80 ألف خلية نحل في المملكة و2500 نحّال
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
كشف رئيس الاتحاد النوعي للنحالين الأردنيين، معاذ كظم، عن تراجع حاد في حجم إنتاج العسل في الأردن خلال الموسم الحالي، مقارنة بالسنوات السابقة، مرجعًا ذلك إلى الظروف المناخية الصعبة التي مرت بها البلاد، وعلى رأسها تأخر هطول الأمطار وفترات الجفاف الطويلة.
وقال كظم، خلال حديثه لـ”صدى الشعب” إن التقديرات الأولية تشير إلى وجود ما بين 2500 إلى 3000 نحال في الأردن، يمتلكون قرابة 80 ألف خلية نحل.
وأضاف أن إنتاج العسل في السنوات الماضية بلغ نحو 800 طن سنويًا، إلا أن الإنتاج انخفض هذا العام إلى ما بين 300 إلى 350 طن فقط، أي بنسبة تراجع تقدر بحوالي 60%.
وأوضح أن هذا الانخفاض يعود إلى عوامل مناخية سلبية، بالإضافة إلى استخدام المزارعين للمبيدات الحشرية والعشبية بشكل مفرط، ما أدى إلى انهيار بعض خلايا النحل.
وقال ان الظروف المناخية وتأخر الأمطار أثرت سلبًا على المراعي الرحيقية، وهو ما أدى إلى تراجع ملحوظ في الإنتاج.
قاعدة بيانات للنحالين
وبيّن أن الاتحاد يعمل على إنشاء وتحديث قاعدة بيانات خاصة بالنحالين الأردنيين، لضمان تسجيلهم وفق رؤية تهدف إلى خدمة قطاع النحل بكافة مكوناته.
وأشار إلى أن الاتحاد يضم حاليًا نحو 180 عضوًا مسجلين في الهيئة العامة، ويتم انتخاب مجلس إدارة الاتحاد كل أربع سنوات.
وبحسب كظم ، فإن شروط الانتساب تنص على ضرورة حصول النحال على رخصة أو شهادة حيازة من إحدى مديريات وزارة الزراعة، وأن يكون عمر المنتسب أكثر من 18 سنة ويحمل الجنسية الأردنية، ويقدم طلب انتساب لمجلس الإدارة ليتم دراسته والموافقة عليه.
وأوضح أن الاتحاد يعمل على تشجيع النحالين للانضمام من خلال الأنشطة التوعوية والدورات التدريبية، مؤكداً أن الفائدة التي يلمسها النحالون من هذه الأنشطة تدفعهم للانتساب، وكان من أبرز هذه الفعاليات، مهرجان العسل الأردني الأول الذي نظمه الاتحاد برعاية وزير الزراعة.
وأضاف أن بعض أنشطة الاتحاد، مثل الاجتماعات الرسمية والدورات المتخصصة، تُخصص فقط للأعضاء المنتسبين، فيما تُتاح أنشطة أخرى بشكل أوسع لخدمة جميع النحالين في المملكة.
فجوة في الإنتاج مقارنة بالاستهلاك المحلي
وأشار إلى أن الإنتاج المحلي من العسل لا يغطي سوى 25% إلى 30% فقط من حجم الاستهلاك المحلي، ما يكشف عن فجوة كبيرة بين العرض والطلب.
وقال أن نقص الإنتاج لا يعود فقط لعدد العاملين في القطاع، بل للظروف والتحديات التي تواجه تطوير هذا القطاع.
وأكد أن الاتحاد يعمل بالتعاون مع وزارة الزراعة على تقليص هذه الفجوة، من خلال مشاريع تهدف إلى إيجاد مراعي خاصة بالنحل وتوسيع الرقعة النباتية، ما من شأنه أن يعزز الإنتاج في المستقبل.
مشاريع مستدامة ومبادرات بيئية
وفي إطار جهود الاتحاد لتحسين البيئة الحاضنة للنحل، كشف عن مشروع بالتعاون مع مديرية الحراج لإنشاء غابة رحيقية في منطقة غريسة الواقعة بين محافظتي الزرقاء وجرش، على مساحة تبلغ 500 دونم.
وأوضح أن المشروع دخل حيز التنفيذ بعد تهيئة البنية التحتية، ويتم ري الغابة من مياه سيل الزرقاء لضمان استدامتها.
كما أشار إلى حملة سنوية ينظمها الاتحاد تحت عنوان “نزرع شجراً نجني عسلاً”، تم خلالها توزيع 1000 شتلة من أشتال الكينا الرحيقية على النحالين في مناطق مختلفة من المملكة، بهدف تعزيز الغطاء النباتي وزيادة إنتاج العسل.
دعم محدود من الحكومة وغياب الإعفاءات الضريبية
وحول الدعم الحكومي لقطاع النحل، قال إن الدعم لا يزال محدودًا وأقل من المستوى المأمول، معبّرًا عن أمله في أن تسهم فعاليات كمهرجان العسل الأردني في فتح آفاق جديدة للحصول على دعم أكبر من الجهات المعنية.
وأكد أن استفادة النحالين من القروض والمنح ما تزال محدودة وتكاد تكون فردية، مشيرًا إلى بعض المشاريع الصغيرة مثل “لجنة المرأة للمحالات”، التي استفادت من بعض أشكال الدعم المحدود من مؤسسات مانحة.
وفيما يخص الإعفاءات الضريبية، أشار إلى أن الاتحاد يعمل حاليًا على مشروع لإعفاء مدخلات إنتاج النحل من الرسوم والضرائب، بما في ذلك ضريبة المبيعات، إلا أن هذه المساعي لم تصل بعد إلى مرحلة التنفيذ الفعلي.
وأكد على أن مهرجان العسل الأردني الأول ساهم في وضع قطاع النحل على الخارطة الزراعية الوطنية، وذلك بشهادة المسؤولين في وزارة الزراعة.
وكشف عن توجه وزارة الزراعة تشكيل لجنة متخصصة لحماية العسل الأردني من الغش، بالتعاون مع عدد من الجهات الرسمية، على أن تُمنح اللجنة صفة الضابطة العدلية لممارسة مهام الرقابة والتفتيش واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين.
كما كشف عن مشروع مشترك مع وزارة الزراعة يتضمن استيراد أجهزة متقدمة لفحص العسل وتحديد البصمة الوراثية لحبوب اللقاح بالعسل الأردني، بكلفة تقديرية تبلغ نصف مليون دينار أردني.
وأشار إلى أن قطاع النحل والعسل في الاردن يعتبر قصة نجاح اردنية في ظل التحديات الموجودة حيث ان اخر انجازات القطاع بتحقيق اول خمس مراكز بمسابقة في روسيا.
