صدى الشعب – كتب عبد الله توفيق كنعان
تشير المنظمة العالمية للحركة الكشفية الى وجود حوالي 57 مليون شاب مشارك في الحركة الكشفية ، الى جانب 5 مليون متطوع وهناك أكثر من مليون مجموعة كشفية وأكثر من 176 جمعية كشفية وطنية ، ومنذ انطلاق العمل الكشفي عام 1907م انضم حوالي 500 مليون شاب وراشد بشكل رسمي وغير رسمي للاستفادة من هذه المدرسة التعليمية والثقافية والتوعوية .
لا شك أن هذه الاحصائيات تعكس للقارئ الكريم أهمية الكشافة سواء القطاع الحكومي او الاهلي منها ، وعلاقتي بالكشافة متجذرة سواء بصداقتي الوطيدة مع أعضاء المجموعات الكشفية أيام الدراسة ، او لاحقاً عندما كنت عضوا في الهيئة العليا لصندوق التمويل الكشفي العربي وممثلاً لصاحب السمو الملكي الامير الحسن بن طلال حفظه الله الرئيس الفخري للصندوق آنذاك، وتواصلت علاقتي بالقائمين على العمل الكشفي الذين تربطني بهم علاقة صداقة وثيقة منهم القادة الكشفيين رحمهم الله ، ومنهم المرحوم الاستاذ سميح اسكندر و المرحوم الاستاذ فهد قاقيش و المرحوم الاستاذ منذر الزميلي، وغيرهم من الاخوة والاخوات القادة والرواد والمرشدات حفظهم الله .
ويوم الاحد الماضي بتاريخ 28 ايلول 2025م ، تشرفت برعاية احتفال (مجموعة شقائق الخنساء الارشادية ) احتفاءً باليوبيل الفضي ومسيرة خمسة وعشرين عاماً من العطاء والهوية الكشفية ، ولفت انتباهي حسن التنظيم وادارة واخراج الحفل بمشاركة نخبة من المرشدات والقائدات في مجموعة شقائق الخنساء وغيرهن من ضيوف الحفل ، بمن فيهم مجموعات كشفية دولية مثل تركيا ، والحقيقة أنني وجدت نفسي أمام حفل مهيب يعكس التقدم والتطور في القطاع الكشفي الاهلي برئاسة الاخ الحسن علي نصر ولا يفوتني الاشادة بالأخ النشيط القائد خليل جميل منصور سكرتير القطاع الكشفي الاهلي ، علماً بأن هذا القطاع يضم اكثر من 46 مجموعة كشفية و29 مجموعة ارشادية ، وكذلك الحال من تطور ملحوظ في القطاع الكشفي الرسمي تحت مظلة جمعية الكشافة والمرشدات الاردنية برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت طلال حفظها الله، وبعضوية نخبة من الاصدقاء الاعزاء في الامانة العامة للجمعية بمن فيهم الامين العام الاخ العزيز مازن الحمود .
ورسالتي هي نداء ودعوة للأخوة المسؤولين وعلى رأسهم معالي الاخ العزيز الدكتور عزمي محافظة وزير التربية والتعليم العالي بصفته نائب رئيس جمعية الكشافة والمرشدات، و معالي الاخ العزيز الدكتور رائد العدوان وزير الشباب ، وهم مشكورين على جهودهم ومتابعتهم الحثيثة ، ولكل من له صلة بالعمل الكشفي بضرورة دعم هذه الجمعيات الكشفية لدورها الثقافي الوطني والانساني النبيل، في تعزيز مهارات الشباب وتمكينهم خدمة لمجتمعاتهم وأوطانهم، علماً بأن هناك ما بين 80 -85 الف من الكشاف والجوالة في الاردن والاعداد في تزايد .
وفيما يلي كلمتي التي القيتها في حفل اليوبيل الفضي لمجموعة الخنساء الارشادية .
الاخوات العزيزات مجموعة شقائق الخنساء الارشادية
مرشدات المجموعة المتميزات
الأخوات والاخوة الحضور …
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد..،
إنه لمدعاة للفخر والاعتزاز أن أقف بينكم اليوم، في هذا الاحتفال المشرق بمناسبة اليوبيل الفضي لمسيرتكم الكشفية المباركة، التي انطلقت تحت شعار سامٍ هو ” العطاء وصياغة وبناء الهوية الكشفية “.
لقد أثبتم، من خلال عطائكم وإخلاصكم، أن الحركة الكشفية ليست مجرد نشاط أو تقليد، بل هي مدرسة متكاملة تنير الدروب، وتصقل العقول والقلوب، وتغرس في النفوس قيم الوطنية والانتماء والإنسانية.
وإنني إذ أنظر إلى هذه الوجوه الكشفية المضيئة، أرى فيها ثمار جهد القادة والإدارة المبدعة، الذين حملوا الرسالة بجدارة، فارتقوا بالحركة إلى مستويات من النضج والوعي تجعلها بحق رافعة للهوية الوطنية والقومية، ومنارة للأخلاق والعطاء.
ان رسالة الكشافة ومضامينها في بناء الفرد المتمسك بالقيم وحب البذل وخدمة المجتمع ، هي ما نحتاجه اليوم ومستقبلاً ، فالأجيال تواكب في مسيرتها المتغيرات وتكتسب المهارات المتنوعة الفكرية والتكنولوجية وغيرها ، ومع ذلك تبقى روح الكشافة الجماعية مهمة ، لينصهر ويندمج الفرد مع المجموعة ويتفاعل معها ، ومن هنا تكون المواطنة في تجاوز الأنا والعطاء لأجل الآخرين ، ليكون الانتماء والولاء للوطن وشعبه وقيادته.
بناتي المرشدات ..
أنتن من يصنع المستقبل ويقوده بإذن الله ، فكل واحدة هي الأم والمعلمة والمهندسة والطبيبة ، والمرشدة القائدة في كل مجال ، وأرى في كل واحدة عطاء وصبر وتربية الخنساء واسمها تماضر بنت عمرو التي فقدت اخويها صخر ومعاوية ولاحقا اولادها الاربعة في معركة القادسية ايام الفتوح الاسلامية وكانت تردد (الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم)، والخنساء فكرة ما زالت تعيش وتتكرر ، مثل خنساوات فلسطين مثل ام نضال فرحات وما اكثر خنساوات غزة اليوم نموذجاَ رفيعاً ومشرفاَ في التضحية والفداء .
أبارك لكم هذا اليوبيل واتمنى لكم الازدهار والتقدم، واستذكر معكم من باب الوفاء وأترحم معكم على كل من رحل عنّا من القادة الكشفيين ، وأذكركم بأن الكشافة جامعة ستبقى شعاع للعلم والمعرفة وبناء الأوطان .
والسلام عليكم ورحمه وبركاته ..
أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس






