صدى الشعب _أسيل جمال الطراونة
في سن الخامسة عشرة، بدأت رحلتها مع الألم والتحدي كانت طالبة مجتهدة تحلم بالنجاح والتفوق، لكنها بدأت تعاني من أعراض غامضة من التعب والخمول، مما اضطرها لقضاء وقت طويل بين الفحوص والمستشفيات ولكنها وعلى الرغم من ذلك لم تدع هذه المعاناة تعيق حلمها، فقد اجتهدت وحصلت على تقدير ممتاز في جميع صفوفها الدراسية، بفضل دعم عائلتها وإصرارها .
تقول منى اللوباني لـ “صدى الشعب” إنها في الثامنة عشرة من عمرها، كشف الأطباء أنها مصابة بمرض التصلب اللويحي المتعدد (MS)، وهو مرض يؤثر على الجهاز العصبي لم يكن هذا التشخيص نهاية الطريق، بل كان بداية رحلة جديدة من التحدي، حيث أكملت دراستها الجامعية وتخرجت من جامعة اليرموك بتخصص التصميم الداخلي وبدرجة جيد جداً .
وبعد تخرجها بدأت العمل وحققت نجاحًا على مدار ثلاث سنوات ونصف السنة، لكن حالتها الصحية تدهورت تدريجيا، واضطرت لاستخدام العكاز ثم الكرسي المتحرك، ورغم اجتهادها في العمل، رفض صاحب العمل استمرارها بسبب حالتها الصحية، مما سبب لها صدمة كبيرة. ومع محاولات متكررة للبحث عن وظيفة جديدة.
واجهت صعوبة في إيجاد فرصة مناسبة، مما زاد من سوء حالتها النفسية والجسدية وأدخلها في حالة من الاكتئاب والخجل من مواجهة المجتمع .
وحول نقطة التحول التي حصلت في حياتها وإعادة بناء الذات تقول اللوباني أنها لم تستسلم طويلا، فقد جاء التحول عندما بدأت جلسات العلاج الطبيعي وتعرفت على جمعية النهضة للتحديات الحركية، وانضمت إلى الجمعية بدعوة من صديقة، وهناك استعادتها ثقتها بنفسها وروحها الجميلة بدعم من عائلتها وزملائها في الجمعية، وخاصة الأستاذ كمال طوالبة ونهاية ردايدة، تحولت إلى شخصية قيادية تحمل رسالة الأمل.
وتقول منى من خلال مشاركاتها في ندوات ومؤتمرات لدعم المرأة والأشخاص ذوي الإعاقة، أصبحت عضواً نشطاً في الجمعية، وتم تعيينها أمينة سر لجنة التأهيل المجتمعي، حيث عملت على نشر الوعي ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكدة أن الإعاقة الحقيقية تكمن في الفكر وليس في الجسد.
وتتابع منى اللوباني القول، نحن الأمل، ليس كل من جلس على كرسي متحرك معاقا، فالإعاقة الحقيقية هي في التفكير والضمير كن قويا ولا تتردد، فالإرادة تصنع المستحيل.
قصتها ليست مجرد حكاية تحدٍ شخصي، بل رسالة لكل من يواجه عقبات في الحياة الإرادة والإيمان يمكنهما تحويل الألم إلى قوة، واليأس إلى أمل، والمستحيل إلى واقع.