وجهت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية “حماس”، اليوم السبت، عدة رسائل خلال عملية الإفراج عن ثلاثة محتجزين إسرائيليين لديها في قطاع غزة.
فقد انتشر عناصر من كتائب القسام، في مدينة دير البلح وسط القطاع، استعداداً لعملية التسليم. وهذه هي المرة الأولى التي يُسلَّم فيها المحتجزون من هذه المنطقة التي قصفها جيش الاحتلال بكثافة، لكنه لم يدخلها خلال اجتياحه البري الذي شمل معظم مدن قطاع غزة ومناطقه. والمحتجزون الثلاثة هم: إلياهو داتسون يوسف شرابي، وأور إبراهم ليشها ليفي، وأوهاد بن عامي.
وخلال التحضير لعملية التسليم، حلّقت طائرات الاستطلاع الإسرائيلية، في خرق واضح للاتفاقيات التي توصلت إليها حركة حماس مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن امتنع جيش الاحتلال عن التزام البروتوكولات الإنسانية بموجب الصفقة، التي تضمنت إدخال مساعدات ومنازل متنقلة وخيام. وأظهرت مقاطع مصورة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مشاركة عناصر مصابين من كتائب القسام خلال مراسم التسليم.

ورفعت على منصة التسليم لافتة كبيرة كُتب عليها: “نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي”، باللغات الثلاث، العربية والعبرية والإنكليزية، بينما حملت صورة للعلم الفلسطيني إلى جانب “قبضة يد”. وجاء اختيار كتائب القسام لهذه العبارة “نحن اليوم التالي”، بعد أيام من أنباء تداولتها هيئة البث العبرية حول قبول إسرائيل بمغادرة جميع أو بعض قادة حركة حماس من قطاع غزة إلى دولة أخرى، في ضوء حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اقتراح لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن وأماكن أخرى من العالم.
وفي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، شهد موقع تسليم الأسرى انتشاراً مكثفاً غير مسبوق لعناصر كتائب القسام منذ اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية في 7 أكتوبر 2023، ضمن ترتيبات تسليم الدفعة الخامسة من الأسرى. فيما يواصل فلسطينيون توافدهم لموقع التسليم لحضور مراسم تسليم الأسرى للجنة الدولية للصليب الأحمر. وبالعادة، تشهد عمليات التسليم حضوراً شعبياً واسعاً، ما يعتبره مراقبون دعماً لـ”المقاومة الفلسطينية” في غزة.
ونشرت كتائب القسام عدداً من عناصرها، ملثمين ومسلحين ببنادق رشاشة، في ساحة بمدينة دير البلح وسط القطاع أمام منصة سيُطلَق الأسرى الإسرائيليون منها. كذلك انتشرت في محيط المنصة شاحنات بيضاء صغيرة، وعلى متنها مسلحون من “القسام” لتأمين عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين، في عملية بدت منظمة للغاية.
وزُينت المنصة بصور العديد من قادة الحركة الذين اغتالتهم إسرائيل خلال الحرب، من بينهم القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، ونائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، إلى جانب صورة رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، ورئيس الحركة بقطاع غزة يحيى السنوار، وأعضاء المجلس العسكري لكتائب القسام، مروان عيسى وأيمن نوفل وغازي أبو طماعة ورائد ثابت.
وكان من أبرز اللافتات التي وُضعت بعرض المنصة من جانبها السفلي صورة رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وهو يضع يده على خده داخل مثلث أحمر مقلوب ظهر طوال الحرب في فيديوهات حماس خلال استهداف الآليات الإسرائيلية وبجواره دبابات ومدرعات إسرائيلية مدمرة، فيما تتوسط اللافتة بالعبرية عبارة “النصر المطلق”. وكثيراً ما تعهد نتنياهو وعدد من الوزراء المتطرفين في حكومته بتحقيق “النصر المطلق” على حماس في غزة.






