صدى الشعب _أسيل جمال الطراونة
تؤثر اضطرابات المزاج على الإنسان وعلى نفسيته، مثل الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب خاصة على الأشخاص العاطفيين فما هي اسباب اضطرابات المزاج وما هي انواعه .
ويقول الدكتور حسين الطراونة مستشار علم النفس الارشادي لـ “صدى الشعب” إن أسباب اضطرابات المزاج، غالبا ما تكون أسباب معقدة ويمكن أن تكون ناجمة عن تفاعل عدد من العوامل، تشمل الاستعداد الوراثي، حيث يكون الأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من اضطرابات المزاج أكثر عرضة للإصابة بهذه الاضطرابات لافتا أنه قد تؤثر العوامل الوراثية على التركيب البيولوجي للفرد وقد تهيئ لاضطرابات المزاج بسبب تأثيراتها على الصحة النفسية، خاصة وأن الأبحاث تظهر أن المكونات الوراثية تلعب دوراً مهما في تكوين هذه الاضطرابات.
وحول اختلال التوازن الكيميائي، واختلال توازن المواد الكيميائية في الدماغ واضطرابات المزاج، قال الدكتور الطراونه، إنه يمكن أن تؤثر مستويات الناقلات العصبية، مثل السيروتونين والدوبامين والنور أدرينالين على الحالة المزاجية ويساهم عدم توازن هذه المواد الكيميائية في الإصابة بالاكتئاب والقلق واضطرابات المزاج الأخرى، وعلى سبيل المثال، قد يتجلى انخفاض مستويات السيروتونين في أعراض الاكتئاب لدى الأفراد.
وأشار الطراونه إلى أن العوامل البيئية يمكن أن تكون أحداث الحياة المجهدة أو الصدمات النفسية أو الخسائر محفزات لاضطرابات المزاج ويمكن أن تؤثر المواقف العصيبة أو التجارب الصادمة أو الضغوط البيئية سلبا على الصحة النفسية، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي الافتقار إلى الدعم الاجتماعي إلى صعوبة تعامل الأفراد مع هذه العمليات الصعبة والتأثير سلباً على الحالة النفسية.
وبين الطراونه، أن العوامل النفسية وتفكير الشخص ومعتقداته وآليات التأقلم تلعب دورا في تطور اضطرابات المزاج، ويمكن أن تؤثر أنماط التفكير السلبية سلبا على الحالة المزاجية للشخص، والأفراد غير القادرين على التعامل مع الصعوبات العاطفية معرضون لخطر الإصابة باضطرابات المزاج، وعلى وجه الخصوص، يمكن أن تؤثر حالات مثل القلق المستمر وانخفاض تقدير الذات سلبا على الصحة العاطفية. وفيما يتعلق بالفرق بين الاكتئاب واضطراب ثنائي القطب، قال الدكتور الطراونه، إن الشخص المصاب بالاكتئاب، يشعر بالحزن والقلق بصورة مستمرة، أما الشخص المصاب باضطراب ثنائي القطب، فأنه من المرجح أن يتعرض لتقلبات مزاجية شديدة، والتي تتراوح المشاعر بين الحزن الشديد أو سوء المزاج والسعادة الغامرة وأنها تتقلب باستمرار بين كل حالة مزاجية، وحسب الدراسات فإنها تنتشر أكثر بين النساء، وأن الانتحار تعتبر احد الملامح خطرا على أحد المصابين باضطرابات المزاج. كما اشار الطراونة الى أنواع اضطراب المزاج تنقسم إلى مجموعتين رئيسيتين هما الاضطرابات الاكتئابية والاضطرابات ثنائية، القطب، وتشمل كل واحدة منها مجموعة من أنواع مختلفة وهي الاضطرابات الاكتئابية وبعد الاصابة تسبب بالاضطرابات الاكتئابية، فأنها تسبب فقدان المتعة عند ممارسة معظم الأنشطة أو كلها وتؤثر في النهاية في جودة الحياة، وقد تشعر بنقص في الطاقة، وصعوبة في النوم، وصعوبة في التركيز وتغيرات في الشهية، وعدم الاهتمام، وقد يشعر المصاب بانعدام القيمة أو الذنب وتصاب بحالة من الألم والتعب. وقال أن الاضطرابات الاكتئابية، تشمل انواعا منها، الاكتئاب الحاد ويستمر عادة لمدة لا تقل عن أسبوعين ويطول غالبًا إلى أكثر من أربعة أسابيع، والاضطراب العاطفي الموسمي، ويحدث في أوقات محددة من السنة، عادة مع تغيير الموسم والاضطراب الاكتئابي المستمر، وهو نوع مزمن من الاكتئاب يُسبب الشعور بالحزن والفراغ واليأس في كثير من الأحيان، واضطراب تقلبات المزاج التخريبية، ويُشخص به الأطفال والمراهقون، ينطوي على سرعة استثارة دائمة وشديدة ومستمرة ونوبات غضب متكررة لا تتوافق مع عمر الطفل. واوضح أنه اضطراب ما قبل الطمث الاكتئابي ينطوي على تغيرات مزاجية وحالة من اليأس وشعور بالإنهاك أو فقدان السيطرة وتظهر هذه الأعراض قبل الدورة الشهرية بعشرة أيام وتزول بعد بدء الدورة الشهرية بأيام قليلة، فيما ينطوي الاكتئاب المرتبط بحالة طبية ينطوي على فقدان المتعة بشكل كبير عند ممارسة معظم الأنشطة أو كلها بسبب الآثار الجسدية الناتجة عن مشكلة صحية طبية أخرى، والاكتئاب المرتبط بتعاطي مواد مخدرة أو عقار ينطوي على أعراض اكتئاب تبدأ أثناء تعاطي مادة مخدرة أو عقار أو بعده بفترة وجيزة، أو بعد الامتناع عن تعاطي هذه المواد.
وبحسب الدكتور الطراونه تنطوي اضطرابات ثنائي القطب على تقلبات مزاجية تتكون من حالات مزاجية عالية تسمى نوبات الهوس أو الهوس الخفيف، وحالات مزاجية منخفضة تسمى نوبات الاكتئاب، وعادة ما تكون هذه الحالات المزاجية العالية والحالات المزاجية المنخفضة متواصلة، ولكن تتغير الحالة المزاجية أيضًا من عالية إلى منخفضة أو من منخفضة إلى عالية أو تتحول إلى حالة مزاجية طبيعية وتظهر الحالات المزاجية العالية والحالات المزاجية المنخفضة معًا في بعض الأحيان. وتعرف هذه الحالة باسم النوبة المختلطة.
وبين الطراونه، أن اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول ينطوي على حالة مزاجية عالية مستمرة لمدة أسبوع على الأقل، وتعرف هذه الحالة باسم نوبة الهوس، وتؤثر بشكل عام في قدرتك على العمل وتزيد احتمالية الإقدام على المخاطر، والاضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني ينطوي على حالات مزاجية عالية مستمرة تعرف باسم الهوس الخفيف وتستمر لمدة لا تقل عن أربعة أيام ولا تكمل أسبوعًا، قد يسبب الهوس الخفيف إقدامًا على المخاطر، لكنه لا يؤثر عادة بشكل كبير في القدرة على العمل. ومع ذلك يلاحظ الآخرون أن فيك شيئا مختلف و اضطراب دوروية المزاج – ينطوي على التبادل بين الحالات المزاجية العالية والحالات المزاجية المنخفضة، ما قد يؤثر في القدرة على العمل. لا تكون الحالات المزاجية العالية والمنخفضة في اضطراب دوروية المزاج بالحدة نفسها الموجودة في الاضطراب ثنائي القطب من النوع الأول أو الثاني، والاضطراب ثنائي القطب المرتبط بحالة طبية ينطوي على أعراض مماثلة لأعراض الاضطراب ثنائي القطب، ولكنها تكون بسبب حالة طبية. على سبيل المثال، قد يسبب مرض كوشينغ والتصلب المتعدد والسكتة الدماغية