صدى الشعب – حلا باسل الحَبيس
في ظل تنامي التحديات الصحية العالمية وانتشار الأمراض السارية، تتعاظم أهمية المؤسسات الوطنية المختصة بوصفها خط الدفاع الأول لحماية المجتمع، ومن أبرز هذه المؤسسات في الأردن المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية، الذي يقوم بدور محوري في تعزيز الصحة العامة ورفع مستويات الوقاية المجتمعية.
وقال رئيس المركز الدكتور عادل البلبيسي، إن التطعيم يُعد من أهم الإنجازات الطبية في القرن الماضي، مشيرًا إلى أن أهمية المطاعيم تكمن في مساهمتها بإنقاذ حياة ما يزيد على 150 مليون إنسان حول العالم من الموت نتيجة أمراض كان يمكن الوقاية منها.
وأوضح البلبيسي أن التطعيم هو وسيلة فعّالة لرفع مناعة الأفراد، سواء بطريقة إيجابية أو سلبية، مضيفًا أن المطعوم يُعطي بهدف تعزيز مناعة الأشخاص وخاصة فئة الأطفال، إلا أن برنامج التطعيم لا يقتصر على هذه الفئة، بل يشمل الكبار أيضًا.
وبيّن البلبيسي أن أمان وفعالية المطاعيم تُعدان من أبرز الأولويات في تنفيذ البرنامج الوطني للتطعيم، مؤكدًا أن البرنامج يُعد من أنجح البرامج الصحية في الأردن والمنطقة.
وأشار البلبيسي إلى أن البرنامج الوطني للتطعيم انطلق عام 1979، وضم آنذاك خمسة أنواع من المستضدات (المطاعيم)، وهي المطعوم الثلاثي البكتيري، مطعوم الحصبة، ومطعوم شلل الأطفال، لافتًا إلى أن البرنامج توسّع تدريجيًا ليشمل حاليًا 13 مستضدًا.
وأوضح البلبيسي أنه ومنذ انطلاقة البرنامج جرى إضافة المطاعيم بحسب الحاجة والظروف الوبائية، مشيرًا إلى أن مطعوم التهاب الكبد أُدرج ضمن البرنامج عام 1995، فيما أُضيف مطعوم شلل الأطفال المقتول بنوعيه عام 2010، أحدهما يُعطى عن طريق الفم ويحمي الطفل والبيئة، والآخر هو مطعوم شلل الأطفال المعطل (IPV)، الذي يوفر حماية مباشرة للطفل.
وأضاف البلبيسي أن آخر مطعوم تم إدخاله ضمن البرنامج الوطني في عام 2025 قبل أكثر من شهر، هو مطعوم المكورات الرئوية، مبينًا أن هذا المطعوم كان يُعطى سابقًا في المستشفيات الخاصة بتكلفة تصل إلى 100 دينار، بينما أصبح اليوم متاحًا مجّانًا عبر وزارة الصحة.
ونوّه البلبيسي إلى أن المطعوم أصبح متاحًا مجانًا لكل من يتواجد على أرض المملكة من الأطفال، ما يمثل حماية شاملة لكافة الفئات، بصرف النظر عن الجنسية أو الخلفية الصحية.
وكشف البلبيسي أن مطعومًا جديدًا سيتم إدخاله نهاية العام الحالي، بعد إدخال مطعوم جدري الماء (PCB)، مؤكدًا أنه وبهذا التوسع يكون البرنامج الوطني للتطعيم قد شمل معظم المطاعيم المعتمدة عالميًا، ما يعكس التزام الأردن بتعزيز الوقاية الصحية وتحصين المجتمع من الأمراض السارية والمعدية.






