صدى الشعب – أسيـل جمـال الطـراونـة
شهدت سماء المملكة مساء الثلاثاء الموافق 7 تشرين الأول/أكتوبر 2025 حدثًا فلكيًا مميزًا تمثّل في ظهور القمر العملاق (Supermoon)، وهو القمر الكامل الأقرب إلى الأرض في مداره خلال هذا العام، ما جعله يبدو أكبر وأكثر سطوعًا من المعتاد.
وقالت المدربة الفلكية دلال خالد اللالا من الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك إن البدر بدا أكثر إشراقًا بنسبة وصلت إلى نحو 30%، وأكبر حجمًا بنحو 14% مقارنة بالبدور الأخرى، نتيجة اقترابه من الأرض لمسافة بلغت نحو 361,400 كيلومتر فقط، أي أقرب بحوالي 27 ألف كيلومتر من متوسط بعده المعتاد.
وأضافت أن القمر بلغ ذروة اكتماله عند الساعة 6:48 صباحًا بتوقيت عمّان، مشيرةً إلى أن هذا القرب جعل المشهد أكثر جاذبية لعشاق الظواهر الفلكية والمصورين، خاصةً مع صفاء الأجواء في عدد من مناطق المملكة.
وفي التقويم الغربي، عُرف هذا القمر باسم “قمر الحصاد” (Harvest Moon)، وهي تسمية أوروبية وأميركية شمالية قديمة ارتبطت بالفترة التي كان فيها المزارعون يعتمدون على ضوء القمر الممتد بعد غروب الشمس خلال موسم الحصاد الخريفي.
أما في الثقافة العربية القديمة، فلم يكن لهذا القمر اسم محدد، إذ كان العرب يصفون الأقمار تبعًا لتوقيت ظهورها في السنة أو شكلها أو موقعها في البروج، ولم تُستخدم تسميات مثل “قمر الحصاد” أو “قمر الذئب” إلا في العصر الحديث مع ترجمة المصطلحات الفلكية الغربية.
ورافق القمر في تلك الليلة كوكب زحل، الذي ظهر كنقطة لامعة مائلة إلى الصفرة شمال شرق القمر، ما أضفى مشهدًا فلكيًا جميلًا يمكن مشاهدته بالعين المجردة. كما تزامن هذا الحدث مع بداية زخّة شهب التنين (Draconids)، التي ستبلغ ذروتها بعد أيام قليلة، علماً أن ضوء القمر الساطع سيحدّ من وضوحها في السماء.
ورغم هذا القرب الكبير، أوضحت اللالا أن الفرق في حجم البدر لم يكن سهل الملاحظة بالعين المجردة، إذ تطلب الأمر مقارنة صور دقيقة لأقمار مكتملة التُقطت في أوقات مختلفة من السنة.
واختتمت اللالا حديثها بالإشارة إلى أن الظاهرة تُعد نادرة نسبيًا، لأنها تحدث فقط عندما يتزامن اكتمال القمر مع مروره في نقطة الحضيض القمري، أي أقرب نقطة له من الأرض، وهو تزامن لا يتكرر كل شهر بسبب طبيعة مدار القمر البيضوي. ولذلك، فإن مشاهدة القمر العملاق بهذه المواصفات قد لا تتكرر إلا بعد سنوات.






