هلالات: عودة الطيران منخفض التكاليف يعيد الزخم للسياحة الأوروبية
هلالات: فنادق البترا خسرت 61% من زوارها وتسريح 700 موظف
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
أكد نائب رئيس جمعية الفنادق الأردنية، حسين هلالات أن قطاع الفنادق في المملكة شهد منذ بداية عام 2025 وحتى الآن تراجعاً ملحوظاً في نسب الإشغال، مقارنة بالسنوات السابقة، مشيراً إلى أن الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة كان لها تأثير مباشر على حركة السياحة في الأردن، لا سيما من الأسواق الأوروبية والأميركية.
وبين أن نسب الإشغال في فنادق العاصمة عمّان خلال الأشهر السبعة الماضية من عام 2025 تراوحت بين 53% في الشهر السابع، 34% في الشهر السادس، 46% في الشهر الخامس، 51% في الشهر الرابع، 26% في الشهر الثالث، 42% في الشهر الثاني، و38% في الشهر الأول.
وأشار إلى أن نسبة اشغال الفنادق في عمان سجلت خلال عام 2024 أرقاماً أقل، إذ تراوحت بين 56% إلى 31%، مقابل أرقام أعلى نسبياً في عام 2023 وصلت إلى 58% في الشهر السابع و36% في الشهر الأول.
أما على صعيد البحر الميت، أوضح أن عام 2025 شهد نسب إشغال متفاوتة بدأت بـ 38% في الشهر السابع، 36% في الشهر السادس، 49% في الشهر الخامس، 54% في الشهر الرابع، 21% في الشهر الثالث، 20% في الشهر الثاني، و21% في الشهر الأول.
وأشار أنه بالمقارنة مع الأعوام السابقة، فقد كانت النسب في 2024 أقل بكثير، حيث لم تتجاوز 48% في أفضل حالاتها، بينما وصلت في عام 2023 إلى ذروة بلغت 73% في الشهر الخامس.
وفيما يتعلق بمدينة البترا، قال إن النسب تراجعت بشكل واضح عام 2025، إذ بلغت 4% في الشهر السابع، 8% في الشهر السادس، 22% في الشهر الخامس، 30% في الشهر الرابع، 15% في الشهر الثالث، 11% في الشهر الثاني، و7% في الشهر الأول.
ولفت أنها سجلت أرقام 2023 معدلات عالية نسبياً وصلت إلى 65% في الشهر الرابع، لتشهد لاحقاً انخفاضاً حاداً في 2024.
وأشار هلالات إلى أن مادبا لم تكن بمنأى عن التراجع، حيث تراوحت نسب الإشغال عام 2025 بين 36% و14%، بعد أن كانت قد سجلت في 2023 أرقاماً لافتة بلغت 63% في الشهر الرابع.
إعداد زوار البترا تراجعت 61%
أما باقي المحافظات، أكد أن نسب الإشغال لم تتجاوز في عام 2025 29% في الشهر السابع، و16% في الشهر الأول، مقارنة بنسب تراوحت بين 37% و17% في 2023.
وأكد هلالات على أن الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة تركت آثاراً سلبية عميقة على قطاع السياحة في الأردن، خاصة من الأسواق الأوروبية والأميركية، مما انعكس على حركة السياحة وأعداد الزوار ونسب الإشغال الفندقي بشكل عام.
وأوضح هلالات أن الأردن شهد تراجعاً حاداً في أعداد السياح القادمين من مختلف دول العالم، لاسيما من الأسواق الأوروبية والأميركية، مشيراً إلى أن أعداد زوار مدينة البترا على سبيل المثال تراجعت بنسبة 61% في عام 2024 مقارنة مع عام 2023، حيث بلغ عددهم 457,215 زائراً فقط مقابل 1,174,137 زائراً في العام السابق.
وأضاف أن المرافق السياحية والفنادق تأثرت بشكل مباشر نتيجة هذا التراجع الكبير، حيث اغلقت نحو 132 منشأة فندقية في مدينة البترا مما ادى الى تسريح حوالي 700 موظف، إلى جانب تأثر العاملين في مجالات النقل السياحي والإرشاد السياحي.
تراجع حجوزات الطيران
وأشار هلالات إلى أن حجوزات الطيران إلى الأردن شهدت انخفاضاً واضحاً أيضاً، حيث تراجعت بنسبة 35% بين 16 أيلول (سبتمبر) و4 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، وهو ما انعكس على حجم التدفق السياحي إلى المملكة.
أما على صعيد الإيرادات السياحية، فقد بيّن أن القطاع تكبد خسائر ملموسة، حيث تراجعت إيراداته بما يقارب 14% من الناتج المحلي الإجمالي الأردني، وذلك نتيجة انخفاض تدفق السياح من أوروبا وأميركا بسبب الحرب، رغم أن القطاع بدأ يتعافى تدريجياً بعد جائحة كورونا.
وشدد على أن الحرب على غزة كانت السبب المباشر في التراجع الكبير الذي شهدته السياحة الأردنية، خاصة من الأسواق الأوروبية والأميركية، الأمر الذي أثر سلباً على الاقتصاد الوطني بكامله.
التصنيفات الامنية أثرت على حركة تدفق السياح
وقال إن التصنيفات الأمنية الصادرة عن بعض الدول الأوروبية كان لها أثر مباشر وملحوظ على حركة تدفق السياح إلى الأردن، خصوصاً من الأسواق الأوروبية والأميركية.
وأوضح هلالات أن وزارة الخارجية البريطانية (FCDO) أصدرت تحذيرات واضحة بعدم السفر إلى المناطق القريبة من الحدود السورية، فيما نصحت وزارة الخارجية الأميركية مواطنيها بزيادة الحذر عند زيارة المملكة، مع الإشارة إلى تحذيرات خاصة لبعض المناطق.
وبيّن أن مثل هذه التحذيرات أدت إلى انخفاض حجوزات الطيران بنسبة وصلت إلى 35% خلال الفترة بين منتصف أيلول (سبتمبر) وأوائل تشرين الأول (أكتوبر) 2023، وهو ما انعكس بشكل مباشر على القطاع السياحي وحركة الزوار.
وأشار رئيس جمعية الفنادق الأردنية إلى أن شركات طيران عالمية تأثرت أيضاً بهذه التحذيرات، حيث قامت شركات مثل Wizz Air وAustrian Airlines بإلغاء بعض رحلاتها إلى الأردن، الأمر الذي زاد من حدة الانخفاض في أعداد السياح القادمين.
وأكد هلالات أن تأثير هذه التحذيرات لا يقتصر على شركات الطيران فقط، بل يمتد ليشمل وكالات السفر العالمية التي أصبحت أكثر حذراً في تنظيم الرحلات إلى الأردن، لافتاً إلى أن القطاع السياحي الأردني دفع ثمناً واضحاً نتيجة لهذه السياسات الأمنية.
وأكد أن التحذيرات الأمنية الصادرة عن بعض الدول الأوروبية والأميركية انعكست بشكل مباشر على حركة السياحة في المملكة، حيث أدت إلى تراجع ملحوظ في أعداد السياح الغربيين خلال الفترة الماضية.
وأوضح أن هذا التراجع كانت له آثار سلبية واسعة على القطاع السياحي الأردني، إذ انعكس على الإيرادات السياحية وأثر كذلك على الفنادق والمرافق السياحية المرتبطة بالقطاع، بما في ذلك خدمات النقل، الإرشاد السياحي، والأنشطة المساندة.
وبيّن أن الفنادق، خاصة في المدن السياحية الرئيسة، تأثرت بشكل واضح نتيجة انخفاض نسب الإشغال، وهو ما أدى إلى خسائر مباشرة وغير مباشرة، سواء على مستوى الإيرادات أو على مستوى فرص العمل المرتبطة بالقطاع.
وفي المقابل، أشار هلالات إلى أن الحكومة الأردنية عملت بشكل فاعل على تعزيز رسائل الطمأنة الموجهة للأسواق السياحية العالمية، حيث أكدت مراراً أن الأردن لا يزال وجهة آمنة ومستقرة للسياح، وأن ما يصدر من بعض الدول من تحذيرات لا يعكس الواقع الفعلي في المملكة.
وشدد على أن الجهود الحكومية في هذا السياق تمثل خطوة أساسية لإعادة بناء ثقة الأسواق الأوروبية والأميركية بالوجهة الأردنية، مؤكداً أن استمرار هذه الجهود ضروري لتقليل الآثار السلبية التي خلفتها التصنيفات والتحذيرات الأمنية.
وأكد، أن نسب إشغال الفنادق في معظم محافظات المملكة سجلت انخفاضًا ملحوظًا خلال النصف الأول من عام 2024، إذ تراجعت إلى أقل من 30%، مقارنة بأكثر من 60% في الفترة ذاتها من عام 2023.
وأوضح، أن هذا التراجع يعكس انخفاضًا في الإقبال المحلي على الإقامة في الفنادق والمنشآت السياحية، مرجعًا ذلك إلى ارتفاع الأسعار مقارنة بالقدرة الشرائية للمواطن الأردني، في ظل تراجع مستويات الدخل، ما جعل السياحة الترفيهية في مرتبة متأخرة ضمن أولويات المواطنين.
خيارات متعددة لكن القدرة الشرائية محدودة
وحول ما إذا كانت الأسعار السياحية تُعد مرتفعة بالنسبة للمواطن، بيّن هلالات أن السوق المحلي يوفّر خيارات واسعة ومتنوعة من حيث الفنادق والمزارع السياحية، مع تفاوت واضح في الأسعار تبعًا لفئة المنشأة ومستوى الخدمات المقدمة.
وأضاف أن تحديد الأسعار يخضع لعوامل موسمية وطبيعية، مثل توقيت الزيارة وأيام العطل وعطلات نهاية الأسبوع، حيث تسجل الأسعار ارتفاعًا ملحوظًا في أوقات الذروة مقارنة بالفترات العادية، ما يتيح للمواطنين حرية اختيار ما يناسب احتياجاتهم وميزانياتهم.
أسباب متعددة للعزوف عن السياحة الداخلية
وأشار هلالات إلى أن عزوف بعض المواطنين عن السياحة الداخلية يعود إلى مجموعة من العوامل، أبرزها الظروف الاقتصادية وتراجع القدرة الشرائية، إلى جانب ارتفاع الكلف التشغيلية للفنادق والمرافق السياحية، والتي تنعكس أحيانًا على الأسعار، لا سيما في مواسم الذروة.
وبيّن أن تفضيلات المواطنين وأنماط حياتهم تلعب دورًا أيضًا، حيث يفضل بعضهم أنشطة أو وجهات خارجية، أو يقصد أماكن مجانية أو منخفضة التكلفة للترويح عن النفس.
ولفت إلى أن التوافر والموسمية يؤثران بدورهما، إذ قد يقل العرض أو يرتفع الطلب في بعض الفترات، ما يحد من قدرة المواطنين على السفر محليًا، مؤكدًا في الوقت ذاته أن السياحة الداخلية ما تزال خيارًا متاحًا ومتناميًا، بفضل وجود باقات متنوعة تناسب مختلف الفئات.
وأشار هلالات إلى أن برنامج “أردننا جنة” يُعد من أبرز المبادرات الناجحة في هذا السياق، حيث شهد إقبالًا واسعًا من العائلات والمجموعات، ووفّر تجارب سياحية بأسعار مناسبة في مختلف أنحاء المملكة، وأسهم في تحفيز الحركة السياحية الداخلية وتعريف المواطنين بالمقاصد المحلية.
موسمية النشاط السياحي والتحديات
وفيما يتعلق بموسمية النشاط السياحي، أكد أن الفنادق الأردنية تعاني من هذه الظاهرة بوضوح، حيث تشهد ارتفاعًا في نسب الإشغال خلال فترات الذروة، يقابله تراجع حاد في الفترات الهادئة.
وأرجع ذلك إلى الاعتماد الكبير على الأسواق الأوروبية والأميركية، والتي تتأثر بالأوضاع الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن الحرب على غزة أثّرت بشكل مباشر على تدفق السياح من تلك الأسواق خلال فترات معينة.
وأضاف أن هذا الواقع أدى إلى انخفاض ملحوظ في الإشغال ببعض المناطق خلال المواسم غير السياحية، ما يفرض تحديات مالية على المنشآت ويزيد من أهمية تبنّي استراتيجيات مرنة لإدارة الكلف وتحفيز الإقبال خلال أوقات الركود.
الطيران منخفض التكاليف يعزز السياحة الأوروبية
وحول أثر عودة الطيران منخفض التكاليف، أشار إلى أن استئناف هذا النمط من الرحلات يُعد عاملًا مهمًا في دعم السياحة الأوروبية القادمة إلى المملكة، إذ يوفّر خيارات سفر بأسعار مناسبة، تسهم في تعزيز حركة الوافدين.
وأكد أن هذه الخطوة تمثل فرصة لتعزيز إيرادات الفنادق والمرافق السياحية، مشددًا على أهمية استمرار الجهود التسويقية وتقديم تجربة سياحية آمنة وجاذبة لضمان استدامة الحركة السياحية.
مطالب مستمرة من القطاع السياحي لدعم حكومي
وفيما يخص الدعم الحكومي، أكد هلالات وجود مطالب متواصلة من القطاع السياحي لتقديم تسهيلات مالية وائتمانية، في ظل التحديات الراهنة، من بينها منح قروض ميسّرة وتسهيل سداد الديون المتراكمة على المنشآت السياحية.
وأوضح أن جزءًا من هذه المطالب يتركز على دعم رواتب العاملين والحفاظ على الوظائف، إلى جانب المساعدة في تغطية الكلف التشغيلية، خصوصًا فيما يتعلق بتكاليف الطاقة والصيانة والمواد الغذائية، وذلك بهدف تعزيز استدامة النشاط السياحي.
كما أشار إلى ضرورة تقديم حوافز استثمارية تسهم في تطوير البنية التحتية وتحسين جودة الخدمات السياحية، بما يعزز من قدرة الأردن التنافسية إقليميًا ودوليًا.
تفاوت الأثر بين المناطق السياحية
وحول تصنيف الحكومة للمناطق المتضررة، أوضح هلالات أن الحكومة لم تصدر تصنيفًا رسميًا لكافة القطاعات أو المناطق، إلا أن الواقع الميداني يشير إلى تفاوت واضح في حجم التأثر.
وأشار إلى أن مناطق مثل البترا، ووادي رم، ومأدبا تُعد من الأكثر تضررًا، نظرًا لاعتمادها الكبير على السياحة القادمة من الأسواق الأوروبية والأميركية، فيما تأثرت مناطق مثل البحر الميت بدرجة أقل، تبعًا لتنوّع الزوار.
وشدد على أن هذا التفاوت يتطلب سياسات دعم موجهة تراعي خصوصية كل منطقة، بما يضمن استعادة النشاط السياحي بشكل متوازن في جميع أنحاء المملكة.
