صدى الشعب – أسيل جمال الطراونة
تأسست جمعية الهبة الايتام ذوي الاعاقة من رحم المعاناة بجهود أمهات الأيتام ذوي الإعاقة لتكون مظلة تحمي حقوقهم وتلبي احتياجاتهم ولتمكينهم أن يكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع كل حسب قدراته وإمكانياته من خلال دمجهم بكافة مناحي الحياة .
انها قصة مختلفة، قصة حولت الألم إلى الأمل للأيتام ذوي الإعاقة الذين يعانون من ثالوث الفقر واليتم والإعاقة.
تقول هبة ملحم، مؤسس ورئيس جمعية الهبة للأيتام ذوي الإعاقة؛ إن الجمعية انطلقت جهود أمهات واجهن المعاناة بكل تفاصيلها، فقررن أن يحولن المعاناة إلى عمل مستدام لتأمين حياة كريمة لأبنائهن واسرهن.
وتؤكد ملحم، أن الجمعية لا تحمل أي غايات أو أهداف ربحية، بل إنها قائمة فقط على خدمة الأيتام ذوي الإعاقة، دون تمييز بين أطياف المجتمع، مشيرة إلى أن كل طفل على أرض المملكة يتمتع بكافة الحقوق التي يتمتع بها أبناء الأردن وأهله، بمن فيهم أبناء قطاع غزة والمغتربين واي لاجئ احتمى بأرض الهواشم.
ومن هنا، جاء الهدف الأساسي للجمعية لتمثلا في توفير بيئة داعمة وشاملة، تضمن للأيتام ذوي الإعاقة تلبية احتياجاتهم الأساسية من مأكل وملبس ومسكن ورعاية صحية، ليس هذا فحسب، بل تسعى الجمعية إلى تقديم رعاية
تربوية وتأهيلية متخصصة تتناسب مع نوع الإعاقة وقدرات كل طفل، إلى جانب العمل على دمجهم في المجتمع من خلال تطوير قدراتهم وتمكينهم، مع تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأيتام وأمهاتهم أو الأسر الكافلة .
وفي السياق ذاته، تسعى الجمعية لتحقيق مجموعة من الأهداف التفصيلية، أبرزها تقديم الدعم المادي من خلال كفالات شهرية والتشبيك مع مؤسسات لتوفير الأجهزة المساندة بالإضافة إلى إنشاء مركز تربية خاصة لتوفير برامج تعليمية وتأهيلية متخصصة وعقد محاضرات
توعوية وتثقيفية للمجتمع ايضا تمكين الأمهات من خلال تدريبات مهارية، وتسليط الضوء على قضايا ذوي الإعاقة عبر الإعلام وتأمين الأدوية والأجهزة الطبية اللازمة، وتقديم الاستشارات
والدعم الفني والنفسي، وتتعدد الخدمات التي تقدمها الجمعية لتشمل خدمات تربوية وتأهيلية وصحية، إضافة إلى تنمية قدرات الأيتام والسعي لإنشاء مقر دائم يضمن استمرار هذه الجهود الإنسانية.
أما على صعيد الإنجازات، فتشير ملحم إلى أن الجمعية استطاعت خلال السنوات الماضية، تأمين كفالات شهرية لعدد من الأسر، وتوفير مساعدات مالية لشراء الأدوية والمعينات
الحركية، وتقديم مساعدات عينية تشمل
الملابس، صوبات، كوبونات غذائية وغيرها، بالإضافة إلى إقامة إفطارات رمضانية بأجواء أسرية وتوزيع عيديات وكسوة وألعاب، وتنظيم أنشطة ثابتة مثل، باب الريان من خلاله تم توزيع طرود غذائية قبل رمضان، وباب الفرح ومن خلاله تم إفطار رمضاني وتوزيع كسوة وعيديات، ونشاط الصفا والمروة الذي تم تنظيمه قبل عيد الأضحى ويشمل مساعدات نقدية وكسوة، و دفء الشتاء تم تقديم مستلزمات التدفئة وكسوة الشتاء من خلاله، ايضا محاضرات وأنشطة توعوية للأمهات
والمتطوعين وتشبيك مع جهات متخصصة.
ورغم هذا النشاط الواسع، لا تخفي ملحم التحديات التي تواجه الجمعية، وأبرزها ضعف التمويل، خاصة بعد جائحة كورونا والأحداث الجارية في غزة وفلسطين، مما أثر بشكل مباشر على حجم الدعم الذي كانت تتلقاه الجمعية.
وعن دور الإعلام، ترى ملحم أنه محوري وأساسي في دعم قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، وتوضح أن الإعلام ليس فقط لنقل الأخبار، بل هو السلطة الرابعة القادرة على تشكيل وعي المجتمع، وتغيير النظرة النمطية تجاه هذه الفئة، والمساهمة الفاعلة في دمجهم والدفاع عن حقوقهم. وتختتم حديثها بالتأكيد على أن جمعية الهبة، هي الأولى والوحيدة في الأردن التي تُعنى بازدواجية اليتم والإعاقة، وتعمل بشكل دؤوب على تسليط الضوء على قضاياهم واحتياجاتهم، فهؤلاء الأطفال، كما تقول، لا يحتاجون فقط للرعاية، بل أيضًا لمن يحتضنهم ويوصل صوتهم ويمنحهم الفرصة ليكونوا جزءًا فاعلًا في أردن الهاشميين آل البيت الكرام.






