خبراء لـ”صدى الشعب” : تطوير البنية التحتية والتدريب شرط لتوسيع سياحة المغامرات

قعوار: الرحلات منخفضة التكاليف تعزز إقبال الشباب على سياحة المغامرات

عبد الكريم: ضعف التسويق ونقص الأدلاء المتخصصين أبرز تحديات القطاع

صدى الشعب – سيف الدين القومان
يشهد الأردن تنامياً ملحوظاً في سياحة المغامرات، حيث بات وادي رم والبتراء والأودية المائية وجهات مفضلة لعشاق التسلق والمشي واستكشاف الطبيعة.
ومع تنوع تضاريسه وثراء بيئته، يسعى الأردن لترسيخ مكانته كوجهة إقليمية رائدة لهذا النوع من السياحة، جامعاً بين المغامرة والمتعة والأمان
يذكر، أن القطاع السياحي شهد نمواً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، يواصل القطاع السياحي في الأردن تحقيق مؤشرات أداء إيجابية، إذ استقبلت المملكة خلال شهر حزيران من عام 2025 نحو 595 ألف زائر دولي، محققاً نسبة ارتفاع بلغت 8% مقارنة بالشهر نفسه من عام 2024، الذي بلغ فيه عدد الزوار حوالي 551 ألف زائر، بالرغم من الظروف الإقليمية التي شهدتها المنطقة خلال شهر حزيران. مدفوعة بزيادة الوعي العالمي ورغبة السياح في الخروج عن المسارات التقليدية.

المسارات السياحية حول البترا فرصة تحتاج إلى استثمار

بهذا الإطار، قال الخبير السياحي عوني قعوار لـ”صدى الشعب” ، تُعد سياحة المغامرات أحد الأنماط السياحية المهمة، حيث تجذب فئة الشباب بشكل كبير، على عكس السياحة الثقافية التي يغلب على زوّارها الفئات العمرية الأكبر. ومن هذا المنطلق، يُتوقع ارتفاع أعداد السياح القادمين عبر الرحلات الجوية منخفضة التكاليف، بما يتماشى مع اهتمام هذه الفئة بالتجارب الفريدة والتكاليف المعقولة.
ولفتت قعوار ان سياحة المغامرات تلعب دورًا كبيرًا في إنعاش اقتصادات المجتمعات المحلية في المناطق النائية مثل وادي رم، وضانا، والطفيلة، حيث يقيم رواد هذا النوع من السياحة في تلك المناطق. ويُعد “درب الأردن” من أبرز المواقع التي تم استحداثها خلال السنوات العشر الماضية، حيث يغطي المسار كافة المناطق من أم قيس شمالًا إلى العقبة جنوبًا، مرورًا بأكثر من 55 نقطة يقطنها المجتمع المحلي. ولذلك، فإن لهذا النوع من السياحة أثرًا اقتصاديًا مباشرًا يتمثل في إنعاش تلك المناطق، وأثرًا غير مباشر يظهر من خلال مزودي الخدمات.
من أبرز الفرص التي يمكن استغلالها استحداث مسارات جديدة قريبة من المدينة الوردية البترا، حيث توجد عشرات المسارات التي تحتاج إلى إعادة تأهيل .

التخييم والسياحة الفلكية فرص واعدة لتنويع المنتج السياحي
من جهته قال الخبير السياحي أيمن عبد الكريم، إن سياحة المغامرات تساهم بشكل مباشر من خلال إيرادات الإقامة والطعام وخدمات الأدلاء السياحيين والسائقين ورسوم دخول المواقع، كما تخلق فرص عمل ودخل للعائلات المحلية. أما بشكل غير مباشر، فهي تدعم سلاسل التوريد مثل شراء المنتجات المحلية والحرف اليدوية، وتشجع على الاستثمار في البنية التحتية، وتساهم في توزيع الدخل وتمكين المجتمعات في المناطق المختلفة ومن ضمنها التي تكون بعيده عن المناطق السياحية التقليدية .
وأشار أن، أبرز الفرص تكمن في تنويع الأنشطة مثل المسير متعدد الأيام، رحلات الدراجات الهوائية والكهربائية، التخييم، السياحة الفلكية في الصحراء، وسياحة التصوير. إضافة إلى ذلك، يمكن ربط الوجهات ببعضها لتشجيع إقامة أطول وشمول المجتمعات المحلية بشكل أكبر. التوسع في هذه النشاطات وشمول مناطق أكثر يؤدي إلى تعزيز التجارب المجتمعية ودعم مجتمعات أكثر، وهذان من أهم أعمدة السياحة المستدامة.
ولفت، أن الحكومة مطالبة بتطوير البنية التحتية، وتنظيم التراخيص وتضع الأنظمة والقوانين، ودعم التدريب والتسويق، بينما على القطاع الخاص المشاركة بالحملات التسويقية والاستثمار في منتجات وبرامج مبتكرة والالتزام بالمعايير الدولية للجودة والسلامة. التحديات الرئيسية تشمل ضعف البنية التحتية، وضعف الأفكار التسويقية التي تستهدف السائح بشكل مباشر، ونقص الأدلاء السياحيين المتخصصين، إلى جانب الحاجة إلى إدارة المخاطر البيئية وضمان سلامة الزوار. الخبرات متوفرة في السوق المحلي، لكنها بحاجة إلى دعم وتدريب وتأهيل لتتماشى مع المعايير والمتطلبات العالمية .
وتعمل وزارة السياحة والآثارعلى تنظيم تراخيص الشركات ومقدمين الخدمات السياحية والمرشدين السياحيين، مع وضع تعليمات واضحة لضمان السلامة في الأنشطة بمختلف درجات الخطورة مثل المشي في الأودية أو المسير متعدد الأيام. كما تقوم الجهات المعنية بإصدار تحذيرات خاصة بالطقس، لا سيما خلال مواسم الأمطار والسيول، وتغلق بعض المواقع مؤقتًا لحماية الزوار. بالإضافة إلى ذلك، يغطي الدفاع المدني وإدارة الشرطة السياحية المناطق السياحية للتدخل عند الطوارئ أو عمليات الإنقاذ. من جانب آخر، تلتزم الشركات السياحية المسؤولة بفحص حالة الطقس قبل الرحلات وتوعية المشاركين بالإجراءات الوقائية لضمان أعلى درجات الأمان.
واشار بأن هناك عدد جيد جدًا من الأدلاء السياحيين المرخصين والمتميزين وعلى مستوى عالٍ جدًا من الخبرة والمعرفة، ولكن لا يمكن إنكار وجود نقص نسبي في الأدلاء المتخصصين، خصوصًا في المهارات الفنية مثل المسير وركوب الدراجات الهوائية والتسلق، وبعض اللغات. وللتغلب على ذلك، تقوم وزارة السياحة بالعمل على تطوير برامج تدريب معتمدة بالتعاون مع مؤسسات محلية ودولية، وتوفير فرص تدريب عملي للشباب، لمنحهم فرصًا أفضل في القطاع وضمان استمرارية تطوره بما يلبي حاجات السوق المحلية والعالمية .