2025-12-19 | 6:29 مساءً
صحيفة صدى الشعب
  • الرئيسية
  • محليات
  • عربي دولي
  • جامعات
  • اقتصاد
  • الرياضة
  • تكنولوجيا
  • أخبار الفن
  • صحة و جمال
  • وظائف
  • تلفزيون صدى الشعب
  • عدد اليوم
    • الصفحات الكاملة لصحيفة صدى الشعب PDF
No Result
View All Result
صدى الشعب
Home محليات

التدخين بين طلاب المدارس.. هل نحتاج إلى حلول أكثر فاعلية؟

الخميس, 25 سبتمبر 2025, 8:41
Screenshot

Screenshot

التربية لـ(صدى الشعب): 2000 مدرسة حصلت على دليل التثقيف الصحي المدرسي

النعيمي: غياب الرقابة وضعف البرامج التوعوية أسباب تدفع الطلبة للتدخين

الاشقر : تأثير الأقران والضغوط النفسية من أبرز دوافع تدخين الطلبة داخل المدارس

البطوش: نجاح الوقاية والعلاج يتطلب تحولاً من العقاب إلى التمكين

صدى الشعب – سليمان أبو خرمة

يُعد التدخين أحد أبرز التحديات الصحية والاجتماعية في المجتمع الأردني، إذ امتدت أضراره لتشمل فئات مختلفة من المواطنين، ولا سيما الشباب والمراهقين.

ومع تزايد انتشار السجائر، بدأت هذه الظاهرة تخترق المدارس تدريجياً، حيث أصبح طلبة المدارس من أبرز الفئات المستهدفة، ولم يتوقف الأمر عند التدخين التقليدي، بل شهدت السنوات الأخيرة تحولاً واضحاً نحو السجائر الإلكترونية وأجهزة التبخير، التي جذبت الطلبة بنكهاتها المتنوعة وتسويقها باعتبارها “أقل ضرراً”، ما جعل هذه الظاهرة أكثر انتشاراً وتعقيداً داخل البيئة المدرسية.

والجدير بالذكر بإن منظمة الصحة العالمية أشارت إلى أن الأردن يُصنَّف ضمن أعلى البلدان عالميًا في معدلات التدخين بين المراهقين، بنسبة بلغت 33.9%

تدريب سنوي للمرشدين التربويين على التوعية بمخاطر التدخين

بهذا الإطار أكد الناطق الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم، محمود الحياصات، أن الوزارة تولي اهتماماً خاصاً لمكافحة ظاهرة التدخين بين طلبة المدارس، من خلال إعداد وتنفيذ خطط وبرامج وقائية وتثقيفية بالتعاون مع المؤسسات والجهات ذات الاختصاص، وعلى رأسها وزارة الصحة والجمعية الملكية للتوعية الصحية.

وقال الحياصات خلال حديثه لـ”صدى الشعب” إن وزارة التربية والتعليم، ومن خلال مديرية الإرشاد والتوجيه وقسم الإرشاد التربوي، تقوم بشكل سنوي بتدريب المرشدين التربويين على أساليب التوعية بمخاطر التدخين، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتثقيف الطلبة حول أضرار التدخين، وذلك ضمن خطة إجرائية تهدف إلى وقاية الطلبة من الانحراف والمشكلات السلوكية.

وأشار إلى أن الوزارة تعمل على إعداد الأدلة التثقيفية والإرشادية التي تركز على تعزيز المهارات الشخصية والاجتماعية للطلبة، بهدف حمايتهم من التعرض للمشكلات الاجتماعية، ومنها التدخين،  كما تم تضمين برامج إرشادية وقائية وعلاجية تهدف إلى تمكين الطلبة من مواجهة المشكلات السلوكية، بالتنسيق مع الجهات المعنية، بما في ذلك وزارة الصحة.

برامج للتوعية والتثقيف من أخطار التدخين

وأوضح أن الخطط والبرامج تتضمن نشاطات وفعاليات مستمرة ضمن خطط رؤساء أقسام الإرشاد التربوي والمرشدين التربويين، تركز على تنمية مهارات الثقة بالنفس، وتوكيد الذات، وتحمل المسؤولية، واتخاذ القرار، وحل المشكلات، لافتاً إلى أن الوزارة تتابع تنفيذ المرشدين التربويين لهذه الخطط، وتقيّم إنجازاتهم في مجال التوعية من أخطار التدخين.

وأكد أن الوزارة، بالتعاون مع وزارة الصحة والجمعية الملكية للتوعية الصحية، تقوم بتوزيع بروشرات توعوية في مدارس المملكة، تهدف إلى رفع الوعي الصحي لدى الطلبة حول مخاطر التدخين، كما أعدت دليلاً للتثقيف الصحي المدرسي بالتنسيق مع وزارة الصحة وبدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، يحتوي على محور خاص بالتدخين، وتم توزيعه على أكثر من 2000 مدرسة ومركز صحي.

وعن البرامج التي تنفذها الوزارة للتوعية والتثقيف من أخطار التدخين، أفاد بأن الوزارة تبنت مشروع التوعية الوقائية لطلبة المدارس من أخطار التدخين، مدعومة بمخصصات مالية من موازنة الوزارة، وذلك بهدف إعداد خطط سنوية متكاملة في هذا المجال.

وأضاف أن الوزارة بالتعاون مع الجمعية الملكية للتوعية الصحية ووزارة الصحة تنفذ برنامج الاعتماد الوطني للمدارس الصحية، الذي يسعى إلى توفير بيئة مدرسية صحية تعزز السلوكيات الإيجابية، ويشمل معايير صحية منها مكافحة التدخين، حيث يطبق البرنامج في مدارس المملكة كافة.

تطبيق تعليمات الانضباط الطلابي للمخالفين

وأشار إلى مبادرة “تحصين” التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، بالتعاون مع الجمعية الملكية للتوعية الصحية، والتي تهدف إلى حماية الشباب من خطر الإدمان على المخدرات والتدخين، من خلال رفع الوعي لدى الطلبة وإكسابهم المهارات الحياتية والمجتمعية اللازمة لمواجهة هذه الظواهر، وذلك عبر برنامج “فواصل” الذي يستهدف طلبة الصفين السابع والثامن الأساسي، ويتضمن 12 درساً موزعة على فصلين دراسيين، كما يشمل البرنامج أنشطة لامنهجية موجهة لطلبة الصفوف الرابع والخامس والسادس الأساسي تحت مسمى “سفراء مكافحة التدخين”، تتضمن رسومات وقصص وألعاب توعوية ينفذها المرشدون التربويون.

وحول الإجراءات المتبعة تجاه الطلبة الذين يُكتشف تدخينهم خلال فترة الدوام المدرسي، أفاد بأن الوزارة تطبق تعليمات الانضباط الطلابي رقم (5) لسنة 2017، حيث تنص المادة السادسة على توقيع عقوبة الإنذار على الطالب المخالف بقرار من مدير المدرسة، مع إمكانية نقل الطالب إلى مدرسة أخرى في حال تكرار المخالفة وفق المادة السابعة من ذات التعليمات.

وشدد على أن الفئات المستهدفة في جميع هذه المبادرات تشمل المرشدين التربويين، وطلبة المدارس، وأولياء الأمور، في إطار جهود الوزارة الرامية إلى تعزيز الوعي الصحي والوقاية من التدخين والمخاطر الاجتماعية المرتبطة به.

من جانبه قال وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور تيسير النعيمي، إن دوافع إقبال بعض الطلبة على تجربة التدخين داخل المدارس، رغم معرفتهم بمخاطره الصحية، تعود إلى جملة من الأسباب الاجتماعية والتربوية والنفسية، أبرزها ضغط الأقران، وغياب الرقابة، والفضول، وضعف فاعلية البرامج التوعوية.

وأوضح النعيمي، خلال حديثه لـ”صدى الشعب” ، أن التدخين يُعدّ سلوكاً مكتسباً يتم تعلّمه في سياق اجتماعي، وغالبًا ما يبدأ في سنّ مبكرة نتيجة لتأثيرات متعددة، على الرغم من الإدراك العام لمخاطره، بما في ذلك من قبل المدخنين أنفسهم.

وبيّن أن من أهم العوامل التي تدفع الطلبة إلى التدخين داخل المدارس هو الضغط الاجتماعي وتأثير الرفاق، حيث يسعى العديد من الطلبة إلى كسب قبول المجموعة وإثبات الذات، فإذا كان بعض أفراد هذه المجموعة يدخنون، فإن الطالب قد يلجأ إلى التدخين ليكون مقبولًا بينهم.

وأضاف أن حبّ التجربة والفضول يُعدّان عاملين مؤثرين أيضًا، خصوصًا في ظل انتشار ظاهرة التدخين في المجتمع، ووجود طلبة ومعلمين يمارسون هذه العادة داخل المدارس، ما يجعل الطلبة الصغار يميلون إلى تجربة ما هو “ممنوع” أو مختلف.

وأكد أن غياب الرقابة داخل المدارس يُعدّ من العوامل المساعدة على تفشي هذه الظاهرة، لاسيما وأن نسبة المدخنين في الأردن مرتفعة، والمعلمون جزء من هذا المجتمع، مما يعزز في ذهن الطالب أن التدخين سلوك مقبول وغير مرفوض.

وأشار إلى أن البرامج التوعوية الموجهة للمجتمع وللطلبة داخل المدارس ما تزال تقليدية في طروحاتها، وتعتمد غالبًا على المحاضرات التي تقتصر على سرد الأضرار الصحية للتدخين، وهي بحسب الدراسات العالمية غير فعّالة ولا تُحدث تغييرًا حقيقيًا في قناعات الطلبة.

وتحدث عن أثر القدوة السلبية، مشيرًا إلى أن الطلبة يشاهدون المعلمين يدخنون، إلى جانب طلبة أكبر سنًا داخل المدرسة، وأحيانًا الأهل وحتى المؤثرين على مواقع التواصل، وهو ما يكرّس لديهم صورة إيجابية أو محايدة عن التدخين.

وأشار إلى أن بعض الطلبة يلجؤون إلى التدخين كوسيلة للهروب من الضغوط النفسية والدراسية، حيث يشكّل الاحتكاك مع أقران يروّجون لفكرة أن “التدخين يخفف التوتر” دافعًا إضافيًا لخوض التجربة، مما يعزز القبول الداخلي لدى الطالب لهذا السلوك.

استراتيجيات الاكتشاف والتعامل

وحول كيفية تعامل المدارس والمعلمين، أكد ضرورة اعتماد استراتيجيات تربوية لا عقابية، تعتمد على مستويين رئيسيين الاكتشاف والتعامل.

وأوضح أن مرحلة الاكتشاف تتطلب من المدارس وضع سياسات واضحة تتضمن أدوات للملاحظة المباشرة، مثل ملاحظة رائحة الدخان أو وجود أدوات تدخين بحوزة الطالب، إلى جانب مراقبة التغيرات السلوكية المتعلقة بالتحصيل الدراسي والانضباط والعلاقات الاجتماعية.

وأضاف أن من بين استراتيجيات الاكتشاف كذلك، تشجيع الطلبة على الإبلاغ عن الحالات بطريقة تحفظ الخصوصية، واستخدام الكاميرات داخل المدارس ضمن نظام رقابي منظم، مع ضرورة إيجاد آليات آمنة وفعّالة لهذا الغرض.

وفيما يخص التعامل مع حالات التدخين، شدّد على أن العقوبة لا تعدّل السلوك، وبالتالي يجب أن تُبنى الاستراتيجيات على أسس تربوية، تشمل جلسات فردية مع الطلبة لفهم الدوافع وتقديم الدعم النفسي، وإشراك الأسرة بأساليب بنّاءة بعيدًا عن العقاب، وتفعيل برامج لتعديل السلوك.

وأشار إلى أهمية إشراك الطلبة في أنشطة تربوية هادفة مثل الخطابة، الأندية، المعارض، الفنون، لتعزيز السلوك الإيجابي والحد من الممارسات السلبية، مؤكدًا ضرورة وجود سياسة واضحة ترفض التشهير وتدعم التوجيه والتحفيز.

برامج الوقاية والعلاج

وأكد أن معظم البرامج التوعوية احالية  ليس فقط في الأردن، وإنما في العديد من الدول  غير كافية ولا فعالة، بسبب اعتمادها على أساليب تقليدية لا تراعي التفاعل الحقيقي مع الطلبة أو تتعامل مع الأسباب النفسية والاجتماعية لسلوك التدخين.

واقترح بناء برامج وقائية وعلاجية قائمة على الأنشطة التفاعلية والمسرحيات التربوية التي تجسد الواقع، واستضافة مدخنين سابقين يروون تجاربهم، إلى جانب عقد ورش عمل يقودها الطلبة بأنفسهم للتعبير عن الأسباب الكامنة خلف سلوكهم ومناقشتها بصدق وشفافية.

كما دعا إلى التوسع في الأنشطة الثقافية والرياضية والفنية، كونها تفتح للطلبة مجالات بديلة للتعبير عن ذواتهم، وتسهم في بناء تقدير الذات، ومفهوم الذات الإيجابي، وتعزيز الكفاية الاجتماعية، ومهارات مقاومة الضغوط والتأثيرات الاجتماعية السلبية.

وأكد أهمية دمج الوسائط الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي ضمن أدوات التوعية، بما يتماشى مع اهتمامات الطلبة وواقعهم.

دور الأسرة

وحول دور الأسرة، شدّد على أن للأهل دورًا جوهريًا في مواجهة ظاهرة التدخين، يتطلب قناعة بأن المدخل التربوي هو الأنجع.

وبيّن أهمية المراقبة والمتابعة المستمرة للأبناء، وبناء علاقة قائمة على الحوار والثقة، والتحدث معهم بصدق عن هذه الظواهر، إلى جانب تقديم القدوة الحسنة من خلال إقلاع الأهل أنفسهم عن التدخين.

ودعا إلى إشراك الأبناء في أنشطة تطوعية، رياضية وفنية، تتيح لهم التعبير عن أنفسهم بشكل صحي، مؤكدًا على أهمية وجود خطة وقائية موحدة بين الأسرة والمدرسة، تتضمن استراتيجيات واضحة في التوعية والمتابعة والتعامل مع السلوكيات الخطرة.

برامج التوعية الحالية تقليدية

من جهتها أكدت الخبيرة التربوية سوسن الأشقر أن هناك جملة من الأسباب التي تدفع بعض الطلبة إلى تجربة التدخين داخل المدارس، رغم إدراكهم للمخاطر الصحية المرتبطة به، مشيرة إلى أهمية التعامل مع هذه الظاهرة بأساليب تربوية غير عقابية، تضمن بناء الثقة وتعزز الوقاية.

وقالت الأشقر، خلال حديثه لـ”صدى الشعب”، إن السبب الأول لتدخين الطلبة يعود إلى تأثير الأقران، حيث يسعى الطالب إلى الانضمام إلى مجموعة من الأصدقاء ومسايرة سلوكهم، حتى وإن كان ضارًا، خوفًا من التعرض للسخرية أو العزلة الاجتماعية، وهو ما يدفعه لتقليد هذا السلوك بهدف القبول والاندماج.

وأضافت أن السبب الثاني هو حب التجربة والفضول، خاصة وأن مرحلة المراهقة تتسم برغبة ملحة في الاستكشاف، ما يدفع الطالب إلى تجربة التدخين كونه “شيئًا جديدًا” يثير لديه الشعور بالاختلاف.

أما السبب الثالث، بحسب الأشقر، فهو تقليد الكبار أو ما يعرف بالنمذجة، حيث يشكل سلوك الأهل أو الشخصيات العامة أو حتى المعلمين في حال تدخينهم أمام الطلبة، عاملًا محفزًا يجعل من التدخين سلوكًا طبيعيًا، وقد يعتبره البعض دليلاً على النضج.

وأشارت إلى أن البحث عن الاستقلالية وإثبات الذات يمثل السبب الرابع، إذ يرى بعض الطلبة في التدخين نوعًا من التمرد على سلطة المدرسة أو الأسرة، كنوع من إعلان الاستقلال.

كما لفتت إلى أن السبب الخامس يتمثل في الضغوط النفسية، سواء المرتبطة بالتوتر الدراسي أو المشاكل الأسرية، حيث يلجأ بعض الطلبة إلى التدخين كوسيلة للتنفيس أو التخفيف من هذه الضغوط.

سبل الكشف المبكر والتعامل التربوي

وشددت الأشقر على أهمية الكشف المبكر والتعامل مع حالات التدخين بين الطلبة بأسلوب تربوي وليس عقابيًا، موضحة أن ذلك يسهم في الحد من انتشار الظاهرة، ويحافظ على علاقة الثقة بين المعلمين والطلبة.

وبيّنت أن أولى خطوات الكشف المبكر تتمثل في الملاحظة السلوكية، مثل وجود رائحة دخان على ملابس الطلبة، أو ملاحظات على سلوك الطالب ككثرة الغياب أو التأخر عن الحصص، خاصة بعد الاستراحات، إضافة إلى ملاحظة التجمعات المشبوهة في الأماكن المعزولة داخل المدرسة.

وأشارت إلى أن التعاون بين فريق المدرسة، من خلال التواصل المستمر بين المعلمين والمرشد التربوي، ورصد أي سلوك مقلق، يشكل خطوة مهمة في هذا الإطار.

كما دعت إلى بناء علاقة ثقة مع الطلبة، وتشجيعهم على الحديث بصراحة عن الضغوط أو التجارب التي يمرون بها دون خوف، مما يسهم في خلق بيئة داعمة وآمنة.

أساليب تربوية غير عقابية

وأكدت أن من أبرز الأساليب التربوية التي يجب اتباعها عند التعامل مع الطلبة المدخنين، جلسات الإرشاد الفردية التي تتضمن التوعية بالمخاطر الصحية والنفسية للتدخين، بالإضافة إلى البرامج الوقائية والتثقيفية التي تشمل محاضرات أو ورشات يقودها أخصائيون نفسيون.

كما أوصت بضرورة المتابعة المستمرة لسلوك الطالب وتشجيعه من خلال التعزيز الإيجابي في حال ظهرت مؤشرات على تحسن سلوكه، إلى جانب إشراك الطلبة في الحل ومنحهم فرصة لإعداد حملات توعوية تعكس وجهة نظرهم حيال التدخين وأضراره.

ورأت الأشقر أن البرامج التوعوية الحالية غير كافية للحد من ظاهرة التدخين في المدارس، كونها تقتصر على المحاضرات، وتعتمد أسلوب التلقين والترهيب من الأمراض والمخاطر، ولا تتمتع بالاستمرارية، فضلًا عن عدم معالجتها للأسباب الجذرية كضغط الأقران أو المشاكل النفسية.

أدوات تربوية فعالة

واقترحت الأشقر مجموعة من الأدوات التربوية الفعالة، من أبرزها التعلم النشط والتجربة المباشرة، مثل تقديم مسرحيات مدرسية تحاكي مواقف حقيقية يتعرض لها الطلبة، إلى جانب إشراك الطلبة كقادة توعية من خلال تسميتهم “سفراء الصحة”.

كما دعت إلى تعزيز برامج المهارات الحياتية لتعليم الطلبة كيفية حل المشكلات التي تواجههم، ودمج الأسرة في العملية التوعوية وتدريبها على تقديم الدعم دون اللجوء إلى العقاب، فضلًا عن رصد ومتابعة السلوك الطلابي من خلال صندوق للاقتراحات أو الإبلاغ عن أماكن التدخين بشكل سري يحفظ خصوصية الطلبة.

واعتبرت الأشقر أن دور الأسرة يُعد عاملاً حاسمًا في حماية الأبناء من التدخين، مشددة على ضرورة التنسيق مع المدرسة، وبناء وعي مشترك ومستمر، والمشاركة في لقاءات التوعية التي تنظمها المدرسة حول التدخين التقليدي أو الإلكتروني.

كما دعت إلى القدوة السلوكية من خلال امتناع الأهل عن التدخين أمام أبنائهم، وتجنب إرسالهم لشراء السجائر، إضافة إلى المتابعة الذكية لمصروف الأبناء اليومي، دون مبالغة أو فرض رقابة خانقة قد تدفعهم للتمرد.

مرحلة المراهقة حساسية عالية تدفع نحو سلوكيات خطرة

الاستشارية النفسية الأسرية والتربوية، حنين البطوش، أكدت أن سلوك التدخين والإدمان لدى الطلبة، لا سيما في مرحلة المراهقة، يتأثر بجملة من العوامل النفسية والاجتماعية، ما يتطلب اتباع منهجية وقائية وعلاجية متكاملة تقوم على التمكين والدعم بدلاً من الاقتصار على العقوبات.

وأوضحت البطوش خلال حديثها لـ”صدى الشعب” أن مرحلة المراهقة تتميز بسعي الفرد لاكتشاف ذاته وبناء هويته، وهي مرحلة حساسة تجعل الطالب أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات ضارة كالتدخين، الذي قد يُنظر إليه من قبل المراهقين كرمز للتمرد أو وسيلة للانتماء إلى جماعة الأقران بهدف الحصول على القبول الاجتماعي.

وأشارت إلى أن الضغوط النفسية غير المباشرة من البيئة المحيطة تلعب دورًا كبيرًا في دفع الطالب نحو تجربة التدخين، فضلاً عن استخدام بعض الطلبة له كآلية لتخفيف التوتر والقلق الناجم عن الدراسة أو المشكلات الأسرية، حيث يمنحهم شعورًا مؤقتًا بالراحة.

وأضافت أن طبيعة الدماغ المراهق، التي تتسم بالسعي نحو الإثارة وضعف القدرة على تقدير العواقب، تسهم في جعل التجربة تبدو جذابة وغير محفوفة بالمخاطر، في وقت لا يمكن فيه إغفال أثر القدوة والتعلم بالملاحظة، إذ يتأثر الطالب بما يشاهده من سلوكيات لدى الأهل أو في وسائل الإعلام، والتي قد تروج لصورة إيجابية مضللة عن التدخين، تدفعه إلى تقليدها.

توفير بيئة تحتضن المراهق

وبيّنت أن معالجة سلوك التدخين لدى الطلبة أو الوقاية منه تتطلب تكاملًا في الأدوار بين الأسرة والمدرسة، يقوم على الحماية والدعم بدلاً من العقاب، مشددة على أهمية دور الوالدين في توفير بيئة نفسية آمنة لأبنائهم، يكونون فيها قدوة حسنة من خلال الابتعاد عن التدخين، وبناء جسور تواصل قائمة على الإصغاء والتقبّل، بما يتيح للطالب الإفصاح عن ضغوطه وتجارب دون خوف.

كما لفتت إلى ضرورة متابعة دائرة الأصدقاء والإشراف على السلوكيات اليومية للطلبة ضمن إطار من الدفء والحدود الواضحة، مؤكدة أن هذه المتابعة لا تعني المراقبة الصارمة بقدر ما تعني توفير بيئة تحتضن المراهق وتوجهه بطريقة إيجابية.

وأشارت إلى أن التعاون المشترك بين الأسرة والمدرسة يشكل أداة وقائية وعلاجية فاعلة، من خلال تنظيم برامج توعية تستهدف الطلبة وذويهم حول مخاطر التدخين، سواء على المستوى الصحي أو العصبي، بما في ذلك أشكاله الحديثة، إلى جانب وضع آلية واضحة للإحالة المتبادلة بين المدرسة والأهل إلى المختصين عند الحاجة، مع الحفاظ على السرية والاحترام.

وبيّنت أن هذا التنسيق يسهم أيضًا في تعزيز العوامل الوقائية، من خلال إشراك الطلبة في أنشطة تنمّي الشعور بالإنجاز وتدعم مهارات ضبط النفس والتواصل الاجتماعي، ما يحدّ من انجذابهم إلى التدخين كوسيلة للهروب أو التعبير.

تعليم المهارات الايجابية يغير السلوك

وفيما يتعلق بالنهج التأديبي، شددت على أن الاعتماد على العقوبات وحدها في التعامل مع سلوكيات التدخين أو الإدمان لا يعد كافيًا، بل قد يؤدي أحيانًا إلى نتائج عكسية، كتنامي الشعور بالوصمة أو لجوء الطالب إلى إخفاء سلوكه بدلاً من تعديله.

وأوضحت أن النهج الأمثل يقوم على المزج بين العقوبة التربوية، مثل إلزام الطالب بالمشاركة في برامج توعوية أو أنشطة تعزز الوعي بمخاطر التدخين، وبين برامج الدعم النفسي والإرشادي التي تشكل حجر الأساس في عملية التغيير، مشيرة إلى أن هذا النوع من الدعم يتيح للطالب التعبير عن ضغوطه بسرية وأمان، ويمنحه مرافقة مستمرة تساعده على بناء بدائل صحية واعتماد أنماط سلوكية إيجابية بعيدًا عن العقوبات الانتقامية أو التهديد.

كما أكدت أن البعد الوقائي التمكيني يُعد خط الدفاع الأول في مواجهة سلوكيات التدخين والإدمان، إذ يقوم على تمكين الطلبة بالمهارات اللازمة لاتخاذ قرارات واعية ومستقلة بعيدًا عن ضغط الأقران أو التقليد الأعمى.

وأضافت أن غرس الثقة بالنفس وتعليم مهارات الرفض الإيجابي من أبرز الوسائل التي تساعد المراهق على رفض السلوكيات الخطرة، مشيرة إلى أن توجيه طاقات الطلبة نحو أنشطة رياضية وفنية وثقافية يتيح لهم التعبير عن الذات وتفريغ الضغوط بطرق صحية وبنّاءة.

وأكدت على أن نجاح الوقاية والعلاج من سلوكيات التدخين يتطلب تحولًا جوهريًا في التعامل مع الطالب، يقوم على تقديم الدعم النفسي والتمكين الشامل، بدلاً من الاقتصار على العقاب، مشيرة إلى أن هذا التحول يشكل ركيزة أساسية لحماية الطلبة وبناء بيئة تعليمية آمنة ومحفزة.

Tags: home1
ShareTweetSendShare

أخبار أخرى

محليات

الأردن يرحب بقرار إلغاء العقوبات على سوريا بموجب قانون قيصر

الجمعة, 19 ديسمبر 2025, 17:15
محليات

الملك للنشامى: “حظ الأردن بكم كبير .. وكلنا فخورون بكم وبما حققتم”

الجمعة, 19 ديسمبر 2025, 17:07
محليات

مجلس مفوضي هيئة تنظيم قطاع الاتصالات يزور شركة “أرامكس”

الجمعة, 19 ديسمبر 2025, 13:48
محليات

أجواء باردة في أغلب المناطق .. وتحذيرات من تدني مدى الرؤية الأفقية

الجمعة, 19 ديسمبر 2025, 11:04
محليات

ولي العهد والأميرة رجوة وعدد من الأمراء يساندون “النشامى” في ستاد لوسيل

الخميس, 18 ديسمبر 2025, 19:31
الرياضة

رئيس الوزراء: ننتظر النشامى بتفاؤل وحماس في نهائي كأس العرب

الخميس, 18 ديسمبر 2025, 12:59
  • سياسة الخصوصية
  • من نحن
  • اعلن لدينا
  • اتصل بنا

© 2023 جميع الحقوق محفوظة لصحيفة صدى الشعب الاردنية اليومية

No Result
View All Result
  • الرئيسية
  • محليات
  • عربي دولي
  • جامعات
  • اقتصاد
  • الرياضة
  • تكنولوجيا
  • أخبار الفن
  • صحة و جمال
  • وظائف
  • تلفزيون صدى الشعب
  • عدد اليوم
    • الصفحات الكاملة لصحيفة صدى الشعب PDF

© 2023 جميع الحقوق محفوظة لصحيفة صدى الشعب الاردنية اليومية