صدى الشعب – أسيـل جمـال الطـراونـة
قالت الخبيرة التربوية الدكتورة يسرا الخريشا، دكتورة اللغة العربية، إن اللغة العربية تواجه اليوم تحديات كبرى في ظل العولمة، أبرزها هيمنة اللغة الإنجليزية وضعف المحتوى الرقمي العربي، انتشار العاميات، وتراجع دعم العربية في التعليم والإعلام.
وأكدت الدكتورة الخريشا في حديثها لـ” صدى الشعب ” على أن حماية العربية تتطلب تعزيز استخدامها في التعليم، تطوير المحتوى العربي، وتشجيع الترجمة والتعريب.
وأوضحت الخريشا أن التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي أثرت على اللغة العربية بشكل مزدوج؛ إذ ساعدت على تقوية استخدامها اليومي، لكنها في المقابل ساهمت في إضعاف الفصحى لصالح العاميات واللغة الهجينة (الفرانكو).
و أشارت إلى أن هذه الوسائل أضعفت المهارات اللغوية لدى الشباب رغم ما توفره من تسهيلات للنشر والتعلم.
وبينت الخريشا أن انتشار اللهجات العامية، خاصة في الإعلام والمقابلات والحوار اليومي، أدى إلى تراجع استخدام الفصحى.
وأكدت أن هذا التوجه يضعف إتقان اللغة لدى الأجيال الجديدة ويقلل من حضورها في الحياة العامة.
كما أكدت الخريشا على وجود تراجع ملحوظ في المحتوى الرقمي العربي مقارنة باللغات الأخرى، خاصة الإنجليزية، بسبب ضعف الإنتاج، وقلة الترجمة، واعتماد المستخدمين على المحتوى الأجنبي.
وأضافت أن اللغات الأخرى تسعى لتوظيف لغاتها في جميع المجالات، وهو ما يجب أن تتبناه العربية أيضًا.
وترى الخريشا أن المؤسسات التعليمية تلعب دورًا أساسيًا في حماية اللغة العربية من التراجع.
وأكدت ضرورة تعزيز تعليم الفصحى في جميع المواد الدراسية وليس فقط في حصص اللغة، إضافة إلى تشجيع الطلاب على التحدث والكتابة بها داخل المدرسة وخارجها.
كما دعت إلى تنظيم مسابقات أدبية وثقافية، وتحديث المناهج لتكون عصرية وجذابة دون فقدان أصالتها، مع الاستفادة من التكنولوجيا لنشر محتوى تعليمي عربي قوي وزرع الفخر باللغة منذ الصغر.
وأوضحت أن وسائل الإعلام تتحمل مسؤولية كبيرة في حماية اللغة من خلال استخدام الفصحى وتعزيز الوعي بأهميتها، إضافة إلى دعم إنتاج محتوى ثقافي يحافظ على اللغة ويعزز حضورها.
وأشارت الخريشا إلى تأثير المحتوى المترجم من الإنجليزية أو لغات أخرى على الكتابة العربية، موضحة أنه ينقسم الى تأثير ايجابي وسلبي
إيجابيًا يثري المفردات ويعرّف المتلقي بمصطلحات وأفكار جديدة.
اما سلبيًا قد يؤدي إلى اعتماد المترجمين والمتلقين على الترجمة بدل الإبداع اللغوي، ويسبب دخول مصطلحات أجنبية غير ملائمة، مما يضعف هوية اللغة ويؤثر على نقاوتها.
كما وأشارت الخريشا إلى أن صناع المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يلعبوا دورًا مهمًا في حماية اللغة من خلال استخدام الفصحى الصحيحة، إنتاج محتوى أصيل، وتوعية الجمهور بأهمية اللغة.
وختمت الدكتورة يسرا الخريشا حديثها بالاشارة إلى أن التحديات التي تواجه اللغة العربية في عصر العولمة تتمثل في هيمنة اللغات الأجنبية، ضعف المحتوى الرقمي، وانتشار اللهجات، بينما تكمن الحلول في تعزيز تعليم الفصحى، تطوير المحتوى الرقمي العربي، ودعم الترجمة والمبادرات الثقافية بما يحافظ على الهوية اللغوية العربية ويضمن استمراريتها.






