المفرق – صدى الشعب – سامي القاضي
يشهد القطاع الزراعي في محافظة المفرق أزمة حادة وغير مسبوقة، مع الانخفاض الكبير في أسعار الخضروات، ما أدى إلى تعاظم خسائر المزارعين، وترك محاصيلهم تذبل في الحقول دون قدرة على تسويقها أو تصريفها، في ظل غياب الدعم الحكومي والتسويق الفعّال.
وقال عضو اتحاد المزارعين في محافظة المفرق، عمر البريقي، إن الوضع الزراعي في المحافظة، خاصة فيما يخص أصناف الخضروات، يمرّ بمرحلة انهيار غير مسبوق، مشيرًا إلى أن المحاصيل مهددة بالتلف بنسبة قد تصل إلى 70% خلال فترة زمنية قصيرة، نتيجة لجملة من المشكلات أبرزها ضعف النقل البري، وغياب الأسواق الخارجية، وتكدّس المحاصيل في الحقول.
وأضاف البريقي، أن “تشهد المفرق اليوم أزمة خانقة على مستوى المزارع، والمزارعون يواجهون مصيرًا غامضًا دون تدخل فعلي من الجهات المعنية. نطالب بإيجاد حلول فورية لإنقاذ المحاصيل، والتعامل الجاد مع هموم المزارعين، خصوصًا أن محافظة المفرق تُعد سلة الغذاء والماء في المملكة”.
ومن جهتهم، أضاف مزارعون آخرون أن ما تشهده الأسواق من تدنٍ غير مسبوق في الأسعار لم يعد يغطي حتى أدنى تكاليف الإنتاج، مشيرين إلى أن مواسمًا كاملة من العمل والجهد باتت مهددة بالضياع، وسط حالة من الإحباط واليأس.
ولفتوا إلى أن غياب آليات تصدير فاعلة، وعدم توفر وسائل تبريد ونقل إلى دول الخليج، أدى إلى تكدّس الإنتاج في السوق المحلي، ما فاقم من حالة الركود والخسائر المتلاحقة.
كما أكدوا أن الظروف المناخية القاسية هذا العام زادت من معاناتهم، في ظل سوق داخلي غير مستقر، وسياسات تسويق تقليدية غير فعالة.
وطالب المزارعون وزارة الزراعة والحكومة بشكل عام، بالتدخل العاجل لإنقاذ ما تبقى من الموسم، من خلال:
وضع خطة دعم مباشرة للمزارعين، وتأمين وسائل تبريد ونقل لتصدير المنتجات إلى الخارج، وإعادة النظر في آليات تسويق المنتجات داخليًا وخارجيًا، وتفعيل أدوات الحماية والدعم السريع في الأزمات الزراعية.
ويؤكد مختصون أن استمرار هذا الوضع يهدد ليس فقط المزارعين، بل الأمن الغذائي الوطني، وينذر بهجرة الأراضي الزراعية، وانهيار أحد أهم القطاعات الإنتاجية في الأردن، خاصة في محافظة زراعية كبرى كالمفرق.
ويذكر أنه قد انطلقت مؤخرًا حملات تضامنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسوم: #انقاذ_الزراعة #دعم_مزارعي_المفرق #اوقفوا_نزيف_الحقول






