الاكتئاب والقلق يثقلان كاهل الشباب …
صدى الشعب _ أسيـل جمـال الطـراونـة
في الوقت الذي يُفترض فيه أن تكون سنوات الشباب هي المرحلة الذهبية المليئة بالطموحات والانطلاق، يعاني عدد متزايد من الشابات والشبان من مشاعر الحزن، القلق، وفقدان الشغف، فقد اصبح الاكتئاب أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا بين فئة الشباب، في ظل ضغوط الحياة المعاصرة، والمقارنات المستمرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وغياب اليقين في مستقبل يتسم بالغموض والتسارع.
وفي هذا السياق، توضح الدكتورة نهى النوايسة، أخصائية النطق والتوحد وصعوبات التعلم وتعديل السلوك الفرق الجوهري بين الحزن المؤقت والاكتئاب الحقيقي، قائلة:
الحزن والاكتئاب هما مشاعر مرتبطة ببعضهما البعض، لكنهما ليسا نفس الشيء، فالحزن هو رد فعل طبيعي تجاه خسارة أو حدث مؤلم، وغالبًا ما يكون مؤقتًا ومصحوبًا بلحظات من الفرح أو الراحة،أما الاكتئاب، فهو اضطراب نفسي أكثر خطورة واستمرارية، يؤثر على حياة الشخص اليومية، وقد لا يكون له سبب واضح.
واضافت النوايسة أن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب متعددة، من أبرزها بعض السمات الشخصية مثل انخفاض الثقة بالنفس، الاعتماد الكبير على الآخرين، النقد الذاتي والتشاؤم، بالإضافة إلى الصدمات النفسية كالفقد أو الانتهاك الجسدي أو الجنسي، والمشاكل المالية المتراكمة، وكل ذلك نقرأه من خلال قاعدة الاضطراب النفسي: الشدة، المدة، والتكرار.
وحول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للشباب، تؤكد النوايسة:
أن وسائل التواصل الاجتماعي تساهم بشكل مباشر في زيادة مشاعر الاكتئاب والقلق
و السبب في ذلك هو التركيز المفرط على الأحداث المؤلمة، والمتابعة المستمرة من الجميع، مما يخلق طاقة سلبية جماعية تنعكس على شخصية الفرد، وتزيد من شعوره بالعجز أو المقارنة أو حتى الفشل.
وتوضح النوايسة أن هناك بالفعل مجموعة من العادات المفيدة، مثل:
ممارسة الرياضة بانتظام، اتباع نظام غذائي صحي، الحصول على قسط كافٍ من النوم، التأمل، قضاء وقت في الطبيعة، التواصل مع الآخرين، تجربة أنشطة جديدة، وتحديد أهداف واقعية يمكن العمل على تحقيقها.
كما تشير النوايسة انه في بعض الحالات لا يكون العلاج النفسي وحده كافيًا، بل يجب أن يترافق مع العلاج الدوائي، خاصة في الحالات المتقدمة أو المزمنة، وذلك بالتعاون مع الطبيب النفسي المختص.
وفي ختام حديثها، توجه النوايسة رسالة صريحة إلى كل شاب أو شابة يشعرون بأنهم غير قادرين على التعبير عن مشاعرهم أو طلب المساعدة، قائلة:
نصيحتي أن لا يؤجلوا طلب المساعدة، فاللجوء إلى أخصائي نفسي في الوقت المناسب يصنع فارقًا كبيرًا في حياتهم ، أما التأجيل، فقد يؤدي إلى تطور الاضطراب النفسي إلى مرض نفسي حقيقي، يضع الشاب في دائرة مغلقة من المعاناة والأدوية.
