العوران لـ”صدى الشعب”: موجات الغبار تهدد نمو المزروعات
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
تعيش المملكة في الأيام الأخيرة حالة من التأثيرات المناخية القاسية نتيجة لموجة غبار شديدة، حيث أظهرت صور الأقمار الاصطناعية التي قدمها مركز طقس العرب بالايام الماضية رصد موجات غبارية قادمة من شرق المملكة، مما يهدد بتأثيرات سلبية على البيئة والزراعة.
ومع استمرار تدني الرؤية الأفقية، بدأت هذه الموجات بالانتقال تدريجياً إلى المدن الرئيسية، بما فيها العاصمة عمان وبعض المناطق الشمالية.
وكانت إدارة الأرصاد الجوية قد حذرت في تقريرها من خطر تدني مدى الرؤية الأفقية بشكل كبير بسبب الغبار الكثيف في العديد من مناطق المملكة.
في ضوء هذه الظروف، حذر مدير عام اتحاد المزارعين المهندس محمود العوران من تداعيات هذه الموجات على القطاع الزراعي، مشيراً إلى تأثيرها السلبي على المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية.
وأكد العوران خلال حديثه لـ”صدى الشعب” أن الموسم الشتوي الحالي يعد من أصعب المواسم التي يمر بها القطاع الزراعي في السنوات الأخيرة.
وأشار إلى أن المملكة تشهد حالياً موجات من الغبار مع رياح شديدة في بعض المناطق، مما يزيد من تعقيد الوضع الزراعي.
وأوضح أن الموجات الغبارية الحالية تشكل تهديداً حقيقياً للمحاصيل الزراعية، حيث تسبب تدنياً في جودة الهواء وتأثيرات سلبية على النباتات في مراحل نموها الأولية.
وقال ان الوقت الحالي هو بداية مراحل نمو النبات، مما يجعلها عرضة لضعف النمو الخضري، حيث تتأثر عملية البناء في النبات، مما يعيق نموه بشكل سليم.
خسائر محتملة
كما أضاف أن هذه الظروف قد تؤدي إلى إصابة النباتات بعدد من المشاكل الصحية، مما يجعلها عرضة لبعض الحشرات الضارة مثل العناكب.
وفي السياق ذاته، أشار إلى أن الظروف المناخية الحالية تشكل بيئة خصبة لظهور العديد من أنواع الحشرات الضارة، التي قد تتسبب في تدهور المحاصيل الزراعية بشكل أسرع.
وطالب المزارعين بالاستفادة من هذه الظروف من خلال اتخاذ إجراءات وقائية فاعلة، مشدداً على ضرورة زيادة السياج حول المزارع لحماية النباتات من تأثيرات الغبار والرياح.
كما تناول التأثيرات المحتملة لهذه الموجات الغبارية على الثروة الحيوانية، مشيراً إلى أن الحيوانات، خاصة التي تعتمد على الرعي في المراعي، ستتأثر بشكل كبير نتيجة للظروف الجوية السائدة.
وأوصى بعدم السماح للحيوانات بالخروج إلى المراعي في هذه الفترة، مع ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية لحماية المواليد الصغيرة من التأثيرات السلبية التي قد تصيبها في مثل هذه الظروف.
وأضاف العوران أنه من المهم مراقبة الثروة الحيوانية بشكل دقيق خلال هذه الفترة، خاصة فيما يتعلق بالأمراض التنفسية التي قد تظهر نتيجة للغبار الكثيف.
أما بالنسبة للثروة النباتية، فقد طالب المزارعين برش جميع النباتات بالمياه، خاصة بعد انتهاء هذه الموجة الغبارية، للحفاظ على صحتها وتحسين نموها.
كما حذر من أن الإهمال في مثل هذه الحالات قد يؤدي إلى ضعف في النمو وضعف الأزهار، ما يتسبب في خسائر كبيرة للمزارعين.
وفيما يخص التأثيرات المباشرة للموجات الغبارية على الأشجار، أكد أن العديد من الأشجار لا تزال في مرحلة الأزهار، وهو ما يجعلها عرضة لمشاكل كبيرة تؤثر على إنتاجيتها.
وأضاف أن الرياح الشديدة والغبار يمكن أن يؤديان إلى تدني جودة المحاصيل الزراعية، خاصة إذا لم تتم متابعة المزارعين لأجراء عمليات الغسيل اللازمة للمزروعات، مما يفاقم من خطر الخسائر المحتملة.
وأكد على أن المزارعين يجب أن يتخذوا إجراءات احترازية في الوقت الحالي قبل فوات الأوان، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي تزداد حدتها في المملكة، داعياً إلى متابعة تطورات الوضع المناخي واتخاذ جميع التدابير اللازمة للحفاظ على المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية.
