صدى الشعب -عبدالرحمن البلاونه
يتوجه اليوم أبناءنا الطلبة في أول أيام العام الدراسي الجديد إلى مدارسهم، بعد أن انتهت الاجازة الصيفية، لينهلوا العلم، ويكتسبوا المعارف والمهارات، ليحققوا آمالهم وأمانيهم وأحلامهم.
في محطة جديدة من مسيرة التعليم في مدارس مملكتنا الحبيبة، يعود اليوم أبناءنا الطلبة إلى مدارسهم، ليقفوا في الطابور الصباحي، ويصطفون بكل وقار وانتظام، يرفعون علم الوطن، ويرددون النشيد الوطني، بكل فخر واعتزاز.
في أول أيام السنة الدراسية الجديدة، على أولياء الأمور توجيه أبنائهم توجيهاً صحيحاً، وإرشادهم بكيفية التعامل مع الطريق والمركبات، منذ خروجهم من بوابة المنزل، وأثناء مشيهم على الطرقات، وصعودهم ونزولهم من وسائط النقل المختلفة، وضرورة وأهمية استخدامهم للأرصفة والممرات والجسور والأنفاق، المخصصة للمشاة، حفاظاً على أرواحهم، ليعودوا سالمين مطمئنين، وعن طريقة تعاملهم مع الغرباء، أو الأشخاص الذين يلتقون بهم للمرة الأولى.
وحتى يتحقق الهدف المنشود، ويحقق الطلبة النتائج المرجوة، يتوجب على الأهالي القيام بواجباتهم تجاه أبنائهم، من خلال متابعتهم وتوجيههم، والقيام بزيارتهم في المدارس، ومتابعة دراستهم بشكل يومي، والاهتمام بنظافتهم الشخصية.
كذلك على مستخدمي الطريق وسائقي المركبات توخي أقصى درجات الحيطة والحذر في تعاملهم مع الأطفال، وأن يتوقعوا أن هؤلاء الأطفال لا يملكون الخبرة الواسعة للتعامل مع الطريق والمركبات والحفاظ على أرواحهم.
وكم نتمنى أن تكون مدارسنا قد أعدت إعدادًا صحيحًا، لتكون بيئة تربوية خصبة وحاضنة، ومجتمعًا إنسانيّا راعيًا، تعي معنى رسالتها الإنسانية السامية، هذه الرسالة التي تُعنى بشخصية الإنسان المتوازنة روحًا وفكرًا وسلوكًا وعلمًا، في هذه المرحلة من حياة ابنائنا الطلبة، التي يتلقون فيها العلم والمعرفة، وتسقل شخصيتهم ويكتسبون خلالها المهارات اللازمة ليكونوا لبنة صالحة في المجتمع، وسدا منيعا في وجه التحديات، والمخاطر التي تحدق بالوطن، وأن تكون واحات أمن، ومنارات للعلم والمعرفة، ينهل منها ابناءنا حب الوطن وقيادته، والانتماء لترابه الطهور، ليكونوا حماةً لوحدته الوطنية، ويصونون مقدراته، ويحافظون على أرضه سمائه، ومائه وترابه، ويذودون عنه ويحمون حدوده.
ما هو مطلوب من طلبتنا الأحباء، أن يتذكروا لحظة النجاح التي ينتظرها أهاليهم، الذين يضحون بما يملكون من أجلهم، وأن يضعوا النجاح نصب أعينهم، وأن يسعوا للتميز والنجاح، وأن يلتزموا بالأنظمة والتعليمات، وأن يحافظوا على مدارسهم نظيفة أمنة، لتكون نبعاً صافياً ينهلوا منها العلم الذي ينفعهم، حتى يصبحوا رجال المستقبل وقادته.
أما معلمينا الكرام، لهم منا كل الاحترام والتقدير، فهم قدوتنا، وعليهم استقبال أبنائهم الطلبة واحتضانهم، بعطفهم وإيلائهم كل الاهتمام، وأن تتسع صدورهم لهم، فهم أبناءهم، وهم مؤتمنون عليهم، وأن يقدموا لهم النصح والإرشاد، وأن يقوموا بتدريسهم بما يرضي ربهم، وأن يضعوا مخافة الله بين أعينهم، ليبارك الله لهم في رزقهم و أعمارهم، و نتمنى لأبنائنا الطلبة السلامة والتفوق والتوفيق والنجاح.





