صدى الشعب – كتبت مجد عدنان
في فجر يوم الجمعة، بدا أن الشرق الأوسط قد دخل فعليًا مرحلة جديدة من التصعيد لا تحتمل التجميل السياسي ولا التصريحات المواربة.
الضربة الجوية الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت العمق الإيراني منشآت نووية وأماكن عسكرية حساسة لم تكن مجرد عملية عسكرية عابرة بل رسالة سياسية واضحة: الخطوط الحمراء قد سقطت، والحسابات التقليدية لم تعد كافية.
في المقابل جاء الرد الإيراني على شكل أسراب من الطائرات المسيّرة اتجهت مباشرة نحو الداخل الإسرائيلي مرورًا بأجواء إقليمية باتت متوترة بطبيعتها.
لكن جوهر ما يجري ليس مجرد رد وردّ مضاد، بل صراع مركّب على النفوذ والسيطرة، تعمّق عبر سنوات من المناوشات غير المعلنة والانفجارات المدروسة، والاغتيالات الصامتة.
إيران ترى أن حضورها الإقليمي مشروع وإسرائيل تعتبره خنقًا استراتيجيًا. كل طرف بات مقتنعًا أن تراجع الآخر لن يحدث طوعًا، وأن اللغة الوحيدة المفهومة الآن هي لغة القوة.
الولايات المتحدة، كالعادة، تمشي على الحبل المشدود، لم تشارك في الضربة، لكنها كانت على علم مسبق بها ، تندد بالتصعيد، لكنها تحذّر إيران من استهداف مصالحها. تسعى إلى التهدئة، بينما تُعدّ العدة للأسوأ إنها السياسة حين تكون محكومة بميزان النار لا الكلمات.
ما نراه الآن ليس مجرد تصعيد أمني، بل مشهد يعيد صياغة معادلات المنطقة: من يملك الحق في الحضور؟ ومن يُرسم له دور الغائب؟ ومن يملك رفاهية ضبط النفس في لحظة تمتلئ بالجنون؟
الشرق الأوسط مرة أخرى، يقف عند الحافة لكن الفارق هذه المرة أن النار ليست على الأطراف، بل في القلب.






