الكردي لـ(صدى الشعب):مستوى القلق عند الطلاب العاملين أعلى من غيرهم
النوايسة : تداخل العمل مع الدراسة يخفض الأداء الأكاديمي للطلاب
صدى الشعب – أسيـل جمـال الطـراونـة
في ظل التحديات الاقتصادية المتصاعدة ومتطلبات الحياة الحديثة، يتجه العديد من طلاب الجامعات إلى العمل بالتوازي مع دراستهم الأكاديمية، سواء لتأمين مصاريفهم أو لاكتساب خبرات عملية تعزز مسيرتهم المهنية. ورغم أن هذه التجربة تمنح الطالب استقلالية مالية وفرصًا لتنمية المهارات، إلا أنها في الوقت ذاته قد تفرض عليه ضغوطًا إضافية تؤثر على تحصيله العلمي وحياته الاجتماعية.
وفي هذا السياق، أوضحت الأخصائية النفسية الدكتورة نهى النوايسة أن الطلاب العاملين يواجهون ضغوطًا نفسية أكبر مقارنة بغيرهم، إذ يعانون من ضعف العلاقات الاجتماعية، والتوتر المستمر، والشعور بالذنب نتيجة التقصير، إلى جانب الضغط المالي والإجهاد البدني والعقلي، فضلًا عن القلق الأكاديمي الناتج عن صعوبة ضبط الوقت وقلة النوم والراحة.
وأضافت النوايسة أن تداخل ساعات العمل الطويلة مع متطلبات الدراسة يؤدي إلى انخفاض الأداء الأكاديمي بسبب الغياب عن المحاضرات، وعدم التفرغ لإنجاز الواجبات أو التحضير للامتحانات، ما ينعكس سلبًا على التحصيل العلمي نتيجة التعب الذهني والجسدي.
وكشفت النوايسة عن دراسات أجريت في الأردن، حيث أظهرت إحداها، وشملت 1,582 طالبًا جامعيًا، أن نحو 22.3% من الطلاب يعانون من الاكتئاب بدرجات متفاوتة، بينما يعاني 15.8% من اضطراب القلق العام.
كما بينت دراسة أخرى أجريت بعد جائحة كورونا عام 2022 أن 26.2% من الطلاب لديهم اكتئاب متوسط، و19.3% اكتئاب معتدل-شديد، فيما وصلت نسبة الاكتئاب الشديد إلى 25.8%.
أما استشارية العلاج النفسي والسلوكي الدكتورة أمل الكردي ، أكدت أن أبرز التحديات التي يواجهها الطلاب العاملون تتمثل في قدرتهم على تحقيق التوازن بين ساعات الدوام الجامعي والعمل. وأضافت أن مستوى القلق لديهم يكون طبيعيًا أعلى من غيرهم، نظرًا لتعدد الضغوط، سواء من التزامات العمل أو الدراسة، ما يزيد من شعورهم بالإرهاق والتعب النفسي والجسدي
وأشارت الكردي إلى أن هؤلاء الطلاب غالبًا ما يواجهون صعوبات في بناء علاقات اجتماعية جديدة أو التكيف مع بيئات مختلفة، خاصة عندما تتداخل أوقات العمل مع الدراسة والامتحانات، مما يزيد من الضغوط النفسية ويؤثر على الراحة والاستقرار النفسي.
وللتقليل من آثار الضغط النفسي الناتج عن الجمع بين العمل والدراسة، قدمت النوايسة والكردي مجموعة من النصائح، أبرزها وضع أهداف واقعية والاهتمام بالصحة الجسدية وتنظيم الوقت بذكاء من خلال جداول أسبوعية للدراسة والعمل وطلب الدعم من الآخرين وتجنب العزلة ايضًا تجنب العمل في ساعات متأخرة والحفاظ على مواعيد نوم منتظمة بالإضافة إلى ممارسة أنشطة مريحة نفسيًا، كالمشي الذي يعد من الرياضات المفيدة للصحة النفسية وتجنب قبول مهام إضافية غير ضرورية حتى لا يزيد الضغط
وفي الختام، شددت الكردي على أن الإرهاق ليس علامة قوة بل مؤشر خطر، داعية الطلاب إلى مراجعة أولوياتهم عند الشعور بتعب جسدي أو نفسي مستمر، مؤكدة أن التفكير الإيجابي والراحة جزء أساسي من التكيف مع هذه الضغوط.






