صدى الشعب – محمد العنانزة
تتجه الأنظار مجدداً نحو مجلس النواب مع اقتراب موعد انتخاب المكتب الدائم، حيث يتكثّف الحراك النيابي والمشاورات في أروقة المجلس، وسط تباين واضح في المواقف والتقديرات بشأن من يمتلك الحظوظ الأقوى في المنافسة على الرئاسة والمواقع الأخرى.
ورغم أن المشهد لا يزال مفتوحاً على أكثر من احتمال، إلا أن المراقبين يرصدون ملاحظة متكررة تتردد في أحاديث النواب أنفسهم.
بعض المرشحين يفتقرون إلى علاقات متينة داخل المجلس، وهو ما قد يُضعف فرصهم رغم امتلاكهم الطموح أو الخبرة الشكلية.
ففي البرلمان، كما يقول أحد النواب، “الكفاءة لا تكفي إن لم تكن مدعومة بعلاقات جيدة واحترام متبادل بين الزملاء”.
العديد من النواب يشددون على أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى شخصية متوازنة، هادئة، قادرة على جمع الكلمة لا تفريقها، شخصية تُحسن إدارة الجلسة كما تُحسن الاستماع إلى الآخرين.
ويؤكد بعضهم أن الصفات الشخصية والتواضع والعلاقة الجيدة مع زملاء المجلس أصبحت معياراً حاسماً في الاختيار هذه المرة، بعد أن أثبتت التجارب السابقة أن التشنج أو الفردية لا تصنع قيادة مستقرة.
وفي خضم هذا المشهد، يبرز في الكواليس حديث متكرر عن مرشحين يمتلكون خلفية قانونية قوية ومعرفة دقيقة بتشريعات المجلس ونظامه الداخلي، وهي ميزة تمنحهم قدرة على إدارة النقاشات بمرونة واحتراف، وتمنح المجلس ذاته حضوراً أكثر اتزاناً في الدورة المقبلة.
ويرى نواب أن هذه الخبرة القانونية، إلى جانب الهدوء والعلاقات الطيبة مع مختلف الكتل والاتجاهات، قد تكون الحاسم الأهم في السباق نحو الرئاسة، خصوصاً مع اتساع رقعة التفاهمات ومحاولات تشكيل تحالفات جديدة داخل المجلس.
ويشير عدد من النواب إلى أن المفتاح الحقيقي للعبور نحو مقعد الرئاسة لا يتعلق بالوعود أو التكتلات، بل بطريقة التعامل داخل القبة.
فالنائب، يريد رئيساً لا يقمع زملاءه، بل يمنحهم مساحة للتعبير عن آرائهم بحرية واحترام، ويُدير الجلسات بلباقة وتواضع، دون استعلاء أو توتر.
ويضيف آخرون أن هذه الصفات باتت مطلوبة أكثر من أي وقت مضى، لأن المجلس يحتاج إلى من يعزز الثقة داخل المؤسسة التشريعية ويُعيد التوازن إلى أجوائها الداخلية.
في المحصلة، يبدو أن الناخب النيابي هذه المرة أكثر ميلًا نحو الشخصية التي تجمع بين المعرفة القانونية والتواضع والقدرة على التواصل مع الجميع، بعيدًا عن الاصطفافات الحادة أو الاستعراضات السياسية.
ففي بيتٍ واحدٍ يضم 138 نائباً، لا يكفي أن يكون تاريخك حافلًا أو موقعك السابق وازناً، بل أن تكون الأقرب إلى قلوب زملائك، والأقدر على إدارة المجلس بعقلانية واحترام متبادل.






