صدى الشعب- سيف الدين القومان –
تتسارع التطورات التقنية والرقمية، وأصبح الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة مساعدة، بل بات عنصراً فاعلاً في تشكيل الوعي العام وتوجيه الحوارات المجتمعية، فمن توليد الأخبار والتحليلات المعقدة إلى فرز وتوزيع المعلومات عبر المنصات الرقمية، كما أن الخوارزميات الذكية أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لكن يبقى هذا الاندماج التكنولوجي يثير تساؤلات خطيرة حول صحة المعلومات، الشفافية، والمسؤولية الأخلاقية.
وقالت الصحفية والمتخصصة في الإعلام الجديد، عبير ابو طوق، لــ”صدى الشعب”، إن الذكاء الاصطناعي يؤثر على نزاهة المحتوى الاعلامي اليوم يؤثر حتما لدرجة كبيرة، نحن أمام تقنيات جديدة ولا زالت تخضع للاختبارات بشكل يومي، بل بشكل لحظي، لذلك الذكاء الاصطناعي له تأثير كبير على النزاهة لكل ما يتم بثه عبر الاعلام المرئي، المقروء، المسموع وأيضا المنصات الرقمية.
واضافت ابو طوق، أن أي مدى يسهم الذكاء الاصطناعي في تضخيم الاخبار المضللة وصعوبة كشفها يُسهم لدرجة كبيرة، خاصة أن طفرة الذكاء الاصطناعي لم يرافقها الحديث بشكل كافي عن أخلاقيات الاستخدام والتحقق للأخبار والمواد التي يتم نشرها بشكل يومي.
وحول ابرز التحديات في تدقيق المعلومات أمام المحتوى الاصطناعي، قالت ابو طوق، إن التحديات تتمثل في الأحداث المتسارعة التي يتم نشرها عبر الاعلام والمنصات الرقمية، تسارع هذه الاحداث يُقلل من امكانية القدرة على ضبط المشهد كما ينبغي، ويتزامن ذلك مع تقلص عدد المنصات الخاصة بتدقيق المحتوى تبعا لظروف تتعلق بالتمويل وتأهيل الكوادر المتخصصة.
وأكدت أبو طوق، بأن الاعلاميين يمتلكون الأدوات والمهارات المحتوى المزيف الناتج عن الذكاء الاصطناعي، ولكننا بحاجة للمزيد من الادوات والمهارات والتقنيات لننهض بقدرة المؤسسات الاعلامية والافراد وصناع المحتوى ليكونوا قادرين بشكل أكبر على تمييز المحتوى المولد عبر الذكاء الاصطناعي، تسارع الأحداث يجب أن يرافقه تطوير كبير في المهارات والتقنيات والادوات، لنكون قادرين على اعلاء قيمة المحتوى الاصلي.
وأشارة إلى أن المؤسسات الإعلامية عليها دور كبير في وضع معايير وضوابط مهنية تحد من مخاطر هذه التكنولوجيا، وكذلك دور كبير في صياغة تلك المعايير والضوابط والقواعد المهنية التي يُمكن للأفراد استخدامها للحد من المخاطر الواقعية الناجمة عن استخدام الذكاء الاصطناعي، وهذه المؤسسات عليها العمل معًا لصياغة ميثاق ودليل قواعد بناءً على التجارب الواقعية والاحداث، فالمطلوب وجود معايير تتناسب مع طبيعة العمل الاعلامي في المؤسسات العربية.
وحول الحلول أو الخطوات العملية التي يمكن أن تحمي الجمهور من الانخداع بالمحتوى الزائف، لفتت أبو طوق بأن نشر رسائل التوعية بشكل مستمر في الاعلام المرئي، المسموع والمقروء، وكذلك عبر المنصات الرقمية، مخاطبة الجيل الجديد والشاب بلغة قريبة منهم بغرض التوعية، بحيث لا تكون مباشرة وتسبب النفور منها، اعلاء قيمة المحتوى الجيد والاصلي والحديث عنه بتركيز، نشر أخبار عن قصص النجاح، دعم الأفراد والمؤسسات الذين يخوضون تجربة تدقيق المعلومات فهذا من شأنه رفع نسبة الوعي للمستخدمين بشكل عام.






