صدى الشعب _أسيل جمال الطراونة
قال خبراء إن الفنون تسهم في تعزيز الهوية الوطنية وتعتبر بجميع أشكالها مرأة تعكس ثقافة الشعوب وتاريخها، فهي ليست مجرد وسيلة للتعبير الإبداعي. بل تمثل جسرا يربط بين الأجيال وينقل القيم والتراث. وتعمل كذلك على إبراز العناصر الثقافية التي تميز كل مجتمع مثل الموسيقى والأدب والعمارة، والفنون التشكيلي.
وأضافوا في أحاديثهم لـ “صدى الشعب” أن الفنون تسهم كذلك على غرس الفخر والانتماء الوطني إذ تروي قصصاً عن الإنجازات والتحديات التي شكلت مسيرة الأمة.
علاوة على ذلك، تعد الفنون وسيلة فعالة لتعزيز الحوار بين الثقافات. مما يظهر للعالم تفرد الهوية الوطنية وغناها.
وأكد حسين دغيمات مدير معهد الفنون الجميلة في حديثه لـ “صدى الشعب”، أن الفنون تلعب دوراً محورياص في تعزيز الانتماء والهوية الوطنية من خلال قدرتها على التعبير عن القيم الثقافية والاجتماعية والتراثية للمجتمع، لافتاً دغيمات أن هذا الدور يتحقق من خلال الحفاظ على التراث الثقافي وتوثيق التراث الشعبي ونشره واستلهام عناصر من الماضي لتسليط الضوء على التاريخ الوطني.
وأشار دغيمات إلى أن الفنون. بمختلف أشكالها تمثل جسراً بين الأجيال يعزز مشاعر الفخر والاعتزاز بالوطن، سواء عبر الحرف اليدوية. والموسيقى والغناء التقليدي. والرقصات الفلكلورية أو الحكايات الشعبية، حيث أن الأعمال الفنية التي تبرز إنجازات الدولة وتاريخها تسهم في تعزيز الوحدة الوطنية من خلال الجمع بين مكونات المجتمع المختلفة ضمن أعمال فنية مشتركة.
وبين دغيمات أهمية تقديم رموز وطنية مثل الأعلام الشخصيات التاريخية والأماكن الأثرية ضمن الفنون البصرية والمسرح والأفلام، المعالجة القضايا الوطنية والاجتماعية بأسلوب إبداعي يحفز النقاش وينشر الرسائل الإيجابية، مشدداً على ضرورة تصدير الثقافة الوطنية إلى العالم عبر المهرجانات الفنية الدولية،الأفلام والمعارض، مما يعزز من مكانة الهوية الوطنية على الساحة الدولية.
وفيما يتعلق بتعزيز دور الفنون على المستوى المحلي، دعا دغيمات إلى إدخال الفنون ضمن المناهج التعليمية لتعريف الأجيال الصاعدة بتراثهم الوطني، وتنظيم ورش عمل وأنشطة التعلم الحرف والفنون التقليدية، داعياً إلى إنتاج الأغاني الوطنية التي تلهم مشاعر الفخر والانتماء للوطن، بهدف تعزيز الهوية الوطنية وترسيخها في نفوس الأجيال الجديدة.
واختتم دغيمات حديثه بالتأكيد على أن الفنون ليست مجرد وسيلة للتعبير الإبداعي، بل هي أداة أساسية لبناء مجتمع متماسك يعتز بهويته الوطنية ويسعى للحفاظ عليها.
بدوره، أكد الدكتور محمد العفان رئيس قسم الدراما في جامعة اليرموك
خلال حديثه لـ”صدى الشعب ” أهمية الفنون بمختلف أشكالها في تعزيز الهوية الوطنية، مشيراً إلى أن هذا النهج ليس جديداً على الساحة العالمية، ففي الولايات المتحدة الأميركية يلعب الفن دورا محوريا في ترسيخ قيمها السياسية والثقافية.
وأوضح الدكتور العفان، أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنشأت مكتب ارتباط خاصا لدعم صناع الأفلام لوجستياً من خلال توفير المعدات العسكرية والجنود شريطة أن تخدم الأفلام السياسة الأمريكية ،وتبرز صورة “البطل المنقذ”، كجزء من الهوية الأمريكية.
أما في العالم العربي، فقد أدركت الدول أهمية الفنون كأداة فعالة لتعزيز الهوية الوطنية، مستشهداً بدور المسرح والغناء في دعم القضايا الوطنية، مثل حملات أم كلثوم لدعم المجهود الحربي المصري، والتي جسدت ارتباط الفنون بالانتماء الوطني.
وعند الانتقال إلى الأردن أشار الدكتور العفان إلى أن الدراما الأردنية قدمت أعمالا وثقت مراحل مهمة من تاريخ البلاد، ومن أبرزها مسلسل وجه الزمان الذي عرض حقبة تاريخية مليئة بالتراث الأردني الأصيل، وقدم العادات والتقاليد التي تسهم في نقل الهوية الوطنية للأجيال القادمة.
وأوضح الدكتور العفان، أن الهوية الوطنية تشكلت عبر مجموعة من المكونات التي تميز كل مجتمع عن غيره، تماماً كما تميز الهوية الشخصية.
الأفراد من خلال أسمائهم وتواريخ ميلادهم وصفاتهم الخاصة، وأضاف:
عاداتنا وتقاليدنا وتاريخنا هي الأساس الذي يشكل هويتنا الأردنية التي تميزنا عن الآخرين، والفن هو الوسيلة الأبرز لإبراز هذه الهوية وترسيخها، وضمان عدم اندثارها قدر الإمكان”
وأكد الدكتور العفان في ختام حديثه على ضرورة تعزيز الدعم الحكومي والخاص للإنتاج الفني في الأردن الضمان استمرارية نقل التراث والهوية الوطنية للأجيال القادمة، خاصة في ظل التطور التكنولوجي والهيمنة الثقافية العالمية التي قد تهدد الخصوصيات الثقافية للشعوب.