القطاع الزراعي يعاني هدر المياه جراء الري التقليدي ويجب استخدام الري المؤتمت
صدى الشعب – سيف الدين القومان
تضرب التغيرات المناخية العديد من دول العالم، وتتجسد واقعيًا في قلة الموارد المائية ما جعل العديد من الدول، خاصة في منطقة الشرق الأوسط تعاني من قلة المياه والأمطار، وجعلها تبحث عن الحلول البديلة لتوفير مصادر بديلة للمياه، ومنها تحلية المياه رغم تكلفتها العالية.
تأثير التغيرات المناخية، القت بظلالها على المياه والزراعة في الأردن، حيث أصبحت تحديات ملحة تستدعي تكاتف
الجهود واجتراح الحلول للخروج بخطط
واقعية قابلة للتطبيق، خاصة في القطاع الزراع الذي تؤثر قلة الموارد المائية على استدامته، اضافة إلى أن قطاع المياه يعتبر من أبرز الموارد الحيوية التي يعتمد عليها القطاع الزراعي وبشكل كبير، وبات يشهد هذه القطاع تحديات متعددة، أهمها ندرة الموارد المائية ، إضافة إلى الجفاف والصقيع.
وقال المهندس فادي اسعيد مدير فريق الحصاد المائي في الشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه ( INWRDAM) إن الاعتماد المفرط على المياه الجوفية في ظل تراجع معدلات الهطول المطري يشكل تحديًا كبيرًا للقطاع الزراعي والمياه ، مما يفاقم من التحديات والأزمة في المملكة وتزايد استخدام المياه الجوفية للأغراض الري قد أدى إلى تملحها مما ينعكس سلبًا على خصوبة التربة وانتاجيتها .
وأضاف، أن القطاع الزراعي يعاني كذلك من مشكلة الهدر في استخدام المياه بسبب اعتماد العديد من المزارعين على أنظمة الري التقليدية، مثل الري بالغمر، التي تستهلك كميات ضخمة من المياه بشكل غير فعال، وهذه الوضع يجعل الأردن في منافسة حادة بين الاستخدامات الزراعية والاستخدامات
الحضرية للمياه.
وأشار إلى أنه وفي ظل ضغط اللجوء الذي تشهده المملكة وللتعامل مع التغيرات المناخية، فإنه على العاملين في الزراعة استخدام التقنيات الحديثة للتعامل مع التغير المناخي ولها اثر ايجابي على القطاع.
وبين المهندس اسعيد، أن هناك الكثير من التقنيات والحلول الزراعية الحديثة التي يمكن أن تساعد في تقليل تأثيرات التغير المناخي على الزراعة، ومن بين هذه الحلول يأتي نظم الري الحديثة وخصوصا الري المؤتمت الذي يعتمد على التكنولوجيا متطورة لتحديد مواعيد الري المناسبة بناءً على قياسات الرطوبة والاشعاع والظروف
البيئية الأخرى وهذه الأنظمة تساهم في تحسين كفاءة استخدام المياة، خاصة في المزارع الكبيرة.
وأكد المهندس اسعيد، بأن الزراعة
الذكية مناخيًا، هي إحدى الأساليب التي يمكن أن تساعد بشكل كبير وفعال في التكيف مع التغيرات المناخية، حيث يقصد ب”الزراعة الذكية”، اختيار المحاصيل التي تتناسب مع البيئة المناخية للمنطقة التي يتم بها الزراعة، مثل زراعة المحاصيل المستهلكة للمياة في المناطق ذات الكفاءة المطرية العالية وزراعة المحاصيل الاقل استهلاكا للمياة في المناطق الجافة، مشيرًا إلى أن استخدام محاصيل مقاومة للجفاف والملوحة قد يساهم في تخفيف الضغظ علة الموارد المائية.
المحاصيل الاكثر تأثرا بتغير المناخ
وبحسب المهندس اسعيد، تتأثر العديد من المحاصيل الزراعية في الأردن بتغير المناخ، سواء من حيث كمية الإنتاج أو جودته، فالمحاصيل العلفية، بالإضافة إلى القمح والشعير، والتي تعتمد بشكل كبير على الأمطار، شهدت انخفاضا في الإنتاج نتيجة للجفاف وقلة المياه، وهو ما أدى إلى زيادة أسعار الأعلاف في السوق المحلي، منوها إلى أن شجرة الزيتون، التي تعد من المحاصيل الاستراتيجية في المملكة، تأثرت بشدة بموجات الحر والجفاف، خاصة في المناطق التي تعتمد على الزراعة البعلية.
وبين بأن الخضروات الصيفية، مثل البندورة والكوسا، تأثرت بشكل ملحوظ بدرجات الحرارة المرتفعة ونقص المياه، وفي المقابل، تأثرت الخضروات الشتوية، مثل الورقيات بموجات الصقيع الشديد، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج وتدهور الجودة، كما تعرضت محاصيل العنب والحمضيات لتغيرات في توقيت الإزهار والنضوج، مما أثر على قدرتها على تحقيق العوائد الاقتصادية المعتادة.
تغيرات فصول الزراعة وجودة المنتجات الزراعية
وقال، إن التغير المناخي إدى إلى تغيرات واضحة في فصول الزراعة في الأردن، حيث تقلصت مدة فصل الزراعة لبعض المحاصيل، حيث تؤدي هذه التغيرات إلى تأثر الأزهار النباتية، مما ينعكس سلبًا على كمية
الإنتاج، خاصة في المحاصيل الحساسة للظروف المناخية، كما أن هناك تزايدًا في المخاطر المناخية المفاجئة، مثل الأمطار الغزيرة أو موجات الحر والصقيع، التي تأتي في أوقات غير معتادة، مما يزيد من التحديات أمام المزارعين.
ووفقًا المهندس اسعيد، فإن تغيرات المناخ تؤدي إلى تدهور جودة المنتجات الزراعية، حيث تزرع بعض المحاصيل في غير مواسمها المعتادة، مما يغير من خصائصها ويؤثر على قيمتها السوقية، مضيفًا، “إن تداخل هذه العوامل يؤدي إلى تأثيرات غير متوقعة على المحاصيل، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا لأمن الغذاء في الأردن.
الرراعة في المستقبل : حلول مستدامة وتكاملية
وشدد المهندس اسعيد، أن الحلول المستقبلية تكمن في تبني نهج (تكاملي) بين الزراعة والغذاء والطاقة (WEFE الذي يعزز من تكامل الموا ene لتحقيق استدامة أفضل.
وأشار إلى ضرورة تعزيز البحث والتطوير في التقنيات الحديثة مثل (الزراعة المائية) (الهايدروبونيك)
وتحسين التربة باستخدام المواد العضوية، مما يساهم في زيادة الإنتاجية وتقليل استهلاك المياه.
وأضاف أن التوسع في تطبيق هذه الأساليب يمكن أن يكون عاملاً حاسمًا في تعزيز قدرة الزراعة الأردنية على التكيف مع التحديات المناخية المستقبلية.






