صدى الشعب – كتب د.ماجد الخضري
السؤال المطروح بكثرة هذه الايام هو هل تتكرر تجربة العراق وليبيا والسودان واليمن في سوريا وهل تنزلق سوريا الى عملية فوضى شاملة .
أم إن ما يجرى في سوريا سيكون اقرب الى التجربة المصرية حيث تم إزاحة الرئيس المصري حسني مبارك واجراء انتخابات حرة ونزيهة فاز فيه الرئيس محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين وبعد ذلك جرى الانقلاب عليه من خلال الجيش برئاسة محمد السيسي و الرئيس الاخواني المنتخب لم تتعدى فترة حكمه عاما واحدا .
واعتقد ان التجربة السورية تحتاج بضعة اسابيع للحكم عليها ولكن كل المؤشرات تؤكد ان ما جرى ويجري حاليا في سوريا هو اقرب الى التجربة المصرية والتونسية.
حيث ان ما جرى هو انقلاب على الرئيس بشار الاسد تم الاتفاق عليه ما بين الثوار والدول الكبرى التي تتحكم في المشهد السوري وهي امريكا وروسيا وتركيا وايران حيث تم الاتفاق على ان يترك الرئيس بشار الاسد الحكم مقابل إعطائه وعائلته حق اللجوء الانساني في روسيا .
لذلك تختلف تجربة سوريا عن تجربة العراق لاعتبارات كثيرة منها ان سوريا على حدود إسرائيل لذلك تهدف امريكا لعدم دخولها الفوضى خوفا من ان يؤثر ذلك على امن واستقرار الدولة العبرية حيث تعمل امريكا جاهدة على تامين المنطقة المحيطة باسرائيل والتي سميت باسم دول الطوق بحيث تكون هذه الدول دول مستقرة حتى لا تتأثر اسرائيل بما يجري فيها .
لذلك نلاحظ ان الدول المحيطة باسرائيل هي دول مستقرة الى حد ما ومن هنا جاء شكل التغيير في مصر مختلفا عن التغيير في الدول الاخرى فإسرائيل وأمريكا يهمها إضعاف كل الدول العربية وتدميرها و يهمها ان تبقى الدول المحيطة باسرائيل دول مستقرة حتى لا يتم عمليات تهريب منها الى اسرائيل وزعزعة الامن والاستقرار في الدولة العبرية .
فالتجرية السورية ستكون تحت سيطرة امريكا وتركيا وقد ظهر التدخل الواضح في الحياة اليومية السورية من خلال ضرب بعض معاقل الاكراد والتحكم في المناطق التي يسيطرون عليها وتوجيه النظام الجديد في دمشق من قبل تركيا وامريكا .