البكري: المطعوم متاح من أيلول ويؤخذ طوال الشتاء
صدى الشعب -حلا باسل الحبيس
مع بداية فصل الخريف من كل عام، تشهد المملكة ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد الإصابات بالأمراض التنفسية الموسمية، وفي مقدمتها الإنفلونزا والرشح والتهابات الجهاز التنفسي، ما ينعكس سلبًا على صحة المواطنين ويؤثر على سير حياتهم اليومية.
وتزامنًا مع هذا الانتشار الموسمي، تكثفت الجهات المختصة جهودها الوقائية من خلال إطلاق حملات تطعيم سنوية تستهدف كوادرها الصحية والمواطنين على حد سواء، بهدف الحد من انتشار العدوى وتقليل المضاعفات الناتجة عن هذه الأمراض، خصوصًا بين الفئات الأكثر عرضة للإصابة.
وبهذا الخصوص أكد عضو اللجنة الوطنية للأوبئة، الدكتور فارس البكري، أن مطعوم الإنفلونزا يُعد من أهم وسائل الوقاية من الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، خاصة مع ارتفاع نسب انتشار الفيروس خلال فصل الشتاء.
ودعا إلى ضرورة التوسع في إعطاء المطعوم لجميع الفئات العمرية، لما له من دور فعال في تقليل فرص الإصابة، والحد من المضاعفات الصحية المرتبطة بالمرض.
وأوضح البكري خلال حديثه لـ”صدى الشعب”، أن مطعوم الإنفلونزا يُوصى بأخذه من قِبل جميع الأشخاص، بغض النظر عن أعمارهم، مشيرًا إلى أن أهمية هذا المطعوم تزداد بشكل خاص لدى الفئات الأكثر عرضة للإصابة، أو تلك التي تكون احتمالية تعرضها لمضاعفات الإنفلونزا أعلى من غيرها، مؤكدًا أن الإرشادات الطبية العالمية توصي بإعطائه بدءًا من عمر ستة أشهر.
وأضاف أن الأمراض التنفسية التي تنتشر بشكل كبير خلال فصل الشتاء، تشمل الرشح، والإنفلونزا، والتهابات الرئة، مبينًا أن هذه الأمراض تختلف في أعراضها وشدتها، حيث أن الزكام، أو ما يُعرف بالرشح، يظهر غالبًا في صورة سيلان في الأنف، وحرارة خفيفة، فيما تتمثل أعراض الإنفلونزا بسعال مترافق مع حرارة مرتفعة وآلام في الصدر، ما يجعل من الضروري التمييز بين هذه الأمراض لاتخاذ الإجراءات العلاجية المناسبة.
وأشار إلى أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الأمراض التنفسية، خاصة الإنفلونزا، تشمل صغار السن، وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من ضعف أو انخفاض في المناعة، إضافة إلى النساء الحوامل، والأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة، والعاملين في القطاع الصحي، وكذلك المدخنين.
وشدد على أن الوقاية من الأمراض التنفسية لا تقتصر على المطاعيم فقط، بل تشمل أيضًا مجموعة من الإجراءات والسلوكيات الصحية اليومية التي من شأنها الحد من انتشار الفيروسات، منها الحفاظ على التباعد الجسدي، خاصة عن الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض المرض، وتجنب التقبيل، والحرص على التغذية السليمة والمتوازنة، التي تساهم في تقوية جهاز المناعة، إلى جانب أخذ مطعوم الإنفلونزا في الوقت المناسب.
ولفت إلى أن مطعوم الإنفلونزا يتوفر عادة في الأسواق مع بداية فصل الخريف، وتحديدًا في شهر أيلول من كل عام، مبينًا أن الفترة المثلى لأخذه تكون في هذا التوقيت، قبيل بدء موسم انتشار الفيروسات الشتوية.
وأشار إلى أن من لم يتمكن من أخذ المطعوم في بداية الموسم، بإمكانه أخذه في أي وقت خلال فترة الشتاء، حيث يظل فعالًا في تقليل احتمالات الإصابة والمضاعفات حتى نهاية الموسم.
وأكد على أهمية رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية الوقاية من الأمراض الموسمية، والتشجيع على أخذ المطاعيم، واتباع سلوكيات صحية، مشيرًا إلى أن الوقاية تبقى الخيار الأفضل لتجنب العدوى ومخاطرها، ولضمان شتاء آمن صحيًا لكافة أفراد المجتمع.






