة تضم نحو 3.3 ألف غرفة فندقية موزعة على حوالي 2.5 ألف غرفة فندقية عاملة، إلا أن عدد الزوار عبر البرنامج لا يتجاوز 300 إلى 500 شخص يومياً، ما يؤدي إلى توزيعهم على عدد محدود من الفنادق لا يتجاوز الخمسة، ويترك باقي المنشآت دون إشغال.
وحول نسب الإشغال الحالية، أشار النوافلة إلى أنها شهدت تحسناً نسبياً في شهر تشرين الأول الحالي، حيث تراوحت بين 25 إلى 30%، مقارنة بأشهر حزيران وتموز وآب، التي لم تتجاوز فيها نسب الإشغال 4 إلى 5%.
وأكد أن أبرز التحديات التي تواجه الفنادق حالياً تتمثل في الكلف التشغيلية المرتفعة، والتي تشمل أثمان الكهرباء والمياه، والالتزامات المترتبة لصالح الضمان الاجتماعي، بالإضافة إلى رواتب الموظفين.
وقال أنه نسبة كبيرة من الفنادق تعتمد على القروض من البنوك التجارية، ومعظم هذه الاستثمارات هي محلية تعود لأبناء المجتمع المحلي، لذا فإن الالتزامات المالية تجاه البنوك تشكل عبئاً ثقيلاً جداً على أصحاب المنشآت.
وأشار إلى أن قطاع الفنادق في البترا يعاني كذلك من أزمة في الأيدي العاملة المؤهلة، إذ فقد كثير من العاملين ذوي الخبرة وظائفهم خلال فترات الإغلاق السابقة، ما دفعهم إلى التوجه نحو الوظائف الحكومية والعسكرية.
وأكد أن البترا تُعد من أكثر المناطق تضرراً في المملكة بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، بل وربما من أكثر المناطق تضرراً في العالم بعد غزة نفسها، مرجعاً ذلك إلى موقع المدينة الجغرافي البعيد عن مراكز العبور والحركة السياحية النشطة، كالعقبة التي استفادت من حركة البواخر، أو عمّان التي انتعشت بفعل توقف الحرب في سوريا، ومرور القادمين إليها عبر الأراضي الأردنية.
وفيما يتعلق بالترويج السياحي، أشار النوافلة إلى أن أبناء البترا يلعبون دوراً فاعلاً في تسويق المنطقة، محذراً من أن الوضع الحالي لا يمكن تجاوزه إلا من خلال تدخل حكومي حقيقي يتعامل مع الأزمة بوصفها قضية وطنية. .
وأضاف أن دعم الحكومة يجب أن يشمل برامج مشابهة لتلك التي أُطلقت خلال جائحة كورونا مثل “استدامة”، لمساعدة الفنادق على دفع التزاماتها، مشيراً إلى أن العديد من المنشآت تراكمت عليها مستحقات الموظفين لأكثر من شهرين، إضافة إلى مبالغ كبيرة للضمان الاجتماعي والموردين والعاملين.
وأكد على أهمية وضع استراتيجية جديدة لجذب السياح وفتح المزيد من المقاصد السياحية، من خلال هيئة تنشيط السياحة ووزارة السياحة، بما يعزز من موقع البترا كوجهة عالمية، ويعيد للمدينة الوردية زخمها السياحي الذي فقدته في ظل الظروف الإقليمية الراهنة.






