القطاع السياحي ركيزة أساسية للاقتصاد والتنمية وتوفير آلاف فرص العمل للأردنيين

الأردن مقصد سياحي متميز ومقومات اثرية وطبيعة فريدة

صدى الشعب – سيف الدين القومان 
يتمتع الأردن بمقومات سياحية فريدة، من كنوز أثرية كالبتراء ” المدينة الوردية ” التي تعتبر واحدة من اهم الوجهات الجاذبة للسياح ، ومواقع دينية كالمغطس، وأخرها التي تميزها الطبيعة الخلابة في عجلون والباحثين عن المدينة القمرية والتي تشابه تضاريسها طبيعة ما هو من تضاريس على سطح كوكب القمر، وشهدت نظير ذلك تصوير العديد من المسلسلات والأفلام العالمية وساهمت بتسويق المكان عالميًا، واخر منها اخفض بقعة على وجهة الأرض وبمعدل 412 متر والتي تعد اخفض بقعة على وجه الأرض، وممناطق كثيرة ليس أخرها وادي رم والبحر الميت، ولكن يبقى ما يميز كل تلك المميزات ، كرم الأردنيين الذي يحتضن السائح منذ وصوله إلى أرض المملكة.
تبدأ الشمس بالأشراق على سماء الأردن الحبيب لتشمل بدفئها وتنعكس اشعتها الذهبية على كل ما هو تحت سماء الأردن بجماليات مواقعه الطبيعة والأثرية وعذوبة مياه ومكانه، وعلى المعالم الأثرية التي تنطق وتتكلم بلغات الحضارات الخالدة التي تعاقبت على ارض الأردن الخالد وليتجلى سحر الشرق الأصيل في الأردن الذي يعد في تكوينه ليس مجرد بلد شحيح الأمكانيات ولكنه عظيم بانسانية وحضارته التي هي مثل الشامة على وجه منطقة الشرق الأوسط، بل هو رمز خالد يعج بقصص الحياة وحكايات التاريخ الخالد وطبيعة المكان الخلابة.
السياحة تشكل ركيزة تعد من أهم الركائز والمقومات الأساسية للاقتصاد الأردني، وتسهم بنسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي، وتوفر آلاف فرص العمل للأردنيين، خاصة وأن السياحة تستقطب ملايين الزوار سنويًا، وضلك بفضل تنوع مواقعها السياحية وثراء تراث الأردن الثقافي والديني.
تلعب السياحة دورًا أستراتيجيًا من خلال الحفاظ على الإرث الثقافي والطبيعي، حيث تتمتع بالكثير من المناطق الجميلة كـ عجلون وجرش وبيرين ومدينةالعقبة الشاطيئة في جنوبي المملكة، ناهيك عن الكثير من المواقع السياحية الطبيعة والتي إضافة إلى جمالياتها تساهم بتعزيز السلام والتفاهم الدولي، حيث ينعم من يزور الأردن بنعمة الأمن والأمان والتي هي العنوان الأبرز للأردن رغم الظروف الجيوسياسية التي تموج بها المنطقة..
واستناداً إلى رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني، وما أشار إليه جلالته في كتاب التكليف السامي للحكومة، حيث قال ” تشكل الظروف الإقليمية المحيطة تحديًا كبيرًا أمام العديد من القطاعات وفي مقدمتها قطاع السياحة، أحد أهم موارد اقتصادنا الوطني، وهذا يتطلب من الحكومة تعزيز منعة هذا القطاع وإعداد خطط واضحة للتعامل مع التحديات، وتفعيل نظام صندوق تنمية وتطوير القطاع السياحي، كما من الضروري إبراز صورة الأردن كوجهة سياحية آمنة وعلى مدار العام رغم الاضطرابات الإقليمية”.
شهدت المملكة خلال حزيران الماضي، حركة سياحة بشكل ايجابي لافت، استقبلت خلاله المملكة أكثر من 595 ألف زائر دوليًا، بنسبة ارتفاع بلغت 8% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وبلغ فيه عدد الزوار قرابة 551 ألف زائر، بالرغم من الظروف الإقليمية التي عصفت بـ المنطقة.
وبذلك ارتفع إجمالي أعداد الزوار الدوليين خلال الربع الثاني من العام الحالي إلى 1.784 مليون زائر، بنسبة نمو وصلت إلى 23% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، التي بلغ فيها عدد الزوار 1.452 مليون زائر، شهدت هذه الفترة أيضا نموًا ملحوظًا في عدد سياح المبيت وزوار اليوم الواحد، مدعوما بتكثيف الجهود الترويجية وتحسين البنية التحتية والخدمات السياحية.
وبحسب تقرير صادر عن وزارة السياحة والآثار، فإن أعلى نسبة نمو في أعداد سياح المبيت خلال النصف الأول من عام 2025، جاءت من الدول الأوروبية بنسبة ارتفاع 82%، تلتها مجموعة دول آسيا والباسيفيك بنسبة 44%, ثم مجموعة الدول الأميركية بنسبة 43%, ومجموعة الدول العربية بنسبة 5%.
وبلغ إجمالي أعداد الزوار الدوليين خلال النصف الأول من العام الحالي (الربعين الأولين كانون الثاني – حزيران)، قرابة 3.292 مليون زائر، بنسبة ارتفاع قدرها 18% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، التي بلغ فيها عدد الزوار 2.786 مليون زائر.
وارتفع عدد سياح المبيت خلال الأشهر الستة الأولى إلى 2.717 مليون زائر، مقارنة بـ 2.375 مليون زائر خلال الفترة نفسها من عام 2024، محققا زيادة بنسبة 14%. في حين بلغ عدد زوار اليوم الواحد قرابة 575 ألف زائر، مقارنة بـ 411 ألف زائر في الفترة ذاتها من عام 2024، بنسبة نمو لافتة بلغت 40%.
وحقق الدخل السياحي خلال الأشهر الخمسة الأولى (كانون الثاني – أيار) من العام الحالي قرابة 2.167 مليار دينار، بزيادة قدرها 16% مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2024، التي بلغ فيها الدخل السياحي نحو 1.873 مليار دينار، مثلما ارتفع الدخل السياحي خلال أيار بنسبة 18%، ليبلغ 447 مليون دينار، مقارنة بـ 380 مليون دينار في أيار 2024.
ورغم النمو الذي يحدث في القطاع السياحي بشكل ملموس، يواجه القطاع أزمة من التحديات بسبب الأوضاع الجيوسياسية
والاقتصادي بالمنقطة وأبرزها التقلبات الإقليمية والسياسية ومحدودية البنية التحتية في بعض المناطق والحاجة لتطوير خدمات السياحة .
ويشار إلى أن القطاع السياحي يشهد وبحسب وزارة السياحة والآثار، حزمة من تأثيرات أبرزها الوضع الإقليمي، إلا أن هناك مؤشرات تدلل على تعافٍ واضحة، وتدخلات ملموسة من قبل الحكومة لدعم العاملين والمنشآت، وتقديم العديد من الخطوات التي اتخذتها الوزارة لتسهيل الوصول إلى المملكة من مختلف الجنسيات والأسواق.
وذكرت وزيرة السياحة والآثار لينا عناب بتصريحات صحفية خلال جتماع مشترك عقدته لجنتا الاقتصاد والاستثمار، والسياحة والآثار النيابيتان، لمناقشة التحديات التي تواجه القطاع، والاطلاع على برامج الحكومة لدعمه”، أن الحكومة اعتمدت حزمة متكاملة من الإجراءات لدعم القطاع السياحي، حيث تعكس هذه البرامج التزام الحكومة بتعزيز صمود العاملين والمنشآت السياحية.
واستعرضت الوزيرة عناب الإجراءات الحكومية المباشرة لدعم القطاع، ومن أبرزها تحمل الحكومة لكلف فوائد القروض الجديدة للمكاتب السياحية والفنادق (باستثناء فئة 5 نجوم) لتغطية الرواتب والضمان الاجتماعي لمدة 3 أشهر، بشروط سداد ميسّرة، إلى جانب تقديم قروض ميسّرة عبر نافذة البنك المركزي، بفوائد منخفضة، بالاضافة “بأنه تم تقديم قروض ميسّرة من خلال صندوق التنمية والتشغيل بقيمة 4 ملايين دينار لدعم المشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة “.
وأشارت الوزيرة عناب إلى أنه جرى إعفاء المنشآت السياحية في البترا من رسوم التراخيص، وتم مخاطبة أمانة عمان والبلديات الأخرى لامكانية الإعفاء أو تقسيط رسوم ترخيص المنشآت.
وقالت، إنه تم تمديد الإعفاء من الضريبة الخاصة على تذاكر الطيران القادمة إلى مطار الملك حسين الدولي في العقبة لمدة 3 سنوات، ودعم شركات الطيران، بما فيها الملكية الأردنية، من خلال تقديم حوافز لتشغيل خطوط جديدة أو استئناف رحلات متوقفة، خاصة إلى مطاري العقبة وعمّان المدني، إلى جانب تنظيم لقاءات دورية مع ممثلي القطاع السياحي للاستماع إلى التحديات وتقييم فرص الدعم”.
وفيما يتعلق بتحفيز السياحة الداخلية، اشارت الوزيرة إلى استمرار برنامج “أردننا جنة”، الذي شارك فيه أكثر من 85 ألف مواطن حتى الآن وإطلاق حزمة جديدة ضمن “أردننا جنة” لتنشيط السياحة في البترا واستهداف 20 ألف مشارك مع تقديم دعم مباشر للفنادق والمكاتب السياحية، حيث خُصص مبلغ 500 ألف دينار لتنفيذ البرنامج مع تقديرات بإنفاق إضافي من الزوار يتجاوز مليون دينار على خدمات الضيافة والتجارب المحلية.
وبينت، أن هيئة تنشيط السياحة، تعمل على تخصيص نحو 100 ألف دينار لتنفيذ فعاليات وتجارب ثقافية في البترا على مدى شهرين، بهدف تعزيز الجذب السياحي والتجربة الشاملة للزائر، إضافة إلى دعم النشاطات التي تنظمها السلطة.
وفيما يتعلق بالترويج وتنويع الأسواق وتسهيل الوصول، أشارت عناب، إلى أن الوزارة والهيئة تعملان على تعزيز الحملات الترويجية في الأسواق الأوروبية والآسيوية الأقل تأثراً بالأوضاع الإقليمية، وتم تفعيل خلية عمليات مشتركة مع الجهات المعنية لضمان سرعة الاستجابة للطوارئ، كما قامت بتقديم تسهيلات للزوار في حالات العبور أو التوقف المؤقت، تشمل إعفاءات من رسوم بعض المواقع السياحية.
وأوضحت، أنه تم اتخاذ خطوات ملموسة لتسهيل دخول الزوار من عدة دول وأسواق ناشئة، والسماح بدخول المواطنين العراقيين عبر مطار الملكة علياء دون تأشيرة مسبقة، إلى جانب تسهيلات لمواطني جنوب السودان وليبيا، وإعفاء المقيمين في دول الخليج، وأوروبا، وكندا، والولايات المتحدة، وأستراليا، واليابان، وكوريا الجنوبية، وحاملي تأشيرة الشنغن من الحاجة إلى موافقات مسبقة، كما يشهد القطاع تعافياً ملحوظاً، رغم التحديات، حيث أن عدد الزوار حتى منتصف العام الجاري بلغ 3.3 مليون زائر، مع توقعات بزيادة أعدادهم في شهر أكتوبر المقبل.