صدى الشعب_أسيل جمال الطراونة
القراءة نافذة تطل بنا على عوالم لا حصر لها، وأداة تفتح بها أبواب المعرفة وتبنى بها جسور الفكر والإبداع كما أنها ليست مجرد هواية أو وسيلة للتسلية، بل هي أساس تطور المجتمعات وتنمية الأفراد والقراءة تغذي العقول، تصقل المهارات، وتعمق الفهم لما يحيط بنا من قضايا وحضارات في عصر تتسارع فيه التكنولوجيا ويتوسع فيه نطاق المعلومات تظل القراءة الوسيلة الأهم للحفاظ على هويتنا الثقافية، وتطوير ذواتنا ومواكبة تطورات العصر .
ويقول الدكتور محمد ياغان من الجامعة الألمانية الاردنية لـ “صدى الشعب” إن القراءة تعزز التفكير النقدي من خلال تحليل المعلومات وتقييم وجهات النظر المختلفة، وتطوير مهارات حل المشكلات، كما تعزز التفكير الإبداعي عن طريق توسيع الخيال، والتعرض لأفكار جديدة، وتحفيز الإلهام، ايضاً القراءة لها دور كبير في تحسين الصحة النفسية، من خلال تخفيف التوتر والقلق، وتحسين المزاج وتقوية الذاكرة والتركيز، وتعزيز الثقة بالنفس، ومحاربة الشعور بالوحدة، كما أنه من الضروري تشجيع الشباب على القراءة من خلال المسابقات ومن خلال توجيه المؤثرات إلى الحديث عن القراءة وتحدي النشر بذلك .
وأضاف ياغان، أن القراءة لها دور كبير باللغة العربية من خلال الحفاظ على الهوية الثقافية عن طريق نقل التراث، فهي تحفظ وتنقل الأدب والتاريخ والقيم من جيل لآخر، وتعزيز الانتماء، وتقوي الشعور بالارتباط بالثقافة العربية وتاريخها، والتواصل بين الأجيال، وتمكن الأجيال الحالية من فهم الماضي والتواصل مع الأجيال السابقة ومواجهة التحديات تحصن الأفراد ضد التأثيرات الثقافية السلبية في عصر العولمة والفخر باللغة، تنمي الاعتزاز باللغة العربية وتراثها الغني . وتعد القراءة مفتاحا أساسيًا لبناء الفرد الواعي والمجتمع المثقف، فهي ليست مجرد وسيلة للتعلم والمعرفة، بل هي نافذة تفتح على عوالم متنوعة تثري الفكر وتوسع الآفاق، حيث تلعب القراءة دورا محوريا في تعزيز الهوية الثقافية، وتحفيز الإبداع، وبناء جسور التواصل بين الحضارات، ولذلك ، فإن تشجيع القراءة وجعلها جزءا من حياتنا اليومية يعد استثمارًا في مستقبل أفضل وأكثر إشراقا للأفراد والمجتمعات على حد سواء .