الجوابرة لـ(صدى الشعب): العطلة مفتاح لصحة نفسية مستقرة تنعكس إيجابيًا على سلوك الأطفال
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
أكدت الخبيرة التربوية د.نورا الجوابرة أن انتهاء العام الدراسي يشكل نقطة انطلاق أمام العائلات للبحث عن أفضل الطرق لاستثمار العطلة الصيفية لأطفالهم، مشيرة إلى أن العطلة لا ينبغي أن تُعتبر مجرد راحة من الدراسة، بل تمثل فرصة عظيمة لتعزيز النمو الإنفعالي والإجتماعي ، وتنمية المهارات، وتقوية الروابط الأسرية، إذا ما استُثمرت بالشكل الصحيح.
وأوضحت الجوابرة خلال حديثها لـ”صدى الشعب” أن الأطفال، بعد شهور من الجهد الدراسي والانضباط، يحتاجون إلى فترة استراحة تعيد لهم التوازن النفسي والجسدي.
وقالت إن العطلة الصيفية تتيح مساحة من الحرية وتجدد الطاقة والحيوية، ما ينعكس إيجابيًا على سلوك الأطفال، وعلاقتهم بالآخرين، واستعدادهم للعام الدراسي الجديد، مضيفة أن التخطيط الجيد للعطلة يمكن أن يكون مفتاحًا لصحة نفسية مستقرة وطاقة إيجابية متجددة.
وحول كيفية تحويل العطلة إلى فرصة تعليمية ممتعة، أشارت إلى أن الأمر لا يتطلب جداول صارمة أو برامج تعليمية ثقيلة، بل يمكن ببساطة دمج التعلم بالمتعة.
وذكرت أمثلة لذلك، مثل استغلال حب الأطفال للاستكشاف من خلال تجارب علمية منزلية ممتعة، وقراءة القصص ومناقشتها بطرق تحفز الخيال والتفكير، إضافة إلى مشاهدة أفلام وثائقية مناسبة ومناقشة محتواها، موكدة على أن المفتاح هو أن يشعر الطفل أن التعلم جزء من حياته وليس عبئًا مفروضًا عليه.
الصيف… لتعزيز المهارات الحياتية والاجتماعية
وأوضحت أن الصيف يُعد الوقت الأمثل لتطوير المهارات التي يصعب التركيز عليها خلال الدراسة، مثل المهارات الحياتية كـ”الطهي، التنظيم، وترتيب المهام”، والمهارات الاجتماعية التي يمكن تنميتها من خلال النوادي والمخيمات والأنشطة الجماعية.
كما أشارت إلى أهمية التعبير عن الذات، سواء عبر الرسم أو الكتابة أو التحدث أمام العائلة، مشددة على أن كل نشاط بسيط قد يترك أثرًا عميقًا في شخصية الطفل وثقته بنفسه.
وفيما يتعلق بدور الأهل في بناء برنامج متوازن للعطلة، قالت إن تسجيل الطفل في نشاط أو نادٍ صيفي هو خطوة إيجابية، إلا أن الدور الأكبر يبقى على الأهل في تنويع الأنشطة، ومراعاة التوازن بين الترفيه والتعليم والراحة.
واقترحت إعداد جدول أسبوعي مرن يشمل وقتًا للعب الحر، ووقتًا للتعلم التفاعلي، ونشاطًا عائليًا أسبوعيًا، مع ضرورة إشراك الطفل في وضع هذه الخطة لتعزيز شعوره بالمسؤولية.
روابط لا تُقدّر بثمن
واعتبرت أن الرحلات العائلية والأنشطة المنزلية تشكل روابط لا تُقدّر بثمن، لافتة إلى أن الرحلات البسيطة أو حتى قضاء وقت في المطبخ مع الأهل تحمل فرصًا عظيمة لتعزيز الروابط الأسرية، وتوفير بيئة آمنة ومحبة لنمو الطفل، مؤكدة أن هذه اللحظات تُشكل ذاكرة دافئة وتمنح الطفل شعورًا بالانتماء والأمان.
وشددت على أن العطلة يمكن أن تكون أيضًا مساحة لتجربة العمل التطوعي الملائم لعمر الطفل، مثل المساعدة في تنظيم أنشطة مجتمعية، التبرع بالألعاب أو الكتب، أو زيارة دور الأيتام أو المسنين برفقة الأهل.
وأضافت أن هذه التجارب تنمي لدى الطفل حس التعاطف والمسؤولية والانتماء للمجتمع
الحد من إدمان الشاشات… بالتوازن
وفي ما يتعلق باستخدام الشاشات، شددت على ضرورة التعامل مع هذا الملف بذكاء وتوازن، موضحة أنه بدلاً من المنع التام، يمكن توجيه الطفل لاستخدام الشاشات بشكل هادف، من خلال تحديد أوقات مشاهدة واضحة ومتفق عليها، وتقديم بدائل مشوقة مثل الرسم، الألعاب الحركية، أو القراءة.
وأكدت أن العطلة الصيفية لا ينبغي أن تُعتبر وقتًا للفراغ، بل تُعد مساحة ذهبية تمكّن الأهل من إحداث فارق حقيقي في حياة أبنائهم.
وأوضحت أن التخطيط الواعي هما مفتاح تحويل الإجازة الصيفية من فترة استراحة مؤقتة إلى تجربة ثرية وملهمة، تسهم في نمو العقول وازدهار المشاعر لدى الأطفال.
