صدى الشعب كتبت – حلا باسل الحَبيس
لطالما عانت منطقة الشرق الأوسط والإقليم وحتى العالم من آفة الإرهاب منذ عقود ونُفِّذَ بها عمليات إرهابية مروعة كان ثمنها الإنسان، الآلاف من الضحايا، الأبرياء، دمار هائل في البنى التحتية والاقتصاد وحتى أزمات سياسية.
ومنذ ظهور عصابة داعش الارهابية بتأسيسها الأول وبعض الدول “ذات المصلحة” عملت على بروباغندا (دعاية إعلامية موجهة) عميقة هدفها التشويه والتخويف من الدين الإسلامي متناسية أن بعض المتعصبين هم لا يمثلون الإسلام الحقيقي وتلك الدول أيضًا عملت على تعزيز مفهوم الطائفية بين الأديان والمِلَل، بالتوازي مع ذلك فأبرز صور هذه البروباغندا تمثلت من خلال السينما والإعلام والتي نتج عنها صورة نمطية تعميمية خاطئة عن المسلمين هذا غير التعامل اللا إنساني مع المسلمين في بلدانٍ أجنبيةٍ كثيرة .
ولا يوجد تعريف دولي موحد للإرهاب، لكن الإرهاب والذي يعود جذره اللغوي إلى “رَهَبَ” يدل على معاني الخوف، الفزع والخشية وهي دلالات جميعها ضد حق الاختيار والحرية.
وفي السياق الزمني الآني للأوضاع السياسية في المنطقة، نستذكر ما تفعله دولة الاحتلال في قطاع غزة من ممارسات غاشمة بحق أهالي القطاع فحصيلة الشهداء اليوم وصلت لأكثر من 57 ألف والمصابين تجاوز عددهم 135 ألف مصاب، ولا ننسى بالتأكيد الضحايا في جنوب لبنان واليمن.
وقد بذل الأردن جهودًا في محاربة الإرهاب، خاصةً وأن الأردن يقع بجغرافيا ملتهبة، ومع ظهور التنظيمات الإرهابية بجواره في العراق وسوريا ما كان له إلا أن يقف في وجه الإرهاب مسخرًا جميع قدراته العسكرية، حيث أنه يُعدّ في طليعة دول المنطقة التي تحارب الإرهاب والتطرف ضمن نهج شمولي، حيث أن موقف الأردن من ظاهرةِ الإرهاب والتطرف تنطلق بشكل أساسي من رسالة القيادة الهاشمية وشرعيّتِها ومن التكوين الثقافي للشعب الأردني الذي يحترم الاعتدال ويرفض التطرف واستخدام الدين والأيديولوجيات لبث العنف والكراهية والتحريض على الإرهاب، ويتعاون مع المجتمع الدولي لصياغة نهج شمولي للتعامل مع خطر الإرهاب، الذي لم يعد مجرّدَ تحدٍّ يواجه دولةً أو منطقةً أو مكوناً بعينِه، بل هو استهدافٌ يصل درجةَ التهديد، ويطال المجتمعَ الدولي بأسره.
ويبقى التساؤل: “كيف لدولٍ تنادي عبر خطاباتها بالسلام والعيش المشترك أن تعزز بشكلٍ أو بآخر الطائفية وتساعد في التفريق بدل التوحيد، وكيف لها الجرأة بعد ما يحدث في المنطقة والعالم من حروبٍ قاتلة وأزماتٍ سياسية ضحيتها الإنسان والأرض، والتساؤل الأهم كيف لهذه الدول أن تكون ضد الإرهاب وأفعالها أكبر من الإرهاب بل وتخطت حدود الإبادة الجماعية”؟؟




