الجوابرة لـ(صدى الشعب) للمدرسة والمرشدة التربوية الدور الكبير للتخفيف من ظاهرة التمييز بين الطلاب
صدى الشعب _أسيل جمال الطراونة
التمييز بين الطلاب ظاهرة سلبية تنشأ في المدارس وتزايدت في الأونة الاخيرة، وهي حالة من عدم المساواة من قبل المعلمين في المعاملة بين الطلاب وإساءة المعاملة لبعضهم لأسباب معينة، قد يكون منها بسبب اللون او الجنس أو القدرات وغيرها من الأسباب ويعد التمييز في المدارس من الأساليب المنفرة للطالب والتي قد تؤثر على الطالب ونفسيته بشكل كبير.
وتقول الطالبة فرح اسماعيل لـ “صدى الشعب” وهي طالبة في المرحلة الثانوية عن تجربتها في التمييز من قبل المعلمين وأنها واجهت الكثير من المعاناة في المرحلة الابتدائية من التمييز من المعلمين كونها من الجنسية الأجنبية، الأمر الذي اثر بشكل كبير في مسيرتها الدراسية ما ادى إلى تدني مستوى تحصيلها الدراسي وباتت تشعر بأنه لا فائدة من متابعة الدراسة والتعب لأن النتيجة محسومة من قبل المعلم الذي يمارس التمييز ضدي ثقتي بنفسي بدأت بالانحدار، وتؤكد بانها أصبحت غير قادرة على التعبير أو الشرح وتشعر بالحرج والخجل والذي تتمنى أن ينتهي بأي طريقة منذ زمن وهو مستمر وهي تتمنى بأن لا يشعر الأجيال القادمة بما شعرت به أو يؤثر عليهم، كما أثر عليها .
بدورها تقول اخصائية علم النفس التربوي الدكتورة نورا الجوابرة لـ “صدى الشعب” إن التمييز من قبل المعلمين بين الطلاب قد تكون الأسباب عديدة منها قد تكون بسبب امتلاك الطالب صفات إيجابية يتمتع بها مثل الأداء الأكاديمي، فإن تفوق الطالب في الدراسة والاختبارات واجتهاده الواضح وحله للواجبات بشكل مميز بالإضافة المشاركته الفعالة في الصف وإظهار فهم عميق للمادة، وهناك طلبة يظهرون السلوك الإيجابي مثل الاحترام للمعلم وزملائه والانضباط والتزامه بالقواعد المدرسية، كما أن امتلاكه مهارات قيادية أو تأثير إيجابي يجعله محل أنظار المعلميه وإن بعض المهارات الشخصية أيضا مثل قدراته الإبداعية أو الفنية مثل الرسم أو الكتابة أو الخطابة ومواهبه الرياضية أو مشاركاته في الأنشطة اللاصفية وقدرته على حل المشكلات أو التفكير النقدي.
وبحسب الدكتورة الجوابرة هناك تعاطف للمعلم مع الطالب بسبب ظروف خاصة ومنها الظروف الأسرية أو الصحية أو بعض الظروف الخاصة، مثل دعم المعلم الطالب يواجه صعوبات معينة مثل صعوبة التعلم أو التحديات النفسية. معرفة المعلم بظروف الطالب الخاصة التي تستدعي اهتماما إضافي، مشيرة أنه ليس كل تمييز سلبي، أحيانا يكون من نواحي إنسانية وبالمقابل قد يحدث تمييز بسبب تحيزات مقصودة، مثل إعجاب المعلم بشخصية الطالب أو طريقته في التعامل معه و العلاقات الشخصية أو خلفيته الاجتماعية أو الاقتصادية . كما وأشارت الجوابرة إلى أضرار وتأثير التمييز بين الطلاب في المدارس ويعد تأثير التمييز بين الطلاب تأثيره سلبي على جميع جوانب الحياة، ومن أهم الآثار السلبية على الطلاب الأثر النفسي الذي يولده التمييز من الشعور بالدونية أو الإحباط لدى الطلاب الذين يتم تمييزهم بشكل سلبي وفقدان الثقة بالنفس وتولد شعور الكراهية بين الطلاب ويؤثر على السلوك.
كما أن له تأثير على الجانب الأكاديمي، مثل انخفاض التحصيل الدراسي بسبب فقدان الدافع للتعلم وعدم تقبله للمعلم والمادة كما أن عدم تقدير قدرات الطالب واستثمارها بالشكل الصحيح يؤدي إلى تراجع تحصيله الدراسي وتابعت أن من أهم الآثار السلبية على الطلبة الأثر الاجتماعي من ضعف العلاقات بين الطلاب نتيجة تعزيز التمييز من قبل المعلمين وبالتالي صعوبة في بناء علاقات صحية في المستقبل وتطور شعور دائم بالظلم والتمرد. كما ذكرت الجوابرة خلال نصائح للطلاب والأهالي المواجهة التمييز في المدارس يجب طلب الدعم النفسي من الأصدقاء أو أفراد العائلة للتعبير عن مشاعرهم أو المرشد التربوي أو معلم قريب من الطالب والتحدث مع المعلم والتعبير عن المشكلة بشكل واضح، مثلما وجهت النصحية للأهالي بأنه يجب على الأهل تقديم الدعم النفسي للطفل من خلال تعزيز ثقته بنفسه والاعتراف بإنجازاته وتعليم الطفل كيفية التعامل مع المواقف السلبية، بالاضافة إلى التحدث مع إدارة المدرسة أو المعلم المعالجة التمييز بطريقة بناءة.
واوضحت الجوابرة كيفية التعامل الصحيح من قبل الأهالي لإحتواء الطفل بالطريقة الصحيحة ومنها الاستماع الفعال حيث يجب الإصغاء لمشاعر الطفل ومشكلاته دون التقليل من شأنها، بالاضافة إلى تشجيع الطفل على التعبير عما يزعجه، وتعزيز الثقة بالنفس ومدح جهود الطفل بدلا من التركيز على النتائج فقط..
كما واشارت إلى أنه يجب تذكير الطفل بقيمته وبأن الاختلافات بين الأفراد أمر طبيعي، بالاضافة إلى إشراك الطفل في أنشطة إيجابية: من خلال تسجيله في أنشطة أو هوايات يحبها لتعزيز إحساسه بالإنجاز، وانه في حالات معينة يجب التواصل مع المدرسة حيث يجب على الأهالي بناء علاقة إيجابية مع المعلمين وإدارة المدرسة الضمان معالجة أي تمييز، وايضا التعاون مع المدرسة لتعزيز بيئة شاملة ومحترمة لجميع الطلاب بالاضافة الى توفير القدوة الجيدة، كما ويجب تجنب ممارسة أي نوع من التمييز في المنزل حتى لا يتأثر الطفل به وتعليم الطفل قيم الاحترام والمساواة.
كما واشارت الجوابرة إلى أن التعامل الصحيح يبدأ من فهم تأثير التمييز ودعم الطفل نفسيا واجتماعيا مع التواصل البناء مع المدرسة لضمان بيئة عادلة ومحفزة للجميع.
كما وتوجه الجوابرة رسالة الى زميلاتيها وزملائها من المعلمين والمعلمات في الميدان التربوي، وتقول “أنتم القدوة والنموذج الذي يتطلع إليه الطلاب يوميا، والكلمة التي تخرج منكم قد تصنع فارقا عظيما في حياتهم، تذكروا دائما أن التمييز بين الطلاب، سواء كان بقصد أو دون قصد، يمكن أن يترك أثرا عميقا في نفوسهم، عندما تميزون بين طالب وآخر بناء على الأداء السلوك أو أي عامل آخر، قد يشعر بعض الطلاب بالإحباط أو الظلم، وهذا قد يؤثر على تقديرهم لذواتهم وثقتهم بأنفسهم .