صدى الشعب – كتبت م.ندى أبو عبده
بعد متابعة الخطى الملكية بفهم وتدبر، لفت انتباهي عمق الرسائل التي حملتها الموائد الرمضانية الملكية لهذا العام. لم تكن مجرد لقاءات إفطار، بل مشاهد تعكس أولويات القيادة الهاشمية وتؤكد على نهج يرسّخ قيم العائلة، وتمكين المرأة، ودعم الشباب، وترسيخ الثوابت الوطنية.
العائلة أولًا.. المائدة الملكية العائلية في عمّان
بداية، جاءت المائدة الملكية الأولى عائلية بامتياز، حيث جمعت جلالة الملك عبدالله الثاني وأسرته في أجواء خاصة ودافئة في عمّان. هذا المشهد لم يكن مجرد لقاء عائلي، بل رسالة واضحة تعكس أهمية العائلة باعتبارها اللبنة الأساسية للمجتمع، والقيمة التي تستند إليها أي عملية بناء ونهضة.
تمكين المرأة.. تكريم سيدات العقبة
في العقبة، المدينة التي تمثل نسيجًا متنوعًا يجمع أفرادًا من مختلف المحافظات والأصول، ترأست جلالة الملكة رانيا مأدبة إفطار جمعت نخبة من السيدات اللواتي تركن بصمات واضحة في مجالات مختلفة. اللافت في هذا اللقاء كان حديث جلالتها بفخر عن حفيدتها أمينة، التي وصفتها بـ”العقباوية”، مما يعزز الروابط بين الملكة كأم وجدة وبين سيدات العقبة. هذا التكريم لسيدات العقبة يُعتبر تكريمًا لكل سيدة تعيش في الأردن، ويؤكد على مكانة المرأة الأردنية ودورها المحوري في المجتمع.
الشباب.. مستقبل الوطن في صدارة الاهتمام
الشباب الأردني كان حاضرًا في المشهد الملكي الرمضاني عبر موائد خاصة جمعتهم بالقيادة. فقد استضاف سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني شباب “خطى الحسين”، أحد برامج مؤسسة ولي العهد المخصص لبناء القيادات الشبابية، في مأدبة جسّدت التزام سموه بتعزيز دور الشباب في قيادة المستقبل. كما نظمت جلالة الملكة رانيا مأدبة أخرى جمعت شبابًا أردنيين بارزين، حيث أكدت بفخر أن “ابن بلادي وبنت بلادي دائمًا رافعين رؤوسنا”، في إشارة إلى الثقة والاعتزاز بقدرات الشباب الأردني.
الدولة ومؤسساتها.. لقاء المسؤولية الوطنية
وعلى مستوى مؤسسات الدولة، أقام جلالة الملك عبدالله الثاني مأدبة إفطار في الديوان الملكي الهاشمي جمعت رؤساء السلطات وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين، إلى جانب ممثلي المؤسسات الإعلامية. هذا اللقاء حمل دلالة على أهمية الانسجام بين أركان الدولة، وترسيخ روح المسؤولية في إدارة شؤون الوطن.
القدس.. أولوية هاشمية راسخة
وفي مشهد يحمل دلالة عميقة، استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني في قصر الحسينية ممثلي مجلسي أوقاف وكنائس القدس وشخصيات مقدسية، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأقام على شرفهم مأدبة إفطار. كان هذا اللقاء بمثابة تأكيد جديد على أن القدس ستبقى دائمًا في صدارة الأولويات الأردنية الهاشمية، وأن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة ليست مجرد التزام سياسي، بل مسؤولية تاريخية متجذرة.
رسائل ملكية.. نهج وطني أؤمن به
بالنسبة لي، هذه الموائد لم تكن مجرد مناسبات رمضانية، بل تجسيد لنهج قيادي أفتخر بالانتماء إليه.
نهج يضع العائلة في القلب، والمرأة في الصدارة، والشباب في مقدمة المستقبل، والقدس في عمق الثوابت، والدولة بمؤسساتها في مركز المسؤولية.
إنه فكر هاشمي أصيل، أراه خارطة طريق، وأؤمن بأنه المسار الذي يجعل الأردن أقوى وأكثر تماسكًا، وطنًا يحتضن الجميع بقيادة تُدرك الأولويات وتعمل على ترسيخها بكل إخلاص وعزيمة