صدى الشعب – عرين مشاعلة
دخلت حادثة انهيار البئر في منطقة سوق الخامسة بمحافظة العقبة يومها الثالث ولا تزال فرق الدفاع المدني والجهات المختصة تواصل جهودها الحثيثة للوصول إلى شاب ثلاثيني من بلدة بيت يافا في محافظة إربد كان قد فُقد تحت الردم أثناء عمله في حفر بئر مخالف ظهر يوم الاثنين الماضي.
وفي ظل تأخر عملية الوصول إلى الشاب تعيش عائلته حالة من الترقب القلق وسط دعوات إنسانية ومناشدات رسمية وشعبية بتكثيف العمل ومحاسبة كل من تسبب في هذه الحادثة سواء بالفعل أو بالإهمال في الوقت الذي لا تزال فيه عمليات الحفر تتم تحت ظروف ميدانية وجيولوجية شديدة التعقيد.
وقالت عائلة الشاب الثلاثيني في بيان لها إن ما تعيشه من لحظات ثقيلة مؤلمة لا يمكن وصفه مشيرة إلى أنها تترقّب أي بارقة أمل تنبئ بالوصول إلى ابنها وإنقاذه أو تحديد مصيره، وسط ظروف نفسية صعبة تعيشها العائلة منذ وقوع الحادثة.مطالبة الجهات الرسمية ذات العلاقة فتح تحقيق شامل ومحاسبة كل من سمح أو تغاضى عن الحفر المخالف التي
أودت بحياة ابنهم.
وكان محافظ العقبة خالد الحجاج قد صرّح في وقت سابق بأن عملية الحفر التي جرت في الموقع كانت مخالفة للأنظمة والتعليمات، وتمت دون ترخيص رسمي، مؤكدًا أن الحفر العشوائي في تلك المنطقة سبق أن تم التحذير من مخاطره عدة مرات، خصوصًا لما يشكله من تهديد مباشر على الأرواح والسلامة العامة.
وأشار الحجاج إلى أن فرق الدفاع المدني وكوادر الإنقاذ تعمل على مدار الساعة منذ لحظة التبليغ عن الحادثة، باستخدام كل الوسائل الممكنة، رغم الطبيعة الصخرية الصعبة للبئر وعمق الردم الذي يعيق التقدم السريع في العملية.
وتعالت الأصوات المطالبة بمحاسبة كل من خالف القانون وتسبب في هذه الحادثة، سواء أفرادًا أو جهات، حيث أكد مواطنون أن تكرار الحوادث الناتجة عن الحفر غير المرخص يستدعي وقفة حازمة من الجهات الرقابية وتطبيقًا صارمًا للقانون دون استثناء.
وطالب الأهالي بإعادة النظر في إجراءات الرقابة الميدانية ووضع حد لأي نشاط مخالف يُمارس بعيدًا عن أعين الجهات الرسمية، تفاديًا لتكرار المآسي الإنسانية التي يدفع ثمنها الأبرياء.
وتواصل فرق الإنقاذ عملها بالتنسيق مع الجهات المعنية، وسط تواجد ميداني للمسؤولين والكادر الفني، فيما لا تزال عائلة الشاب وأهالي بلدته يتمسكون بالأمل مترقبين أي خبر يبعث الطمأنينة في نفوسهم ويُنهي ساعات الانتظار القاسية.
ويبقى المشهد الإنساني حاضرًا بقوة حيث يقف الشارع الأردني متضامنًا مع العائلة بانتظار أن تُثمر الجهود الجبارة عن إنقاذ الشاب أو الوصول إليه، في وقت يُنتظر فيه أن تكشف التحقيقات الرسمية تفاصيل الحادثة وتُحدد بوضوح أوجه التقصير والمسؤوليات.









