الحياصات: المساعد الذكي “سراج” يحلل الأسئلة وليس بديلاً عن المعلم
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
أطلقت وزارة التربية والتعليم، أمس الاثنين، المساعد الذكي التعليمي “سراج” تجريبي، أحد المشاريع الرائدة ضمن مبادرات المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل، وذلك بشكل تجريبي، في خطوة تهدف إلى تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية.
وقال الناطق الإعلامي باسم الوزارة، محمود الحياصات، إن “سراج” يمثل أداة تعليمية مبتكرة مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، صُمّمت خصيصًا لتلبية احتياجات الطلبة والمعلمين ضمن بيئة تعليمية حديثة ومتطورة، بما ينسجم مع توجهات ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، الرامية إلى توظيف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في خدمة المواطنين والارتقاء بمستوى التعليم الوطني.
وأوضح الحياصات خلال حديثه لـ”صدى الشعب” أن المساعد الذكي “سراج” يجمع بين الدقة الأكاديمية وسهولة الاستخدام، حيث يستند إلى الكتب المدرسية الرسمية كمصدر رئيسي ووحيد للإجابات والتفاعلات، مما يجعله مختلفًا عن أدوات الذكاء الاصطناعي العامة، التي غالبًا ما تعتمد على مصادر مفتوحة عبر الإنترنت.
وأكد أن الإجابات التي يقدمها “سراج” دقيقة وموثوقة، مدعّمة بتوثيق مرجعي واضح يُظهر الصف والموضوع ومصدر المعلومة، مما يسهم في ترسيخ الثقة لدى الطالب والمعلم على حد سواء.
وبيّن أن المشروع يُعد خطوة استراتيجية للحد من الفجوة الرقمية في التعليم، لا سيما بين الطلبة الذين لا يمتلكون مصادر دعم خارجي، إذ يُوفر لهم شرحًا موجّهًا ومبنيًا بالكامل على المناهج المدرسية الرسمية، كما يتكيف “سراج” مع أنماط تعلم متعددة، من خلال تقديم المحتوى بصيغ نصية، صوتية، وصورية، بما يخدم الطلبة السمعيين، والبصريين، والحركيين، ويدعم أيضًا الطلبة من ذوي الإعاقة.
وأشار إلى أن من أبرز خصائص “سراج” أنه لا يُخرج الطالب عن الإطار المنهجي للمادة التعليمية، كما يتيح للطالب إمكانية طرح الأسئلة صوتيًا، حيث يقوم النظام بتحرير السؤال والرد عليه بدقة،
ولفت إلى أنه يتميّز كذلك بقدرته على طرح أسئلة متابعة ذكية، مرتبطة بالسؤال الأساسي، مما يُسهم في توسيع مدارك الطلبة وتعزيز الفهم العميق للمادة.
يقلل جهد المعلم والطلاب يطورون مهاراتهم
وبين أنه يتيح “سراج” أيضًا ميزة رفع الصور وتحليلها آليًا، إذ يستطيع الطالب رفع صور أسئلة أو تمارين معينة ليقوم النظام بتحليل محتواها والإجابة عليها بناءً على المنهاج المعتمد، إضافة إلى قدرته على إنشاء اختبارات وتقييمات تلقائية، حيث يمكنه توليد أسئلة واختبارات مخصصة بناءً على المفاهيم الموجودة داخل الكتاب المدرسي.
وأكد الحياصات أن المساعد الذكي “سراج” يدعم كذلك تحويل النصوص إلى صوت عربي واضح، ويمكّن الطلبة من استخدام الإدخال الصوتي لطرح الأسئلة، إلى جانب إمكانية تخصيص أسلوب التفاعل وفق رغبة المستخدم، سواء بأسلوب ودي، محايد، أو جاد، كما يضمن الخصوصية الكاملة وعدم التشتت.
وفيما يتعلق بواجهات الاستخدام، أوضح أن لـ”سراج” واجهتين رئيسيتين، الأولى مخصصة للمعلمين، وتُوفر أدوات ذكية تدعم العملية التدريسية، مثل إعداد المحتوى، تحضير الاختبارات، وتحليل أداء الطلبة، مع ضمان خصوصية المعلم وتقديم تجربة تفاعلية متقدمة، فيما تتيح الواجهة الثانية للطلبة طرح الأسئلة، مراجعة المحتوى الدراسي، وتلقي إجابات مدعومة بمصادر موثوقة من الكتاب المدرسي، بما يتناسب مع أسلوبهم ومستواهم التعليمي.
وفيما يخص استخدام المعلمين لـ”سراج”، بيّن الحياصات أنه يمكنهم الاستفادة منه في تحضير الدروس، شرح المفاهيم الصعبة، إنشاء الأسئلة والاختبارات، إعداد أوراق العمل والمنشورات، والإجابة على الأسئلة الشائعة.
وأكد على أن التطبيق يُوفر وقت وجهد المعلم من خلال تقديم محتوى دعم تعليمي جاهز، والمساعدة في اتخاذ قرارات تدريسية دقيقة مبنية على بيانات أداء حقيقية، إلى جانب المساهمة في تطوير استراتيجيات التعلم بناءً على تحليل الفجوات لدى الطلبة، وتعزيز التفاعل داخل الصف عبر أسئلة إضافية وأفكار شاملة.
يخفف العبء على أولياء الأمور ويعزز التفكير التحليلي للطلبة
ونوّه إلى أن “سراج” لا يُعد بديلاً عن المعلم، وإنما يُعد أداة ذكية داعمة للعملية التعليمية، توفّر مرونة كبيرة في تخصيص التجربة التعليمية بما يتناسب مع نوع الصف واحتياجاته.
أما عن دور الطلبة، فأكد الحياصات أن بإمكانهم استخدام “سراج” من خلال طرح الأسئلة نصيًا أو صوتيًا، مراجعة الدروس، تطوير المهارات الدراسية، والحصول على إجابات دقيقة ومباشرة للأسئلة الشائعة، بالإضافة إلى الاستفادة من الخطط الدراسية التفاعلية التي تُسهم في تحسين جودة التعليم الذاتي، وتوفير بيئة تعليمية آمنة وذكية تدعم مختلف أنماط التعلم، مما ينعكس إيجابًا على الأداء الأكاديمي.
كما يسهم “سراج” وفق حياصات في تقليل الأعباء على أولياء الأمور والمعلمين من خلال تقديم الدعم للطلبة داخل وخارج الغرفة الصفية، والمساعدة على بناء التفكير التحليلي من خلال الأسئلة الذكية التي يقترحها النظام، وتقليل القلق الأكاديمي لدى الطلبة بفضل وجود أداة موثوقة ومتاحة دائمًا.
وفي ما يتعلق بتسمية “سراج”، قال الحياصات إن الاسم مستوحى من كلمة “سراج” التي تعني المصباح في اللغة العربية، في إشارة رمزية إلى الماضي حين كان الأطفال يجتمعون حول السراج طلبًا للعلم والنور، واليوم يعود “سراج” في صورة حديثة كمساعد ذكي باللغة العربية، يعزز الفهم، وينمّي مهارات التفكير النقدي، ويساعد في تشكيل مستقبل التعليم الحديث.
وأكد على أن “سراج” يعتمد نهجًا تربويًا معاصرًا مبنيًا على مراحل التهيئة، الاستكشاف، الشرح، التوسيع، والتقييم، وهو ما يجعله أداة تعليمية شاملة تلبي تطلعات البيئة التعليمية المتطورة.
