صدى الشعب – أسيل جمال الطراونة
في مشهد يعبق برائحة التراث الأردني، تبرز لادياس سرور كقاصة وحرفية وفنانة نجحت في دمج الجمال الفني مع عراقة الإرث الوطني .
سرور، تحدثت لـ”صدى الشعب، كيف أضاءت إبداعاتها الساحة السياحية عبر قطع فنية مميزة من الخزف والفخار، التي تحولها بلمساتها الإبداعية إلى تحف تراثية تتحدث بلغة الماضي بروح الحاضر، وتوضح بأن رؤيتها بالمستقبل، هو أن توصل الإرث الوطني والتراثي وتكون بصمة أردنية تعكس التراث على الصعيد السياحي والداخلي .
تقول لادياس ، انها بدأت رحلتها الفنية عام ۲۰۱٥ من داخل البيت الأدبي للثقافة والفنون، الذي يديره القاص أحمد أبو حليوة، وحيث انطلقت هناك نحو آفاق أوسع، وجمعت بين فن الحرفة اليدوية والتصميم الداخلي، لتبرز أعمالها في ديكورات الفنادق السياحية بوادي رم والبتراء، حيث تلقت إشادة كبيرة من السياح لما تحمله من بصمة أردنية أصيلة .
وبين التراث والإبداع، تتميز أعمال لادياس بإبداعها في توظيف الأقمشة المطرزة والبسط الأردنية التقليدية مع الفخار، حيث تطبع المعالم الأثرية الأردنية على الخيش والأقمشة لتزين القطع وتروي حكاية وطن، مثلما تؤكد لادياس بأنها تعيد تصميم جرات الماء الفخارية القديمة لتسليط الضوء على فوائدها الصحية واستخداماتها التقليدية، مؤكدة على قيمة الإرث الثقافي في حياتنا المعاصرة.
وفي ورشتها بمنطقة ماركا الجنوبية من الفن إلى التمكين، لم تقتصر لادياس على إنتاج التحف الفنية فقط، بل ساهمت أيضا في تدريب وتشغيل سيدات وأبناء المنطقة، لتتحول أعمالها إلى مصدر دخل يعزز الاستقرار الاقتصادي للأسر، وتقول سرور: الفن ليس مجرد هواية، بل وسيلة لإحداث تغيير إيجابي ومشاركة المجتمع في قصص النجاح. ولا تخشى لادياس كسر القوالب التقليدية، إذ تمزج بين فن الفلوغرافي والتشكيل اليدوي، حيث تستخدم الخيط والمسمار لرسم لوحات تنبض بالحياة، تأسر العين وتثير التساؤل، كما تطور القصة القصيرة جدًا، حيث تدمج بين السرد والمشهد السينمائي، لتخلق تجربة حسية متكاملة تتفاعل مع القارئ والمشاهد بأن واحد. وتلخص لادياس رؤيتها بقولها: أنا غيمة تحمل العطاء أسعى دائما للخروج عن المألوف وتقديم ما هو جديد وخلاق”. وبين الابتكار والحفاظ على التراث تواصل سرور ترك بصمتها على المشهد الثقافي والسياحي في الأردن لتثبت أن الفن والإبداع قادران على أن يكونا جسرا يصل الماضي بالحاضر والمجتمع بأحلام المستقبل .