السوالمة: الانتهاء من بنوك الأسئلة يحتاج لعامين
* بنوك الأسئلة ستشمل جميع الصفوف المدرسية
صدى الشعب – سليمان أبو خرمة
أكد، مستشار القياس والتقويم في المركز الوطني لتطوير المناهج الدكتور يوسف السوالمة، أهمية مفهوم بنك الأسئلة كأحد الأدوات الحديثة في تطوير أنظمة الامتحانات، مشيرًا إلى أن البنك هو قاعدة بيانات مبرمجة تحتوي على مجموعة ضخمة من الأسئلة المصممة بعناية فائقة لقياس المحتوى التعليمي بفعالية ودقة.
وأوضح السوالمة خلال حديثه لـ”صدى الشعب” أن هذه الأسئلة تخضع لمراحل متعددة من التدقيق، بدءًا من المراجعة العلمية، مرورًا بالمراجعة اللغوية، وانتهاءً بالتدقيق السايكومتري على يد متخصصين في القياس والتقويم، لضمان جودتها وملاءمتها للمعايير العالمية.
وأكد أن العملية لا تقتصر على التدقيق النظري فقط، بل تشمل أيضًا تجريب الأسئلة عمليًا على الطلاب داخل بيئة امتحانية حقيقية، حيث يجري تحليل نتائج هذه التجارب بدقة لدراسة خصائص كل سؤال ومدى توافقه مع المعايير المطلوبة.
وأوضح أنه استنادًا إلى هذه الاختبارات، يتم الاحتفاظ بالأسئلة التي تستوفي الشروط المعتمدة داخل البنك، في حين يتم استبعاد الأسئلة التي لا تحقق المعايير المحددة.
وأشار إلى أن بنك الأسئلة يشكل بنية تحتية متكاملة لإنشاء الامتحانات المستقبلية، حيث سيتم اختيار الأسئلة منه وفقًا لخصائص معروفة مسبقًا، مما يضمن إعداد امتحانات دقيقة وعادلة وسرية.
وأشار إلى أن وجود بنك أسئلة جاهز سيسهم بشكل كبير في تسهيل إعداد الامتحانات بسرعة وكفاءة، مما يساهم في تقليل التكاليف والجهود المطلوبة مقارنة بعملية إعداد الاختبارات التقليدية.
وأضاف أن وجود بنوك أسئلة متكاملة سيمكن من عقد عدة دورات امتحانية خلال العام الدراسي، ليس فقط لامتحان الثانوية العامة، ولكن لمختلف المراحل الدراسية.
وأوضح أنه من خلال ذلك، سيتمكن الطالب من التقدم للامتحان في الوقت الذي يناسبه، دون الحاجة إلى انتظار فترة امتحانات محددة، كما سيكون بإمكانه إجراء الامتحان بسرية تامة، مما يضمن عدم تعرضه لأي ضغط اجتماعي أو عائلي قد يؤثر على أدائه، الأمر الذي يساهم في تقليل التوتر والقلق الذي كان يعاني منه الطلاب في السابق.
وأكد أن بنك الأسئلة سيقضي تمامًا على مشكلة تسريب الأسئلة التي كانت تشكل تحديًا كبيرًا في السابق، حيث ستتمتع الامتحانات بمستوى عالٍ من الأمان والسرية.
وأوضح أنه سيتم ضمان تكافؤ نماذج الامتحانات المختلفة بالكامل، حيث سيتم تكوين النماذج بحسب المواصفات نفسها، مما يحول دون وجود أي فروق في مستوى الصعوبة بين النماذج، وبالتالي يعزز مبدأ العدالة بين جميع الطلاب.
وأضاف أن جميع الامتحانات المستقبلية ستخضع لعملية توحيد في المستوى، بحيث لا يكون هناك امتحانات توصف بأنها “صعبة” أو “سهلة”، بل ستكون جميعها متوازنة وفق معايير واضحة.
وأشار إلى أن بناء بنك الأسئلة ليس عملية يمكن إنجازها في يوم وليلة، بل تتطلب سنوات من العمل المنهجي، موضحا أن المركز الوطني لتطوير المناهج بدأ بالفعل في تنفيذ المرحلة الأولى من بناء البنك، التي تعتمد على وضع “جداول مواصفات” دقيقة للامتحانات، وهي بمثابة الخطة الأساسية التي ستُنفذ على مدار الأشهر والسنوات القادمة.
ولفت إلى أنه وفقًا للممارسات العالمية، يستغرق بناء بنك الأسئلة فترة تتراوح بين عامين إلى عامين ونصف، مشيرًا إلى أن المركز بدأ فعليًا في إعداد بنوك أسئلة لمواد الصف الأول الثانوي، والتي تشمل اللغة العربية، اللغة الإنجليزية، التربية الإسلامية، وتاريخ الأردن، مؤكداً على أن العمل مستمر على تطوير بنوك أسئلة لبقية المواد، على أن يتم تنفيذ هذه الخطوة في الوقت المناسب.
وشدد على أن بنك الأسئلة لا يقتصر فقط على امتحانات الثانوية العامة، بل يمتد ليشمل جميع التقييمات في النظام التعليمي الأردني، سواء على مستوى المدارس أو الاختبارات الوطنية، مما يسهم في تحسين جودة التقييم التعليمي بشكل عام.
وأكد أن المرحلة الأولى قد انطلقت بالفعل، مع التركيز على امتحانات الثانوية العامة، ولا سيما في الصف الأول الثانوي، مشيرًا إلى أن جميع المراحل الأخرى ستتم تغطيتها مستقبلاً.
