الربضي: “الطريق غير مرسمة قانونيًا وتعبيدها يتطلب تكاليف عالية”.
عبيدات: ” ندعم المزارعين و القوانين والتشريعات تقيد عملنا”
صدى الشعب – إربد – عرين مشاعلة
يعاني مزارعو منطقة أم البساتين في بلدة كفرسوم من تردي الطريق المؤدية إلى بساتين الرمان والتي تقدر 200 دونم ، حيث تعد من أهم المواقع الزراعية والسياحية في شمال المملكة، ما تسبب في عزوف المتسوقين والسياح عن الوصول إليها، مما انعكس سلبًا على حركة البيع وتسويق المحصول ،مهددًا مصدر رزق رئيسي لعشرات الأسر.
تلك الطريق، التي تمر عبر منطقتي عين الباردة وعين العرايس ،تعاني من حفر واسعةوغبار دائم وتضاريس وعرة،ما يؤدي إلى تعطل المركبات وعرقلة وصول الزوار ،فضلًا عن المشقة المستمرة التي يتكبدها المزارعون في نقل المحاصيل.
وتُعد بساتين كفرسوم، وخاصة بساتين الرمان، من أبرز المقاصد لمحبي السياحة الزراعية حيث يرتادها مئات الزوار سنويًا خلال موسم القطاف. إلا أن المزارعين أكدوا لـ”صدى الشعب” أن رداءة الطريق باتت سببًا رئيسيًا في تراجع أعداد الزوار خاصة من خارج المنطقة، وعزوف التجار عن القدوم لشراء الرمان مباشرة من المزارع كما في السابق.
وفي حديثه لـ”صدى الشعب” أوضح مدير مديرية أشغال محافظة إربد المهندس معن الربضي، أن المديرية قامت بزيارة ميدانية للمنطقة واطلعت على واقع الطريق. مشيرًا إلى أن الطريق تقع في منطقة نائية وجبلية، وتم فتحها بشكل غير رسمي، ما يجعلها غير مرسمة على خرائط الدولة.
وبيّن الربضي أن الطريق الحالية لا تتوافق مع المعايير القانونية حيث يبلغ عرضها 3 إلى 4 أمتار فقط، في حين تشترط الأنظمة أن لا يقل العرض عن 6 أمتار، وأضاف أن الطريق تقع ضمن اختصاص وزارة الأشغال العامة والإسكان، إلا أن ترسيمها لا يندرج ضمن صلاحيات الوزارة، مما يعيق تنفيذ أعمال التعبيد لكون الطريق غير مُرسّمة.
وأشار إلى أن تعبيد هذه الطريق سيتطلب مبالغ مالية كبيرة ؛بسبب وعورة المنطقة وارتفاعها،مؤكدًا أن كلفة تعبيد كيلومتر واحد من الطرق الزراعية يصل إلى نحو 30 ألف دينار.
وأضاف أن الحل الآني المتاح حاليًا هو مسح الطريق بواسطة آليات “الإكرار دار” ،لتحسين الوصول بشكل مؤقت، مشددًا على ضرورة توجه الأهالي إلى البلدية المعنية لـ”ترسيم الطريق رسميًا”، ليتم إدراجها مستقبلاً ضمن مشاريع البنية التحتية.
بدوره، أكد رئيس بلدية الكفارات حسين حمزة عبيدات لـ”صدى الشعب” أن البلدية تعتبر من الداعمين الأساسيين للمزارعين في المنطقة، مشيرًا إلى أنه كأحد أبناء المنطقة على دراية كاملة بما يعانيه المزارعون والزوار في الوصول إلى منطقة أم البساتين التي تشتهر بجودة منتجاتها خاصة الرمان الذي يأتيه الزوار من كافة مناطق المملكة.
وأوضح عبيدات، أن البلدية تبذل جهودًا كبيرة لتسهيل الوصول إلى هذه المناطق الزراعية، لكن هناك العديد من القوانين والتشريعات التي تقيد قدرة البلديات على تقديم الحلول المناسبة. وقال: “نحن نعمل في إطار أنظمة وقوانين تحد من قدرتنا على تنفيذ مشاريع كبيرة، خاصة تلك التي تتعلق بتوسيع وتحسين الطرق الزراعية في مناطق خارج حدود التنظيم”.
وأضاف عبيدات، أن البلدية ستظل حريصة على دعم المزارعين لكنها تأمل في تسهيل الإجراءات القانونية، لتتمكن من تقديم حلول عملية تساهم في تحسين وضع الطرق الزراعية، وتيسير وصول الزوار إلى بساتين الرمان، مما ينعكس إيجابًا على قطاع السياحة الزراعية.
ختامًا،يأمل أهالي كفرسوم والمزارعون في بساتين الرمان أن تجد معاناتهم صدى لدى الجهات المعنية وأن يتم إدراج الطريق ضمن أولويات الحكومة لما تشكّله من أهمية اقتصادية وسياحية وزراعية.
فـ”أم البساتين” ليست فقط أرضًا مثمرة بل رمزٌ لهوية المنطقة وتراثهاوالمحافظة عليها تبدأ بطريق آمن ومعبد.
