اليمامة حوشان: اطمح بإكمال دراستي الجامعية وأرغب بدراسة الطب أو الصيدلة
صدى الشعب– عبدالرحمن البلاونه
في واحدة من قصص النجاح التي تحققت في أحد مخيمات اللجوء التي احتضنتها مملكتنا العزيزة، بعد أن فتحت ذراعيها، واستقبلت الأشقاء، ووفرت لهم الأمن والأمان، وغيرها من الاحتياجات، من تعليم ورعاية صحية، ضمن الإمكانات المتاحة، ورغم شح الموارد، في وسط محيط ملتهب تعصف به الأزمات والصراعات، وما تزال تتحمل هذه المسؤولية بإنسانية ورقي، في أحلك الظروف وأصعب الأوقات، فكانت لهم الحضن الدافئ، والملاذ الآمن، واتاحت لهم الفرصة لإكمال دراستهم وتحقيق أحلامهم.
من مخيم مخيزن للاجئين السوريين، في منطقة الأزرق بمحافظة الزرقاء، التقت صحيفة صدى الشعب، بالطالبة اليمامة محمود احمد الحوشان، من مدرسة مخيزن الثانوية الثالثة للبنات، والتي تتبع لمديرية تربية الزرقاء الثانية، والحاصلة على معدل 84.75 بالفرع العلمي، للحديث عن هذا الإنجاز والتفوق الذي حققته، وعلى الرغم من الظروف المحيطة والتحديات الكبيرة التي واجهتها، إلا أنها أصرت على التحدي، بكل عزيمة وإصرار.
وقالت الطالبة اليمامة: أنها كانت تطمح بأكثر من هذا المعدل، وتوقعت أفضل من ذلك، إلا انه قدر الله وما شاء فعل، وأشارت إلى أنها تطمح بإكمال دراستها الجامعية وترغب بدراسة الطب أو الصيدلة.
وأشارت اليمامة إلى العديد من التحديات التي واجهتها، اثناء دراستها ومنها: الظروف المعيشية الصعبة للغاية، والبيئة السكنية غير المناسبة وغير الآمنة، وهي عبارة عن “كرفانات” مصنوعة من ألواح الصاج (الزينكو) شديدة الحرارة في الصيف، وشديدة البرودة في الشتاء.
وأضافت، أن الجو الدراسي كان غير ملائم لطالب توجيهي بسبب ضجيج الأطفال في الساحات الفارغة القريبة من المنازل، وصوت الجيران ومشاكلهم في الحي، وعدم وجود أي عازل يمنع وصول الأصوات داخل المنزل ولا خارجه، بسبب ضيق المكان وقرب الكرفانات من بعضها، وسوء الوضع المادي، ومشاكل المخيمات بشكل عام، وعدم توفر الكهرباء بشكل كاف في المخيم، حيث تبدأ ساعات مجيء الكهرباء في الساعة العاشرة صباحا وتنقطع التاسعة مساء، كذلك ضعف شبكة الإنترنت، شكل عائقا يمنعها من الوصول الى المعلومات التي تحتاج فيها إلى مساعدة.
وبينت اليمامة أن بعد المسافة بين المدرسة ومكان السكن، وقصر مدة الحصة الدرسية في المخيمات، وتقتصر على ٣٥ دقيقة، واجراء بعض التغييرات في الكوادر التعليمة أثناء السنة الدراسية، كانت تشكل ظروفا صعبة وتحديا كبيراً أمام الطلاب.
وأكدت اليمامة أنه رغم هذه الظروف الصعبة، إلا أنها كانت تقتنص اي فرصة للدراسة، وأنها عملت جاهدة هي وأهلها على تنظيم وقتها، وكانت تدرس حوالي 5 ساعات تقريبا بعد الدوام المدرسي، و 7 ساعات أثناء العطلة.
ووجهت نصيحتها للطلبة بعدم القنوط واليأس، فمهما كانت الظروف قاسيه لا تقول أنت لا تستطيع، بل تستطيع إذا أردت التصميم، والإرادة أساس النجاح وأنصح الطلبة بتنظيم جدول يومي وإدارة الوقت بشكل جيد، وعدم التهاون في إضاعته من بداية السنه الدراسية، والتحكم بمشاعر القلق والخوف والتفكير بشكل إيجابي.
وفي نهاية اللقاء، قدمت الطالبة اليمامة شكرها لوالديها، ومدرستها ومعلماتها اللواتي بذلن كل الجهد لتقديم المساعدة والدعم، وإلى كل الداعمين للعملية التعليمية في المخيمات، ابتداء من وزارة التربية والتعليم، ممثلة بمديرية التربية والتعليم لمنطقة الزرقاء الثانية، وللمنظمات الداعمة، وإلى كل من كان له الفضل بتحقيق هذا التفوق والنجاح.






