مشاركون لـ (صدى الشعب): المؤتمر منصة لتوحيد الجهود وتعزيز الحوار مع صناع القرار
صدى الشعب – سيف الدين القومان
برعاية سمو الأميرة دانا فراس، انطلقت في العاصمة عمان أعمال مؤتمر الشباب المحلي للتغير المناخي 2025 (LCOY 2025)، بمشاركة واسعة من ممثلي الحكومة والبرلمان والمؤسسات الأكاديمية والمجتمع المدني، وحضور لافت للشباب الأردني الذي يشكل محور المؤتمر وقوة دفعه الأساسية.
وخلال كلمتها الافتتاحية، أكدت سمو الأميرة أن التغير المناخي لم يعد تهديدًا للموارد الطبيعية فقط، بل بات خطرًا مباشرًا على الهوية والثقافة والتراث المشترك، مشددة على أن إدماج البعد الثقافي في السياسات المناخية يعزز من فعاليتها ويمنحها روحًا إنسانية جامعة.
وأضافت سموها أن السنوات الأخيرة شهدت جهودًا دولية متنامية للاعتراف بهذا البعد، بدءًا من قمة غلاسكو (كوب 26) وإعلان شرم الشيخ للعمل المناخي، وصولًا إلى إدراج التراث الثقافي ضمن أهداف قمة دبي (كوب 28) وإطلاق مبادرة “الثقافة من أجل المناخ” في قمة باكو (كوب 29).
وشددت سموها على أن استدامة هذه الجهود لن تتحقق دون إشراك الشباب، معتبرة أنهم “النبض والقوة والإبداع القادر على تحويل الطموحات المناخية إلى واقع ملموس”.
وأشارت إلى أن مبادرات الشباب الأردني في مجالات الزراعة المستدامة، وإعادة التدوير، وحماية التراث، تبرهن على قدرتهم على صياغة حلول مبتكرة وملهمة.
رؤية وزارة البيئة
من جانبه، أكد أمين عام وزارة البيئة عمر عربيات أن مؤتمر LCOY 2025 يمثل منصة وطنية مهمة لإبراز دور الشباب في مواجهة التحديات البيئية، مشيرًا إلى أن المساهمات المحددة وطنيًا (NDC 3.0) تشكل خارطة طريق عملية للتحول نحو الاقتصاد الأخضر.
وقال عربيات إن الشباب الأردني أظهر إبداعًا لافتًا في تطوير مشاريع ريادية بمجالات الزراعة الذكية مناخيًا والطاقة النظيفة وحلول المياه، الأمر الذي يجعلهم قوة أساسية في صياغة السياسات والمشاركة في المؤتمرات الدولية المقبلة، وفي مقدمتها مؤتمر الأطراف (COP30) في البرازيل.
مبادرات مجتمعية رائدة
وعرضت منسقة الوطنية المشاريع البيئية قرى الاطفال sos، المهندسة انوار النظامي ، المبادرة التي انطلقت من مبدأ العدالة الاجتماعية وحماية حقوق الطفل، مشيرة إلى أن الأطفال والشباب هم الفئة الأكثر هشاشة أمام آثار التغير المناخي.
وأوضحت خلال حديثها لـ”صدى الشعب” أن مشاريع SOS شملت تركيب أنظمة طاقة شمسية في القرى الثلاث المنتشرة في عمان وإربد والعقبة، بطاقة إنتاجية تبلغ نصف مليون كيلوواط ساعة سنويًا، ما يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية بحوالي 170 طنًا سنويًا، كما تضمنت المشاريع مبادرات لإعادة التدوير والزراعة العضوية وتجميع مياه الأمطار، إضافة إلى برامج توعية شبابية ومشاريع في إدارة المياه والحياد الكربوني.
أصوات شبابية
وفي جلسات المؤتمر، عبّر عدد من الشباب المشاركين خلال حديثهم لـ”صدى الشعب” عن رؤيتهم لمستقبل العمل المناخي، وقال المهندس عبد الرحمن مسلم إن المؤتمر يشكل “منصة وطنية لتوحيد جهود الشباب وتعزيز الحوار مع صناع القرار”، معتبرًا أن مشاركتهم ليست خيارًا بل ضرورة استراتيجية.
أما المهندسة أفنان علي من بنك تنمية المدن والقرى، فأشارت إلى أن توصيات المؤتمر ركزت على تعزيز الاقتصاد الدائري وحوكمة العمل المناخي، مؤكدة أن الشباب قادرون على صياغة رؤية وطنية متكاملة في هذا المجال.
نحو مستقبل أخضر
ويجمع المشاركون على أن التحديات المناخية التي يواجهها الأردن من التصحر وتراجع الموارد المائية إلى الأمن الغذائي تتطلب تعاونًا مشتركًا بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني، مع تمكين الشباب ليكونوا قادة المرحلة المقبلة.






