الزراعة لـ”صدى الشعب”: تدريب 15 ألف مشارك في مهرجانات الزراعة خلال عامين
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
أكد مختصون في القطاع الزراعي أن البازارات والمهرجانات الزراعية تشكل أداة فاعلة لدعم الأسر المنتجة وتمكين صغار المزارعين من تحسين مهاراتهم التسويقية وتعزيز جودة منتجاتهم المحلية.
وأشاروا خلال حديثهم لـ”صدى الشعب” إلى أن هذه الفعاليات تسهم بشكل ملموس في تعزيز الربط بين المنتجين والمستهلكين مباشرةً، مما يكسر الحواجز التسويقية ويزيد من فرص العمل في المجتمعات الريفية.
وبينوا أن الدعم الحكومي من خلال وزارة الزراعة ومؤسسات متخصصة، إلى جانب تنظيم دورات تدريبية وتوفير منصات تسويقية دائمة، يمثل استراتيجية شاملة لتطوير القطاع الزراعي ورفع تنافسية المنتجات الأردنية محليًا ودوليًا، مع التركيز على معايير الجودة والتصدير والتعاون بين كافة الجهات المعنية.
رافعة اقتصادية ووسيلة فاعلة لتمكين الاسر
وفي هذا الاطار، أكد الناطق الإعلامي باسم وزارة الزراعة، لورنس المجالي، أن البازارات والمهرجانات التي تقيمها الوزارة على مدار العام تشكل رافعة اقتصادية مهمة ووسيلة فاعلة لتمكين الاسر المنتجة ضمن رؤية التحديث الاقتصادي والخطة الوطنية للزراعة المستدامة، مشيراً إلى أن محور التنمية في هذه الرؤية يولي أهمية خاصة لتمكين الاسر من خلال خلق فرص اقتصادية مباشرة.
وأوضح المجالي خلال حديثه لـ”صدى الشعب” أن من أبرز أدوات الدعم التي تعتمدها الوزارة في هذا السياق هي البازارات والمهرجانات السنوية، وعلى رأسها مهرجان الزيتون، ومهرجان الرمان، ومهرجان العسل، إلى جانب العديد من الفعاليات الأخرى التي كان لها أثر ملموس في دعم الأسر المنتجة.
وأشار إلى أن هذه الفعاليات تُعقد داخل مناطق ذات كثافة سكانية عالية مثل العاصمة عمّان، والزرقاء، وإربد، بهدف تعزيز الوصول المباشر للمستهلكين، ما يعكس بُعدًا استراتيجيًا لهذه الأنشطة وتأثيرًا اقتصاديًا حقيقيًا على المحافظات والأطراف.
تقييم الأثر والتأهيل المستمر
وحول تقييم الأثر الاقتصادي للبازارات، قال إن الوزارة تحرص على مشاركة ممثلين من جميع محافظات المملكة في كل مهرجان، ويتم بعد كل فعالية قياس الأثر المالي على المشاركين، إلى جانب رصد حجم تبادل الخبرات بينهم، خاصة في ما يتعلق بأدوات التسويق والجودة.
وكشف أن الوزارة درّبت خلال العامين الماضيين أكثر من 15 ألف سيدة وشاب في مجالات التسويق والجودة والبرامج الداعمة للمشاركة في المهرجانات، مؤكداً استمرار الوزارة في هذا النهج التأهيلي والتدريبي.
وأكد، على أن المهرجانات التي تنظمها الوزارة تشهد تطورًا متسارعًا على صعيد جودة المنتجات وآليات التسويق المعتمدة، مشيرًا إلى أن الزوار يلمسون عامًا بعد عام تحسنًا ملحوظًا في مستوى المنتجات الزراعية المعروضة، إلى جانب تطور وسائل التسويق والتغليف.
وأشار إلى أن الوزارة تواصل جهودها لتجاوز التحديات التي قد تواجه المنتجين والمشاركين في هذه الفعاليات، موضحًا أن المنتجات المحلية تحظى بإقبال واسع من المواطنين، إلى جانب ثقة متنامية تسعى الوزارة إلى ترسيخها وتعزيزها.
أكد أن الوزارة تعمل بالشراكة مع مؤسسة الغذاء والدواء، ومؤسسة المواصفات والمقاييس، ووزارة الصناعة والتجارة، إضافة إلى الجهات الرقابية ذات العلاقة، لضمان مطابقة المنتجات المعروضة لأعلى معايير السلامة والجودة.
خطط مستقبلية ومعارض دائمة
وحول المشاريع المستقبلية، كشف عن توجه وزارة الزراعة نحو إرساء بنية تحتية دائمة لتسويق المنتجات الزراعية والريفية، موضحًا أنه تم إنشاء معرض دائم للمنتجات الريفية في منطقة الدوار السابع بالعاصمة عمّان، بتكلفة بلغت 12 مليون دينار.
وبيّن أن المعرض من المتوقع أن يبدأ عمله خلال العام الجاري، وسيتضمن مطعمًا متخصصًا، وساحات عرض، ومساحات مخصصة للتسويق المباشر.
وأضاف أن الوزارة تعمل أيضًا على تجهيز معرض دائم في محافظة إربد، يهدف إلى توفير منصة تسويقية مباشرة للمنتجين في محافظات الشمال، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار خطة الوزارة لتعزيز تسويق المنتجات في مختلف مناطق المملكة.
وأكد أن الوزارة ماضية في تنظيم البازارات والمهرجانات المتنوعة في مختلف المحافظات، مع التركيز على رفع مستوى المشاركة وتوسيع نطاق التفاعل، بما يسهم في دعم المنتج المحلي وتعزيز فرص التمكين الاقتصادي.
الدعجة: البازارات الزراعية تصنع مزارعين مسوّقين وتفتح أبواب التصدير
من جهتها أكدت المديرة التنفيذية للجمعية الأردنية لمصدري ومنتجي الخضار والفواكه، المهندسة آمال الدعجة، أن البازارات الزراعية تلعب دورًا هامًا في تحسين مهارات المزارعين في التسويق والترويج لمنتجاتهم، مشيرة إلى أن هذه الفعاليات تشكّل أداة فعالة في هذا المجال، حيث توفر تدريبًا عمليًا مباشرًا على أساليب التسويق، العرض، التسعير، التعبئة، التغليف، وبناء العلامة التجارية.
وأضافت الدعجة خلال حديثها لـ”صدى الشعب” أن البازارات لا تقتصر على الجانب التسويقي فقط، بل تسهم أيضًا في تشبيك المنتجين مع المزارعين والمصدرين، ومع الجهات الداعمة للجمعيات الريفية في المحافظات، مما يسهم في بناء علاقات تجارية وزيادة فرص التسويق والتطوير للمنتجات المحلية.
وأشارت إلى أن البازارات تعد فرصة لتبادل الخبرات بين المشاركين والجهات المعنية، وتؤدي دورًا رئيسيًا في زيادة فرص العمل لأبناء المجتمعات الريفية، إلى جانب تحسين أوضاعهم الاقتصادية، كما تساهم في تعريف المستهلك بالمنتج المحلي وتعزيز ثقة المستهلك بكونه منتجًا أردنيًا ذا جودة.
وأكدت أن المنافسة بين المزارعين داخل البازارات تساهم في تحفيزهم على تحسين جودة منتجاتهم، مما يؤدي إلى رفع الإنتاجية وخلق فرص عمل إضافية في المجتمعات المحلية، مشددة على أن هذا النوع من التنافس الإيجابي ينعكس بشكل مباشر على تحسين جودة المنتجات الزراعية المحلية.
البازارات تحفّز المنتجين على تحسين معايير الجودة
وحول تأثير البازارات على جودة المنتجات الزراعية، قالت إن التعامل المباشر مع المستهلك والاستفادة من آرائه حول جودة المنتج وسعره، يساعد بشكل فعّال في تحسين وتطوير المنتجات، كما يساهم في فهم مبادئ التسويق والعرض والطلب.
وأضافت أن تبادل الخبرات بين المشاركين، ونقل المعارف فيما بينهم، إلى جانب الاستفادة من الجهات المعنية والداعمة، جميعها عوامل تؤدي إلى تحسين جودة المنتجات المحلية، وتعزيز قدرتها على المنافسة في السوق.
وحول أهمية تدريب المزارعين على مفاهيم التعبئة والتغليف، والعلامة التجارية، والتسعير، أوضحت أن لهذه المفاهيم أهمية كبيرة، خصوصًا في ظل التحديات الحالية في الأسواق الزراعية، وازدياد التنافسية، وتحول المستهلك إلى الاهتمام بالجودة والعرض الجاذب.
وأكدت أن تدريب المزارعين على هذه المفاهيم يُعد ضرورة اقتصادية لتحسين دخلهم وتمكينهم من منافسة المنتجات المستوردة أو المحلية الأخرى، مضيفة أن زيادة وعي المزارعين بهذه المفاهيم ترفع من فرص نجاحهم في البازارات المحلية، التي تعتبر بمثابة منصات للتسويق والتواصل وبناء سمعة تجارية قوية قد تمتد لاحقًا إلى أسواق أوسع وأكثر احترافية.
وأشارت إلى أن غياب الحوافز المالية يُعد أحد أبرز المعوقات، كما أن صعوبة الدخول إلى الأسواق الحديثة يشكل عائقًا أمام بعض المنتجين، مما يستدعي دعمًا إضافيًا من الجهات ذات العلاقة.
البازارات تكسر الحواجز أمام صغار المنتجين
وحول التحديات التي تواجه صغار المنتجين في تسويق منتجاتهم دون وسطاء، بيّنت أن من أبرز هذه التحديات ضعف الوصول إلى الأسواق، وقلة الخبرة التسويقية، وغياب العلامة التجارية، والتغليف غير الجاذب، وتكاليف النقل العالية، خصوصًا دون وسائل تبريد.
كما أشارت إلى أن المنافسة مع المنتجات المستوردة أو التجارية تشكل عبئًا إضافيًا، فضلًا عن صعوبة إقناع المستهلك بالقيمة المضافة للمنتج المحلي، مشددة على أن البازارات تُسهم في كسر هذه الحواجز من خلال توفير فرص البيع المباشر دون وسطاء، ما يعزز الربحية ويوفر تواصلاً مباشراً مع الزبائن.
وأضافت أن هذه البيئة تسمح بفهم أذواق المستهلكين، وتلقي الملاحظات بشكل مباشر، وهو ما يسهم في بناء علاقة من الثقة والتفاعل، لا توفرها الأسواق التجارية التقليدية.
وبينت أن البازارات تمنح المنتجين فرصة لتقليل تكلفة التسويق، وتعلّم مباشر، وبناء علامة تجارية قوية، إلى جانب الاندماج في شبكات الدعم والتعاون المحلي.
البازارات خطوة أولى قابلة للتوسع
وفيما يتعلق بإمكانية توسيع تجربة البازارات لتشمل الأسواق التصديرية، أكدت أن هذه التجربة قابلة للتوسيع نحو التصدير، ولكنها تتطلب توافر عدد من الشروط الفنية والتنظيمية الصارمة، لا سيما وأن التصدير يفرض معايير أعلى من البيع المحلي المباشر.
وشددت على أهمية الجودة، والمعايير الفنية مثل شهادات الزراعة العضوية، والتعبئة والتغليف المتطور وخصوصًا الصديق للبيئة، والعلامة التجارية وهوية المنتج، التراخيص والتصاريح، وبناء شراكات تسويقية.
وأوضحت أن هذه العوامل تتطلب برامج تدريبية للمشاركين، وتبادل للخبرات، واطلاعهم على متطلبات الأسواق الخارجية، إلى جانب إعدادهم للمشاركة في معارض دولية، وتوفير منصات تسويقية احترافية.
وأكدت أن الجمعية الأردنية لمصدري ومنتجي الخضار والفواكه تواصل دورها الحيوي في دعم صغار المزارعين والجمعيات الريفية، من خلال الانخراط في مشاريع تنموية بالتعاون مع جهات مانحة وشراكات دولية، إضافة إلى التنسيق مع مؤسسات محلية متخصصة.
وأشارت إلى أن الجمعية تعمل ضمن شراكة فاعلة مع عدد من المؤسسات المحلية المعنية، من بينها المركز الوطني للبحوث الزراعية، ومؤسسة المواصفات والمقاييس، والمؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية، ووزارة الزراعة، وذلك عبر تنظيم دورات تدريبية شاملة تعنى بمختلف مراحل الزراعة والإنتاج.
وبينت أن الدورات التدريبية التي تنظمها الجمعية تغطي مجالات متعددة تشمل معاملات الحصاد وما بعد الحصاد، والتعبئة والتغليف، والتسويق والترويج، والعمليات الزراعية، مشددة على أن هذه المحاور تأتي في إطار الاستجابة لتحديات التغير المناخي وتعزيز مفاهيم الزراعة العضوية، بهدف تطوير قدرات صغار المزارعين وتمكينهم من تحسين جودة منتجاتهم ورفع قدرتهم التنافسية في الأسواق.
وبيّنت أن الجمعية عملت أيضًا على إشراك الجمعيات النسائية وصغار المزارعين في جولات استطلاعية وزيارات ميدانية لمعارض خارجية، بهدف نقل الخبرات، وبناء روابط مباشرة مع المصدرين، مؤكدة أن هذه الجهود أثمرت عن نماذج نجاح ملموسة تم تحقيقها ميدانيًا، وأسهمت في رفع كفاءة المزارعين وتوسيع فرصهم التسويقية.
