صدى الشعب – كتب رئيس التحرير خالد خازر الخريشا
يقول نيلسون مانديلا : لا يدافع عن الفاسد إلا فاسد ، ولا يدافع عن الساقط إلا ساقط ، ولا يدافع عن الحرية إلا الأحرار ، ولا يدافع عن الوطن إلا الأبطال ، و كل شخص فينا يعلم عن ماذا يدافع … والمسؤول الفاسد ليس من يسرق ويرتشي فقط بل من يقبل باستلام منصب وهو غير أهل له ويخون الامانة ويسرق ضرائب المواطنين وكل مسؤول لا يستطيع أن يخدم المواطنين من خلال منصبه عليه أن يعتذر عن استلام هذا المنصب و يتركه لمن هم أكثر كفاءة منه .
كل مسؤول فاسد لديه حاشية أكثر فساداً منه .. وكلما إتسعت دائرة الفساد كَبُرت رقعة الحاشية الفاسدة التي ترتبط هي الأخرى بجهات وأشخاص وشركات منتفعة من هذا الفساد .. وتكبر الحلقة شيئاً فشيئاً لتشمل حتى البواب والجابي وعامل الخدمة الذين يعملون مع هذه الطبقة الكبيرة ويخشون زوالها لذلك لا تستغربوا من هذا الكم الهائل من المدافعين عن المسؤولين الفاسدين، لأن هؤلاء يعتقدون أن “رزقهم ورزق عائلاتهم” ينقطع بذهاب المسؤول الفاسد فمصيبتنا كبيرة بهؤلاء القوم الذين أضاعوا البوصلة من أجل الفتات والمال الحرام .. وهذا هو سر ديمومية المسؤول الخدمي والسياسي الفاسد .
وكما قال أحد المختصين في علم الفساد والمفسدين إن شرط ربط المسؤولية بالمحاسبة هو أساس الإصلاح، والتقدم، ومن غيره سيستمر النزيف… ولا بد كذلك من تواجد تشريعات صارمة ودقيقة لا تسمح لأي كان بالتلاعب أو بالتدليس لا بد من وجود هيئات حقيقية ، ديموقراطية، لا تتستر على الخروقات، ولا تعقد الصفقات تحت الطاولة وبالخفاء ومن خلال الخلوات في قاعات الفنادق البعيدة عن العيون لا بد كذلك من وجود موظفين أحياء أولا موظفين محبين لوطنهم، موظفين قد تخلصوا من صفة الجبن – التي يعرفها علم النفس على أنها دلالة على ازدياد منسوب الخوف وقلق النفس، حيث يصبح الجبان عاجزا عن فعل أو قول كل ما هو حق، يتهرب من مساعدة الآخر، بل وحتى من مساعدة ذاته، في وقت الحاجة… حيث إن تواجد الموظف النزيه شرط أساس في محاصرة الفاسدين والمفسدين .
لا بد كذلك من دمقرطة الحصول على المعلومة، وذلك بتسهيل الوصول إلى المعطيات المتعلقة بالتعويضات التي يُحَصِّلها كل موظف، ومهما كانت رتبته، سواء من طرف الهيئات، أو الصحافة، وحتى من طرف الأفراد بموجب حق المواطنة لدى كل دافعي الضرائب، حيث يعتبر هذا العامل حاسما في فضح التلاعبات والسرقة.
المسؤول الفاسد سبب قوته هو عدم وجود شكاوي رسمية تكشف الحقائق الخفية والتجاوزات التي يرتكبها وهذا الفساد يرجع أساسا إلى إسناد المسؤولية إلى الشخص الخطأِ، والذي يكون إما فاسدا، أو حاقدا، أو جاهلا والمصيبة اذا جمع هذه الثلاثية القاتلة والموحشة .
عندما تقرأ أو تسمع بانَّ هناك تجاوزات مالية أو إداريه في الوزارات والهيئات وما ينشره ديوان المحاسبة سنويا من تجاوزات يجب أن تضع في الحُسبان أنَّ الفساد يتم عبر منظومة متكاملة وهو السبب الرئيس لغياب تطبيق القوانين وعلى هذا ننظر لبقية التجاوزات التي لا تتم بشخصٍ واحد مهما كان نفوذه داخل الدولة وهذا يُفسّر قضية الفساد المُتجذّرة التي أقعدت الحكومات والقاعدة تقول ( لا يفسدُ المسؤول إلاّ بفساد رعيته و موظفيه ) الحكومات التي تعاقبت على البلاد بعضها أغمض عيونه عن الفساد وساعد ذلك على إستشراء الفساد والتعدّي على المال العام ، عندما يتعدّى وزير أو رئيس هيئة على حق الشعب أكبر عقوبة كان ينالها هي الإقالة فقط بعد أن تصبح قضية رأي عام .





