صدى الشعب – كشف عمليان في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) تفاصيل جديدة عن كيفية التخطيط لاستهداف مقاتلي “حزب الله” اللبناني، عن طريق تفخيخ الآلاف من أجهزة النداء الآلي المعروفة بـ”البيجر”، وتفجيرها في أيلول الماضي.
وخلال مقابلة مع البرنامج الأمريكي “60 دقيقة” على شبكة “CBS News“، كشف عميلا الموساد اللذين أدارا العملية، أن التخطيط لاستهداف “حزب الله” بتفخيخ أجهزة الاتصال بدأ قبل 10 سنوات، عبر تفخيخ أجهزة الاتصال اللاسلكية المعروفة بـ”ووكي توكي”.
وقال العميلان اللذان ظهرا ملثمين وأشارت لهما القناة بأسماء مستعارة، إن تفخيخ بطاريات الأجهزة جرى في منشأة للموساد بإسرائيل، وأشارا إلى أن المخابرات الإسرائيلية أنشأت مجموعة معقدة من الشركات الوهمية دوليًا، لتطوير وتوزيع الأجهزة.
وأوضحا أن “حزب الله” اشترى أكثر من 16 ألفًا من تلك الأجهزة المفخخة بسعر جيد، وأن بعض تلك الأجهزة استخدمت ضد عناصر الحزب يوم 18 أيلول الماضي، مشيرين إلى أن السعر لم يكن منخفضًا جدًا حتى لا يثير الريبة لدى الحزب.
وقال أحد العميلين إن الموساد علم أن “حزب الله” يريد شراء أجهزة اتصال من شركة “غولد أبولو” في تايوان.
وكانت أجهزة الاتصال التي تنتجها “غولد أبولو” أنيقة ولامعة ويمكن وضعها في الجيب، لكنها لم تكن تتناسب مع خطة الموساد الذي يريد أجهزة اتصال أكبر حجمًا ليتمكن من وضع المتفجرات داخلها، لذلك بدأ عام 2022 في تطوير أجهزة استدعاء مفخخة وأكبر حجمًا.
وتحدث عن مشاكل خلال تطوير الأجهزة المفخخة، تتعلق بحجمها الكبير ووزنها الثقيل، ومخاوف بشأن إقناع “حزب الله” بشرائها، ولفت إلى نقاش دار بينه ورئيس الموساد، ديفيد برنيع، بهذا الشأن.
روّج الموساد للأجهزة التي عمل على تطويرها في وقت لاحق من خلال إعلانات مزيفة على موقع “يوتيوب”، حيث جرى الترويج لمزاياه، ووصفها بأنها قوية ومقاومة للغبار والماء، إضافة إلى عمر بطاريتها الطويل.
وقال العميل الذي أشارت إليه “CBS” باسم غابرييل، “لقد أصبح أفضل منتج في مجال أجهزة النداء في العالم”، مضيفًا أن الترويج لجهاز الاستدعاء جعل بعض الناس خارج “حزب الله” يرغبون في شرائه.
وأوضح أن الموساد أنشأ شركة وهمية في المجر لخداع شركة “غولد أبولو” للعمل معها لتصنيع الأجهزة، التي تم تصنيعها كليًا من قبل المخابرات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الموساد قام بتعيين “وكيلة المبيعات” في الشركة الوهمية لتسويق الأجهزة المطورة.
كانت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، قالت إن إسرائيل زرعت كميات صغيرة من المتفجرات داخل الأجهزة التي اشتراها “حزب الله”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وآخرين مطلعين على العملية، أن المتفجرات أخفيت بجوار البطارية في كل جهاز، وضُمنت مفاتيح يمكن تفعيلها من أجل التفجير عن بعد.
وأضافت أن وزن المتفجرات تراوح بين أونصة واثنتين (حوالي 28 إلى 57 غرامًا)، وبدأت الانفجارات بعد إرسال رسالة إلى الأجهزة بدت وكأنها من قيادة الحزب، وهو ما فعّل الشحنة المتفجرة.
وقال ميكو هيبونين، وهو متخصص في الأبحاث بشركة البرمجيات “WithSecure” ومستشار الجرائم الإلكترونية في “اليوروبول”، إنه “من المرجح أن تكون هذه الأجهزة قد تم تعديلها بطريقة ما للتسبب في هذا النوع من الانفجارات”، في إشارة إلى أن حجم وقوة الانفجار لم يكن بسبب البطارية فقط، وفق “نيويورك تايمز”.
في 10 من تشرين الثاني الماضي، أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للمرة الأولى بأن إسرائيل كانت وراء الهجمات بأجهزة النداء واللاسلكي ضد “حزب الله” في أيلول الماضي.
وضربت لبنان موجتا انفجار لأجهزة اتصال لاسلكية يحملها عناصر “حزب الله”، الأولى في 17 أيلول الماضي، وكانت من نوع “Pager”، والثانية، في 18 أيلول الماضي، من نوع “Icom”.
وأسفر الهجمات عن مقتل 37 شخصًا وإصابة 2931 آخرين، وفق بيانات وزارة الصحة اللبنانية.